لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب ناصيف نصار من الاستقلال الفلسفي إلى فلسفة الحضور pdf تأليف د. عبد الإله بلقزيز

كتاب ناصيف نصار من الاستقلال الفلسفي إلى فلسفة الحضور - تأليف د. عبد الإله بلقزيز - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : ناصيف نصار من الاستقلال الفلسفي إلى فلسفة الحضور.


تحرير وتقديم : عبد الإله بلقزيز.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


عدد الصفحات : 352.


حجم الملف : 6.33 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"سمات العقلانية الفلسفية العربية


هل في وسعنا أن نكتب تاريخاً نقدياً للعقلانية العربية؟

هذه إشكالية شغلت ناصيف نصار، وخاض فيها مثلما فعل آخرون. غير أن ما ميز مساهمته في مقاربتها أنه توسل، للتفكير فيها، مقدمات نظرية ذات قيمة فكرية ومنهجية لا سبيل إلى تجاهلها. أهم هذه المقدمات النظرية اثنتان هما: إن العقلانية في التراث الفلسفي العربي، عقلانيات يتمايز بعضها من بعض ويتميز، وإن العقلانية العربية حصيلة مزيج من فلسفة خاصة بكل فيلسوف ومن سمات عامة مشتركة وجامعة بين الفلاسفة كافة. وهما مقدمتان مترابطتان أو متداخلتان.


لم تتنوع العقلانيات، أو تنقسم العقلانية العامة الجامعة إلى عقلانيات متباينة؟


لأن تباينها، في نظر ناصيف نصار، تبع لتباين مفهومها للعقل، وعلاقة ذلك العقل بالوجود، ووظيفته في الحياة الإنسانية. إن أخذنا ابن رشد، مثلا)، سنلحظ أنه اطرح جانباً نظرية الفيض والعقول الفلكية المفارقة عند الفارابي (كما عند ابن سينا)، واتخذ منظوراً آخر للطبيعة هو ما انعكس على نظرته إلى العلاقة بين العقل والوحي الحكمة والشريعة. وقد يزدوج موقف الفيلسوف الواحد فيكون في موضع غير ما يكونه في موضع آخر: كالفارابي الذي يهيمن على تفكيره المفهوم الأفلاطوني للعقل في نظريته في الفيض، بينما يختفي، مثلاً، في رسالة في العقل). وقد يتجاوز مفكر سابقيه، في قواعد النظر، كتجاوز ابن خلدون تقسيم العقل إلى عقل نظري وعقل عملي، على ما درج عليه سابقوه إلى تصنيف جديد لمراتب العقل (= عقل تمييزي، وعقل تجريبي، وعقل نظري).


إذا كان هذا التباين في مفهوم العقل ممّا يتولد منه تنوع في العقلانيات، فهو مما يفرض الاعتراف بأن لكل فيلسوف فلسفة لا تقبل النظر إليها بما هي نظير لغيرها، بل لا مهرب للدارس من تحليلها في صورتها الخاصة المستقلة، قبل البحث عن روابطها بغيرها من الفلسفات الخاصة؛ ذلك أن الاستقلال النسبي لفلسفة كلّ فيلسوف إنما هو ثمرة عاملين اثنين: زمنه التاريخي والمعرفي، وإشكاليته الخاصة وليس معنى ذلك أن هذا التميز (Spécificité) في الفلسفات ينفي عنها ما بينها من تكامل وتراكم واتصال؛ ذلك أن العلاقات بينها تستوعب حالتي الانفصال والاتصال معاً، من دون أن يكون في ذلك وجْهُ تَجَافٍ أو تعارض، فالفلسفات تلك تنتمي إلى مجال ثقافي واحد، على ما يخترقه من تنوع وتعدد للأسباب التي سبق الإلماح إليها.


من هذه المقدمات يتأدى ناصيف نصار إلى اشتقاق ما يعرفه بأنه الخصائص الرئيسة للعقلانية في التراث الفلسفي العربي، ويحدّدها في خمس خصائص:


أولها: ما سماه بـ «التركيز على الاستدلال البرهاني لتبيين ماهية العقل أو فعله؛ وعنى به أن فلاسفة العرب يسلّمون بأن المعرفة، وإن كانت تنهل من الحس، الذي ينقل صور الموجودات في العالم الخارجي، لا تقوم على النشاط الحسّي المباشر، بل على فعل تجريد ينتزع المعقولات الكلية من المحسوسات الجزئية. والعقل ليس سوى تلك القوة، من قوى النفس، التي تجرد المعقولات أو الصور من موادها، أي التي تنتزع الكليات من أعيانها، وتُدرك الماهيات المجرَّدة والعقل، بهذا المعنى، قوة استنباط تركب القضايا قصد الوصول إلى يقينيات جديدة. وهذا ما يقود نصار إلى وصف العقل الفلسفي العربي بالعقل المنطقي، وإلى التشديد على وجود تلازم بين العقلانية في المعرفة ( = الاستدلال البرهاني) والعقلانية في الوجود عند الفلاسفة العرب (الفارابي وابن رشد خاصة).


وثانيها رابطة السببية بين أشياء الطبيعة وأفعالها. والأستاذ ناصيف نصار يجد في أطروحات ابن رشد تمثيلاً مكثفاً لهذه الخاصية المركزية في العقلانية العربية التي ورثها عن فلاسفة سابقين (الفارابي، ابن سينا)، لكنه ذهب بها بعيداً إلى الحدود التي استجرَّتْ عليه نقداً من الخصوم.


وأظهر مسألة في هذه النظرية حسب نصار، هي مسألة الضرورة في العلاقة بين الأسباب والنتائج، ومقتضاها أن الأشياء طبائع ثابتة، والأفعال تلازِمُها حكماً من طبيعة النار الإحراق، وهو فعل ثابت فيها ثبات الطبيعة فيها). وإذا كان للشيء، في نظر أرسطو، علل أربع (= مادية، صورية، فاعلة، غائية)، فالحديث هنا يجري - حصراً ـ على العلة الفاعلة. وهكذا تعني العقلانية في معرفة الموجودات إدراك الأسباب الفاعلة لهذه الموجودات، بما هي ضرورة وإن جرى التعبير عنها ـ عند آخرين ـ باسم العادة». على أن التشديد على السببية، بما هي علاقة ضرورية بين الأشياء، يقترن معناه مع التشديد على علاقات الترابط بين القضايا والحدود المنطقية والبرهان في الاستدلال المنطقي؛ إذ ينسجم هذا الاقتران مع مبدأ التطابق بين اليقيني الضروري والوجودي الضروري، الذي اجتمع على القول به فلاسفة العرب. من هنا يخلص ناصيف نصار إلى القول إن العقلانية المنطقية والعقلانية السببية في الفلسفة العربية، لا تنفصلان عن العقلانية الميتافيزيقية المطلقة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب