كتاب كتاب المغرب في حلى المغرب - جزأين - تأليف ابن سعيد المغربي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
العنوان : المغرب في حلى المغرب.
المؤلف : ابن سعيد المغربي.
تحقيق : الدكتور. شوقي ضيف.
الناشر : دار المعارف.
الطبعة : الرابعة.
الجزء : الأول والثاني.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"أبو القاسم محمد بن سلمة
من الكتاب المذكور : استقضاه عبد الله بعد موسى، وكان خيرا زاهدا، غير أنه كان من الجهل في غاية. قال يوماً لصُهَيْب بن منيع : أى شهر قبلُ : رجب أو شعبان ؟ فقال : رجب ثم شعبان فقال : انظر ماذا تقول، فإنى على أن أكتب بطاقة إلى الأمير فلا تُنْشِبنى إلا في صحيح : وحكى عن النبي صلى الله عليه وسلم قول في شيء، فقال : من أين قال هذا النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ! فأشار إليه محمد بن غالب أن احذر السَّيْفَ. وكان ولده أبو الجودى يشير إلى الفقه بلا علم، فاعتل محمد في بعض الجُمَع فصلى ابنه عوضه بأمر الأمير، فشقّ على آل السلطان ذلك لصلابة أبيه، فدسوا مع رقع البطائق على أبي الجودى بكل قبيحة، فقال : لا ألتفت إلى ذلك حتى أمتحن حقيقته بمحمد بن وليد الفقيه، وكان عنده في أعلى المنازل، بخديعة وذلك : أنه كان يأخذ حُزْمَةَ حَطَب فيجعلها على عنقه، ويتلقاه في محجته من ناحية الجبل إذا خرج للصيد كأنه مقبل بحطب على ظهره يعيش منه، فإذا مر به وضع الحزمة، وأقبل يسلم عليه ! فيقول الأمير :
هذا فقيه فاضل حقا ما له قرين ! فقامت له بهذا / عنده سوق فبعث له الحاجب ابن حُدَير السليم وكان يكره القاضي في شأن ولده، فقال له : كفيتك، فلما أحضره الأمير وأخذ معه في ذلك قال : إنى - أَكْرَمَ الله الأمير – ليست : – بيني وبين ولد القاضي خلطة، ولا أعرفه، غير أني رأيت الناس بعد صلاة الجمعة يعيدون الصلاة، فسألت ذلك فقالوا : لما اعتل القاضي تقدم عن بالناس ابنُه، فلم يَرْضَوْهُ فأعاد أكثر الناسِ الصلاةَ، فلما سمع الأمير هذا قال : لا يُعِيدُ الناس الصلاة إلا من أمر عرفوه منه، لا يصلى بعد هذا.
۹۷ - أبو القاسم أحمد بن محمد بن زياد اللخمي*
.
من كتاب ابن عبد البر : كان عربياً شريفاً وشيخاً وسيماً جميلاً ذا هيئة حسنة، غير أنه أهان خُطَّةَ القضاء وتبذل فيها بالركوب إلى السلطان والدخول ب فيما لا يسعه من أمورهم، وكان مُمَوِّلاً، كثير الصدقات سَخِيا بإطعام الطعام، وكان يَصْنَع الصنائع العظيمة ويحضرها شيوخ زمانه من الفقهاء والعدول، ولم يزل قاضياً وصاحب صلاة حتى تُوُفِّى الأمير عبد الله وأقره الناصر شهورًا. ثم عزله وولى أسلم بن عبد العزيز، ثم أعاده إلى أن. مات، فعاد أسلم. وكان اعتماده في الشورى على محمد بن عمر بن لبابة وابن وليد وعبيد الله بن يحيى.
قضاة الفتنة
٩٨ - أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن وافد*
من كتاب ابن حيان في القضاة : استقصاء وولاه الصلاة هشام المويد آخر أئمة الجماعة إثْرَ مُخْطِه على أحمد بن ذكوان ونفيه له وقت اشتعال الفتنة البربرية، وكان يقول إنه من عرب العريش، من الشام، من لخم. وجَرَتْ له خطوب طويلة مع محمد بن أبي عامر، كانت سبب نزوع نفس هشام إليه وتوليته بعد ابن ذكوان، فنعم العوضُ أَصابَ فيه، فقد كان فقيها، عالماً، حافظاً، عادلاً، حاذقاً، خَيْرًا، فَاضِلاً، نَزِها، من أعلام الشورى بقرطبة، المبرزين في العلم والرئاسة، لم يزل يؤذن له في مسجده المجاور لداره قبل ولايته، وفيها.
وله رحلة إلى المشرق حج فيها ولقى العلماء، وتحكك، وممن لقي أبو محمد بن أبي زيد فقيه المغرب بالقيروان ولم يزل يصل سببه إلى أن مات ابن أبي زيد، إلا أنه أخل به في ولايته حُب السلطان ولَجَاجُهُ في دَفْع صلح البرابرة، وقد أهلكوا الناس، وخالف عبد الرحمن بن منيوه مولى ابن أبى عامر مدبر / أمر هشام في ذلك. فكان سبب صرفه يوم الأربعاء لتسع خلون من ذى الحجة سنة اثنتين وأربعمائة، فالتزم منزله إلى أن خرج ابن منيوه عن قرطبة، ودبر الأمر الموالى العامر يون، فأعاد هشام ابن واقد يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ثلاث وأربعمائة إلى القضاء والصلاة بعد تكره منه واشتداد من هشام. ولما غلب المستعين بالبرابرة على هشام وأهلك المصر وقلب الدولة استخفى ابن وافد فوقع الطلب الحثيث عليه لما أسلفه من عداوة البرابرة فظفروا به صبيحة من يوم الخميس لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعمائة، فعنفوا به وجَررُوه، وتلوه على وجهه إلى باب القصر راجلاً حافياً، مكشوف الرأس بادى الصَّلْعَة، ما عليه إلا قميصه، وفي رقبته عمامته / يقتادونه بها مخترقين به الشوارع إلى باب القصر، والناس تتقطع قلوبهم ولا يُعْذُونَ عنه، والبربر ينادون عليه : هذا جزاء قاضي النصارى الفتنة، ومُعْطى المشركين حصون المسلمين على ذلك رشوة، وهو لا يترك الرد عليهم والتكذيب لهم. فما ربِّي أَجْلَد منه على مِحْنَتِهِ، وَأُدْخِلَ على المستعين، فأَفْحَشَ في سَبِّه. وتقدم في صلبه. فنظر في ذلك وزيره وصاحب مدينته موسى بن هارون بن حُدَير، وكان أشد الناس عليه، فأحضر آلة الصلب، والبربر ينتظرون مشاهدته، وترادفت الشفاعات فيه، فاستحياه، وأمر بسجنه في داخل قصره، وامتنع من أكل طعامه إلى / أن تحيلت مولاة له في إيصال قوت ترمق به، واشتدت به العلة، إلى أن انكشف للناس موته غداة يوم الأحد لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة بإخراجه إلى أسطوان الميضأة على باب الجامع، ملقى موتى المحاويج والغرباء موعظة لمن يبصره فتكفل به بعض العامة وأحد الزهاد، ولم يصل عليه أحد من المشاهير خوفاً من السلطان والعيون.
٩٩ - أبو المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن أبى المطرف.
من كتاب ابن حيان : أنه اسْتُقضى دون الصلاة ما بين دولتي ابن واقد المذكور. وأصله من بَاغَة، من بيت ذى جاه ومال، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وكان قليل الفقة، أكرة على القضاء، فلم يزل يُحْسِنُ السيرة، ويواصل الاستعفاء إلى أن خرج عبد الرحمن بن منيوه عن قرطبة، فعزله هشام وأعاد ابن وافد كما تقدم.
قال : ولم تعلق به لائمة، وعاش فيما بعد مقبلاً على النسك، إلى أن توفى يوم الإثنين للنصف من صفر سنة وأربعمائة بقرطبة، ومولده سبع صَدر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وذكر ابن مفرج في تاريخه : أنه كان له رحلة حج فيها ورَوَى. وجهد المستعين بأبي العباس بن ذكوان في ولاية القضاء فامتنع، فقسمه بين يونس بن الصفار ومحمد بن خرز من أعيان زناته إلى أن جاءت دولة ابن حمود."
تحميل الجزء الأول
