لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الإسلام في المغرب والأندلس pdf تأليف ليفي بروفينسال

 كتاب الإسلام في المغرب والأندلس - تأليف ليفي بروفينسال - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الإسلام في المغرب والأندلس.


المؤلف : ليفي بروفينسال.


الناشر : مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية.


عدد الصفحات : 320.


الطبعة : الأولى.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"خواطر عن دولة المرابطين في مطلع القرن الثاني عشر


هناك حدود لم تتغير إطلاقا في مجموعها، تفصل منذ قرون عديدة المغرب عن بقية شمال أفريقيا، وليست هذه الحدود مجرد حاجز طبيعي أو سلسلة من الجبال أو مجرى للمياه، وإنما هي، شأنها في ذلك شأن الحدود التي تقوم بين الدول، سياسية بوجه خاص، فهي تحدد على الأقل في نطاقها الشمالي، أقصى النقط التي بلغها التقدم التركي في الجزائر في العصر الحديث.


و تلمسان الواقعة في الجانب الآخر من هذه الحدود مدينة مراكشية في مظهرها أكثر منها جزائرية، فكثير من آثارها القائمة حتى يومنا هذا داخل أسوارها أو كثير من بساتينها، من عمل سلاطين فاس، و كذلك يوجد إلى الشرق فيما بين مراكش وبقية المغرب فاصل طبيعي، ومن المستطاع بلا شك إدراك ما بين القطرين من فوارق في الكيان الجغرافي والمناخ، وبالتالى فى نوع الحياة التي يحياها السكان، أما الاختلافات الاجتماعية والسياسية فلا يمكن إنكار وجودها، رغم الوحدة الدينية في المغرب كله، ولكن هذه الاختلافات لم يبدأ ظهورها فى التاريخ قط إلا منذ نهاية العصر الوسيط أى منذ اللحظة التي صارت فيها مراكش الدولة الوحيدة المستقلة في شمال أفريقيا، والدولة الوحيدة التي لم تقع تحت سلطان دول إسلامية أخرى، والواقع أنه منذ القرن السادس عشر أخذت الظروف المختلفة، ولا سيما الريبة فى الأجنبى، سواء فى ذلك المسيحي المواجه للبلاد أم المسلم الذي يجاورها، تملى على مراكش منهجاً لن يتغير قط، يدفعها إلى إغلاق حدودها في البر والبحر، وانعزالها عن الخارج انعزالا تاما. ومن هنا يمكننا أن نفسر تلك المفارقة لبلد كبير، قريب من أوربا، ولكن انعدم فيه كل تطور إلى بداية القرن العشرين، بلد كان التقدم فيه أسطورة، عاش منطويا على نفسه، ورضى بأن يظل مغلقا في عالم تقاليده الروحية والاجتماعية والسياسية الضيق، بحيث لم يستطع أى سلطان مهما كان عليه من همة وقسوة كثيراً ما تذكر في التاريخ الإسلامى، ولا ملك رزق حصانة سياسية، أن يباهي بأنه قد بسط سلطانه يوما واحداً على جميع هذه المساحة الشاسعة من أملاكه الاسمية. فالحرب الأهلية أو بعبارة أدق الثورة الصماء الخفية في نواحي الامبراطورية، ثم المدن التي بقيت جامدة على حالتها في العصور الوسطى، والنظام الذى فقد قيمته بمرور الزمن، كل ذلك كان يؤلف مجموعة من العناصر البراقة الموضوعة في غير وضعها التاريخي. ولكن الحياة التي كان يحياها هذا البلد كانت بطيئة في تقدمها بحيث تفضى بالمرء إلى التساؤل : هل عرفت مراكش المصائر العظمى التي يحكيها تاريخها القديم ؟ كل ذلك قد تغير اليوم، فإن مراكش، مدفوعة برغبتها في التآلف والوفاق، قد أظهرت حماسا لا يرتاب أحد فيه، فقد سلكت سبيل التقدم دون أن تشعر مع ذلك بأى دهشة، ولم يعد المواطن يفكر فى الماضى، وأقبل على الأخذ ببعض الأساليب الحديثة لتطبيقها في حياته بهمة لا عهد له بها من قبل، ولكن هذا اقتصر على بعض الجوانب فقط، فالتقاليد لا تزال بعيدة عن أن تنمحى في مراكش. ولكن المغربى، وخاصة فى المدن، استطاع أن يسترد الزمن المفقود بخطى سريعة في أغلب الأحيان مما دهش له العدد الأعظم من الذين طافوا بتونس والجزائر قبل الوصول إلى مراكش فهم في الغالب لم يقوموا بالتحرى العلمى الذي يتيح لهم تفسير الفروق التى يجدونها بين مراكش وجارتيها فى الشرق، ووزن هذه الفروق وزنا حقيقيا، فمراكش - عندهم - شيء آخر، و هذا حق في أغلب الأحيان، ففى ماضى بلاد المغرب على وجه خاص تؤلف مراكش مجموعة منفردة بذاتها منذ أقدم عصور تاريخها.


كان يسيطر على هذا التاريخ فى العصر الوسيط دفع مزدوج من الفاتحين و مؤسسى الدول، دفع المرابطين، ودفع الموحدين، وقد كان لهذين اللفظين، وعليهما مسحة قديمة بعض الشيء، حق الذكر في لغات أوربا منذ زمن بعيد، ولا سبيل الآن إلى أن تذهب بهما أية صورة من صور الكتابة، فهما، كما يثبت ذلك استعمالهما في القديم، أظهر أمارة دالة على الدهشة التي أصابت أمراء النصارى وملوكهم في شبه الجزيرة الأيبيرية حيال مالا سبيل إلى صده من سطوة أولئك البربر الذين راحت جماعاتهم الواحدة تلو الأخرى تنزل بهم الهزائم المدوية في أوربا ذاتها. ومعرفة عدو باسمه الحقيقى حين يكون هذا العدو مسلما، وتمييزه عن جمهرة السكان من أهل المسلة النصرانية، امتياز نادر جداً في كتب التاريخ في العصر الوسيط المسيحي بأوربا، فالمرابطون والموحدون يدويان كأنهما من أسماء الرعب في مصنفات التاريخ اللاتينية التي تروى أخبار و الاسترداد..


ومع ذلك فيجب الاعتراف بأن الجد الذي حظى به الموحدون لم يلبث أن كسف إن لم يكن قد ذهب بالضوء العابر لسابقيهم في تاريخ المغرب، وإذا كنا على علم لا بأس به منذ سنوات بفضل ما أورده المؤرخون العرب عن بداية حركة الموحدين وارتفاع شأنها، فإن ما لدينا من أخبار عن المرابطين لا يزال قليلا نبياً يدعو إلى التأسف، فهؤلاء الملثمون أبناء الصحراء الذين لم يلبثوا أن تهيأت نفوسهم بحيث اضطلعوا بدور الملوك الصيد، ثم لم يلبثوا أن تأسبنوا، بمجرد الاتصال بالحضارة الإسلامية فى الأندلس، برزوا حقاً في العصر الوسيط المغربي، ولم يكن هذا شأن الفارس البربرى العظيم يوسف ابن تاشفين وحده، وإنما كان أيضاً شأن ابنه على بن يوسف الذي استهل حكمه بحقبة طويلة من الرخاء والازدهار."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب