لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المرتكزات الفنية في الوثائق والمراسلات السلطانية بالمغرب؛ دراسة تفكيكية تشريحية لنماذج مختارة pdf تأليف د. بوعصب امبارك

مقالة "المرتكزات الفنية في الوثائق والمراسلات السلطانية بالمغرب؛ دراسة تفكيكية تشريحية لنماذج مختارة" تأليف د. بوعصب امبارك - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقالة :

 

 ‏العنوان : المرتكزات الفنية في الوثائق والمراسلات السلطانية بالمغرب؛ دراسة تفكيكية تشريحية لنماذج مختارة. 

 ‏

تأليف : د. بوعصب, إمبارك.


المصدر : ‏البحث التاريخي.


المجلد / العدد : ع. 13-14، ص ص. 83-100.


سنة النشر : 2017.

 ‏

حجم المقال : 1.8 ميجا بايت.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"إن البداية الحقيقية للطراز المغربي في فن الزخرفة ترجع إلى أواخر القرن السادس الهجري، حيث بدأت الزخرفة في المغرب تستقل عن نظيرتها في المشرق، مقابل ارتباطها بالطريقة الأندلسية، لتترسخ بشكل كبير في عصر الدولة المرينية، حيث ارتبطت بفنون إخراج المخطوط. وقد اتخذ التصميم الهندسي لمعظم المخطوطات، شكلا زخرفيا مميزا طبعت به الزخرفة المغربية المتميزة بخصائص فريدة أبدعها الفنان المغربي" وأنتجت لنا طرازا مغربيا، يمكن أن نصطلح على تسميته "بالطراز "الفاسي الذي أشار إليه مفتي الديار التونسية محمد الفاضل بن عاشور حين عبر عنه بالذوق الفاسي"، وهذا التخصيص، مرده إلى أن مدينة فاس كانت قاعدة ملك المرينيين، ومعقلا للعلم والعلماء، الشيء الذي أهلها لكي تكون رائدة في تطوير صناعة المخطوط خطا وزخرفة، يقول ابن عاشور: "استتبعت العناية المرينية بتصحيح الكتب وضبطها عناية بتجويد الخط، وتجميل الطوالع وإظهار التراجم والمقاطع، وإبداع التزويق والجدولة والتلوين والتذهيب وذلك ما ورد في أخبار مصاحف السلطان أبي الحسن وما وفر لها من آيات الجلال والجمال وبذلك كان للوراقة مكانها السامي من بين مظاهر الحياة الفاسية، وأعانت سعة الحضارة وضخامة الدولة من جهة أخرى، وتأثير الخطاطة والوراقة الأندلسيتين من جهة ثالثة على أن أصبح الكتاب موضوع عمل فني رقيق، يبدو فيه الذوق السليم والصناعة الرشيقة والبذل الواسع، وقد اكتملت المدينة فاس أسباب الإتقان الفني للكتاب من جميع النواحي حتى أصبحت تقصد لطلب الكتب من حيث جمال المجلدات ونفاستها، كما تقصد لطلب التأليف المهم والضبط الصحيح، حتى أصبحت الكتب المخطوطة بفاس على تفاوت مراتبها، ذات كثرة غالبة على مخطوطات المكتبتين: الزيتونة والعبدلية.....


وقد تم تداول هذا الطراز كتقليد رسمي عرف في العصر العلوي عند المزخرفين الذين اهتموا بتزيين وتذهيب الوثائق والمراسلات السلطانية وفق أشكال زخرفية تمزج بين الزخرفة النباتية والكتابية والهندسية. وقد بلغ هذا الفن أوجه في العهد السليماني كما ذهب إلى ذلك بعض المحققين".


وكيفما كان الحال فقد اطلعنا على مجموعة من الوثائق المعتنى بها خطا وزخرفة فأثرنا أن نستدل ببعضها للتعرف على المستوى الجمالي الذي وصل إليه المزخرف المغربي في تلك الفترة.


ويمكن تفسير هذه العناية بالزخرفة بتوفر البلاط السلطاني على دواوين للخطاطين والمزخرفين والمذهبين والمحررين والوراقين وهذا ما نلاحظه من خلال وثيقة علوية وردت فيها جملة تفيد بأن السلاطين العلويين كانوا يهتمون بدواوين المكاتبات والمراسلات، حيث سميت في الرسالة المذكورة بـ"الدواوين السعيدة":


أو "ديوان النساخين كما كان في عهد الحسن الأول الذي يقول عنه ابن زيدان "أنه كان ولوعا بنسخ الكتب والبحث عن البارعين في الخط المتقنين ويجلبهم لحضرته للكتابة والنسخ لا يفارقون حضرته سفرا ولا حضرا، اتخذ لهم محلا خاصا بهم برحاب القصر، وعين لهم من يقوم بشؤونهم .. ونفس الاهتمام أولاه السلطان عبد الحفيظ للخط، فكان بلاطه يستوعب عددا من النساخين يجتمعون في بنيقة (مكتب) في القصر السلطاني بفاس الجديد".


بناء على ما سبق يمكن تسمية الخط المخصص لتحرير الرسائل والمكاتبات السلطانية بـ "الخط الديواني"، من حيث وظيفته، وهي نفس التسمية التي أطلقت على الخط المخصص لتحرير الوثائق والفرمانات العثمانية، حتى أضحت لصيقة به إلى اليوم، بخلاف الخط المغربي المخصص للوثائق المغربية، فإن تسميته لم ترتبط بوظيفته وإنما ارتبطت بملامحه الفنية قسمي خطا مجوهرا، لأن ترويساته وزلفه تشبه الرصائع والجواهر فاندمج بهذه الملامح مع العناصر الزخرفية بكافة أشكالها سواء كانت نباتية (التوريق)، أو هندسية (التسطير) والزخرفة التي تعد أنسب لهذا الخط الزخرفة النباتية، لكونها تتداخل معه بشكل لا نشاز فيه، حتى انه يصعب التمييز في بعض الأشكال التركيبية بين الأحرف المجوهرية والوحدات الزخرفية النباتية، شأنه في ذلك شأن خط الثلث المغربي الذي استعمل أيضا في نفس الغرض نظرا لليونته المتناهية التي كانت تسهل عملية دمج حروفه المرسومة بماء الذهب أو غيره من الأحبار النفيسة مع مختلف العناصر الزخرفية، وخاصة النباتية منها وهو ما نلاحظه من خلال الشكل التالي الذي استخرجناه من الوثيقة السابقة حيث تظهر كل من البسملة والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرقومة بخط الثلث المغربي بلون أصفر، على مهاد أو أرضية زخرفية، تتألف من وحدات نباتية تتشابك فيما بينها وفق نسق حلزوني، وقد رسمها المزخرف بماء الذهب ولولا الاختلاف الطفيف بين اللونين الأصفر والذهبي لاختلط نص الكتابة بالزخرفة.


والجدير بالذكر أن منفذ هذه الوثيقة قد تقيد بما تقيد به الخطاطون المغاربة في الافتتاح، حيث ترك فراغا بين البسملة والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، شغله بتاج زخرفي نباتي يتوسط العبارتين (البسملة، والصلاة على رسول الله والملاحظ أن الخطاط فضل الافتتاح بالبسملة عوض الحمدلة التي جرت العادة أن يفتتح بها المغاربة مراسلاتهم ومكاتباتهم بخلاف المشارقة الذين فضلوا الافتتاح بالبسملة في جليل مكتاباتهم، ولعل هذا ما يفسر افتتاحهم الحلية النبوية الشريفة التي تعد أشرف الأشكال الخطية بالبسملة، مما يدل بشكل ضمني أن الخطاطين المغاربة يفتتحونها بالحمدلة كما يلاحظ ذلك من خلال كتاب: "دلائل الخيرات للجزولي هذه الحمدلة التي رسمت في عصر السعديين على شكل رسوم طغرائية وعلامات سلطانية في المراسلات والوثائق الرسمية"."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب