لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب سراج الدلجة في فضل طنجة pdf تأليف عبد العزيز بن الصديق الغماري

كتاب سراج الدلجة في فضل طنجة - تأليف عبد العزيز بن الصديق الغماري - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : سراج الدلجة في فضل طنجة.


تأليف : عبد العزيز بن الصديق الغماري.


تقديم : عبد الله عبد المومن.


تصدير : عبد المنعم بن الصديق.


عدد الصفحات : 89.


حجم الملف : 1.81 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"ويدلُّ على عظمة طنجة وبلوغها المقام الأسنى في العلوم والمعارف، أنه لم يشتهر من مدن المغرب منذ الفتح الإسلامي إلا هي، ولم يُذكر مِنْ بلدانه في كتب العلم والتاريخ إلا اسمها حتى إنه في عهد مولاي إدريس رضي الله تعالى عنه، لم يكن يُنْسَبُ المغاربة إلا إليها، ولا يُذكَرُ المغرب كله إلا باسْمِها لاسيما عند المشارقة. وما هذا إلا لاتساع دائرة العلم بها، وكثرة أهل العلم والفضل بين أبنائها كما هو الشأن في العواصم الكبيرة، والمدن العظيمة في الأقطار. فإنَّها لعِظَمِها وكثرة عمرانها يُطلَقُ اسمها على القطر كله ويغلب لقبها على ما يتبعها بأجمعه، كما وقع في مُرّاكُش فإنّها لما ازدهرت وصارت عاصمة ملك اللَّمْتُونِيِّين أُطلِقَ اسمها على المغرب كله، وجــر لــقـبها ذيله عليه فصار يقال له، مراكش، مع أنه اسم للعاصمة وحدها.


وقد عبر في المدونة باسمها عن المغرب، ففي كتاب النكاح الأول ومَنْ غاب عن بنته البِكْر غيْبَة انْقِطَاعِ إِلَى مِثْل إفريقية والأندلس وطنجة.. إلخ.


قال ابْنُ غازي في تكميل «التقييد» عند هذا القول: "طنجة كانت قاعدةةَ المغرب زمن الإمام مالك وابن القاسم.


وكذلك أخبر أبو الحَسَن الأشعري رحمه الله تعالى عن المغرب كله باسم طنجة في كتابه النفيس: «مقالات الإسلاميين»، المطبوع بإصطنبول.


فهذا يدلُّ على ما قلتُه مِنْ أنه لم يشتهر مِنْ مُدن المغرب عند المشارقة في القدم إلا هي.


قال في «جذوة الاقتباس» بعد كلام ما نصه : " وسار إدريس ومولاه راشد حتّى نزلا مدينة طنجة الخضراء، وهي يومئذ قاعدة المغرب وأُم مدنه، إذ لم يكن يومئذ بالمغرب مدينة أعظم منها ولا أقدم، والشهرة لها أسبابها، ولا سبب لها إلا الرقي والتقدم والازدهار في العلوم والفنون، لا سبب لها سوى ذلك. فما حازت طنجة الشهرة إلا بذلك. وهذا الاشتهار لم تختص به عند المشارقة فحسب، الذين قد يقال إنَّهم لا يعرفون حقيقة الأمر لبُعْدِهِم عنها، بل حتّى أهل الأندلس كانوا ينسبون إليها المغاربة، كما في كتاب «معيار الاختيار» لابن الخَطِيب في وصف طنجة، فإنَّه قال فيه:


قلتُ: فطنجة، قال: المدينة العدية التي ليست بالخبيثة ولا بالردية إليها بالأندلس كانت نسبة المغاربة والكتائب المحاربة، والرفاق السابحة في الأرض الضاربة...


فكل هذا يُثبت لطنجة جميل الأحدوثة والذكر الطيب، وهو على النقيض مِنْ قول مَنْ زعم أنها لم تزل منذ كانت مهْمَلَةً منْسِيةٌ لم تذكر في كتب التاريخ، ولم يَجْرِ ذِكرُها فيه بما يعتز به أبناؤها؛ فإنَّ التاريخ لم يحفظ لغيرها ما حفظه لها مِنَ الفضل، والفخر، والشرف، وجميل الذكر منذ خلق الله تعالى الأرض كما قلنا سابقاً. بل كان لطنجة في دولة المُوَحَدِينَ شأن عظيم جداً، حتى أنهم لم يكونوا يولون عليها إلا مَنْ له قرابةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ المُومِن. وذلك لأنها كانت مِنْ أعظم عمالاتهم وأكبر ممالكهم كما قال ابنُ خَلْدُون.


وقد قال المؤرخون: إنَّ طنجة كانت قبل الفتح الإسلامي عاصمة المغرب، وكانت عَمالَتُها مسيرة شهرٍ في مثله، وإنَّ ملوك المغرب كانت دار مملكتهم طنجة، وكان لها عند الرومان شأن عظيم وكانت تسمى عندهم (طنجيس)، أكثروا البناء فيها وبالغوا في عمرانها إلى درجة غريبة، وتفصيل ذلك يُعْلَم من كتب التاريخ.


ويؤيد هذا أنه لا زالت إلى الآن توجد فيها بين الحين والآخر آثارهم في جهات متعددة منها من مقابر وبناءات وقصور عظيمة.. مما يدل على أن مساحة عمرانها واتساعها كانت كبيرة في عصرهم. وقال البَكْري أثناء كلامه على طنجة: ((...وفيها آثار للأول كثيرة، وقصور، وأقباء، وغيران،

وحمامات، وماء مجلوب في قناء رخام كبير، وصخر منجور...)).


ولن تجد لمدن المغرب قاطبة تاريخاً قديماً ذا عظمة ومجد كما تجد ذلك لطنجة، فالمنكر لمزية طنجة وشهادة التاريخ لها بالتقدم في سائر نواحي العمران قبل الإسلام وبعده، يُنكر المحسوس ويكابر الحق الواضح الجلي.. وينبغي أن يُعْرِض الإنسان عمن يصل به الحال إلى ذلك."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب