لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها pdf تأليف د. رشدي راشد

 كتاب دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها - تأليف د. رشدي راشد - أونلاين بصيغة إلكترونية  ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها.


الكاتب : د. رشدي راشد.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


تاريخ النشر : 2011.


عدد الصفحات : 469.


حجم الملف : 51.39 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"تاريخ العلوم فيما بين الإبستيمولوجيا والتاريخ


أي اختصاص معرفي هو تاريخ العلوم، هذا الاختصاص الذي ظل ينتسب منذ بدايته باعتباره نشاطاً مستقلاً في القرن الثامن عشر، إلى الإبستيمولوجيا والتاريخ معا؟ فلو فكرنا في أعمال كوندرسيه (Condorce) سواء في «المخطط الإجمالي » ( Esquisse ) أم في التقريظات الأكاديمية (Éloges académiques ) أو فكرنا في أوغست كونت (Auguste Comte) وفي الدور الذي يوليه إلى تاريخ العلوم في دروس في الفلسفة الوضعية ) (Cours de philosophie positive)، وإذا اقتربنا أكثر من زماننا الحاضر ذاكرين على سبيل المثال، ج. نیدام (J. Needham)، فإننا نطرح السؤل نفسه : هل يمثل تاريخ العلوم اختصاصا معرفيا حقا وما هي بالتحديد منزلته بين الإبستيمولوجيا والتاريخ؟


أما الجزء الأول من السؤال هل هو فعلاً اختصاص معرفي؟) فينحل بسرعة. إن تاريخ العلوم، كما يتبادر في كتابات المنتسبين إليه لا يمثل فنا مختصا، بل میدان نشاط. إذ ينقصه مبدأ التوحد الذي قد يمنحه القدرة والوسائل الكفيلة بتمييزه عن طريق الإقصاء : إن أي ميدان للممارسة لا يقصى، بل هو يتوسع توسعا غير محدود وذلك بإضافات متواترة، إنه عنوان المواضيع مختلفة ومتنافرة وليس فنا مختصا ذا تعريف إجرائي. لذلك تتجاور في تاريخ العلوم المذاهب المختلفة وتتعارض انطلاقا من توجهات واعتقادات يقصي بعضها بعضا. فيرى البعض، وهم غالبية، أن تاريخ العلوم هو تاريخ للأفكار بالمعنى المعروف للعبارة أي تاريخ للعقليات. في حين يرى البعض الآخر، وهم أكثر صرامة وفطنة، أن تاريخ العلوم هو تاريخ المفاهيم العلمية، تاريخ تكونها وتطورها وتعديلها. ويرى آخرون، وهم مؤرخون في أصل تكوينهم أنه لا يبالي بالمفاهيم وبطبيعتها الخاصة، بل أن تاريخ العلوم قد يكون تاريخ إنتاج ثقافي على غرار تاريخ الرسم أو تاريخ الأديان. ولنذكر أيضًا أولئك الذين يجعلون منه ضرباً من علم النفس الاجتماعي للعلماء، وكذلك الذين يجعلون منه علم اجتماع ميداني على النحو الذي تطور عليه علم الاجتماع إثر الحرب العالمية الثانية بالولايات المتحدة على وجه الخصوص، أي علم اجتماع للجماعات والمخابر والمؤسسات. لم يكتمل هذا الثبت بعد،،، فهذا التنوع يتزايد تزايداً لا تقتضيه ضرورة داخلية للبحث في تاريخ العلوم، بل بتأثير استيراد مستمر لرؤى والمناهج العلوم الاجتماعية.


يبدو هذا التكاثر وكأنه هروب إلى الأمام قد يغني عن الإجابة عن الجزء الثاني من السؤال : ما هو موقع تاريخ العلوم فيما بين الإبستيمولوجيا والتاريخ؟ إلا أن هذا السؤال إن تركناه في الخفاء، يجبرنا - شئنا أم كرهنا – على الإفصاح عن موضوع تاريخ العلوم كل الصعوبة، وهي ذات،بال تمثل في التعبير عن الشيء الذي يؤرخ له بدون التحيّز إلى اختيار اعتباطي وبدون تسليط منهجية معينة، تجريبية كانت أو متعالية (transcendantale). لذلك، تجنباً لهذه الصعوبات، يبدو لي من الأنسب أن ننطلق من الأشياء نفسها « كما يقال أي من الأعمال العلمية ومن السنن التي تندرج ضمنها.


 يتفق الجميع على أن كل عمل علمي ينتمي إلى سنة واحدة على الأقل وفي كثير من الحالات إلى سنن عديدة - معروفة كانت أو غير معروفة – يتحدد معناه بالنسبة إليها. يعني هذا أن الإبداعات الفردية تبقى غير مفهومة – مهما بدت ثورية – إن لم يقع إدراجها داخل السنن التي شهدت ولادتها. وإذا كان المقصود بـ«العمل العلمي» نتيجة مقرّرة وفقاً لمعايير البرهان الدقيقة ومثبتة في نص أو محققة في موضوع أو أداة ما، فإننا نعطي مؤقتاً لعبارة « السنة » المعنى العام والعادي الذي يتميز بعدم عزل العمل العلمي عن الجماعة التي ينتسب إليها العالم الذي بادر بتصوره. فلنبدأ باعتبار معنى السنة هذا.


يسلم مؤرخو العلوم عن طواعية، ومهما كانت ولاءاتهم المذهبية أن إعادة تشكيل السنن العلمية هي واحدة من مهماتهم الجوهرية. إلا أن مسالكم نحو هذا الغرض مختلفة ومتشعبة. وفعلاً، فإن جزءاً هاماً من الجدل الدائر حول المنهجية في تاريخ العلوم يحيل إلى هذا التنوع في تصورات السنّة وطبيعتها. ويبدو المشروع لأول وهلة سهلاً ويكاد يكون فوريًا : أليست السنن معطاة بادية في الأسماء والعناوين والمؤسسات وفي شبكات تكفل تبادل المعلومات والأشخاص بين أقطاب ومراكز وبين مواقع وصيغ التعليم. تبدو السنن وكأنها يمكن التعرف عليها مباشرة : إذ يحدث عن سنة نظرية الأعداد الأقليدية، وعن سنّة الوازان (Wasan ) الياباني، وعن سنة المدرسة الجبرية الإيطالية في القرن السادس عشر، وعن الفيزياء الكوانطية الإنجليزية في العشرينات، أو عن الرياضيات البــوربـاكـيــة (mathématiques bourbakistes). لا شك أن هنالك بعض الحالات الاستثنائية، لكنها تؤكد القاعدة، أعني مثلاً السنة - أو السنن – الإسكندرانية التي تبلغ نهايتـهـا فـي أعـمـال ديوفنطس التي نجهل مع ذلك كل شيء عنها. كيف لا يغتر المؤرخ بوصف هذه الظواهر إذ هي بادية التميز، أي الأشخاص والعناوين والمؤسسات؟ وتطغى فعلاً هذه النزعة على قسم هام من المدونات التاريخية التي تقدم نفسها بتسميات مختلفة : تاريخ الأفكار، التاريخ الاجتماعي للعلوم، إلخ.


غير أنه يصعب على المرء حصر حكم السنة وتقريره إن لم يكتف بمجرد الوصف المادي. فكيف يمكنه عزل السنة الواحدة وكيف يعين لها بداية ونهاية وكيف يرسم حدودها بدون إجراء قطيعة تعسفية في جملة التاريخ الحي ذي الحركية اللامحدودة؟ وماذا يمكن لوحدة السنّة أن تؤسسه إذا كانت هذه السنة تتطور بمرور الزمن؟ ثم لم تنشأ السنّة، ولم تنتهي ؟ وإلى أي نظام يخضع وجودها؟ يبدو أنه لا توجد أجوبة قبلية على هذه الأسئلة.


مع ذلك، فإن المؤرخ لا يكون عند مجرد الوصف إلا في بداية عناءه. فـمـا أن يشرع في عملية إعادة تشكيل السنّة العلمية حتى يتبدد وهمه : تتلاشى السهولة البادية ويتجلى عجز المعطيات المادية - من أسماء وعناوين إلخ – على رسم حدود السنة مع السيطرة على تشعباتها.


لنحاول توضيح ذلك بوصف المراحل التي ترسم عملاً ما في تاريخ العلوم. يتعين على المؤرخ في مرحلة أولى أن يقدم العمل العلمي – قانون رياضي، نتيجة فيزيائية، رصد فلكي أو تجربة بيوكيميائية إلخ... - في وجوده المادي : يجب عليه أن يفحص الرسوم، والنقائش والبرديات والنصوص المخطوطة منها والمطبوعة، ويجب عليه أن يكرر التجارب ويعيد تشكيل الأشياء إذا اقتضى الأمر. تساهم كل هذه الإجراءات في إعادة بناء السنة النصية أو لاً ثم السنة التقنية.... وبعبارة مجملة في إعادة بناء السنة «الشيئية ». ومع أن هذا البحث لا يستقل تماماً في العديد من الحالات عن مضمون العلم العلمي نفسه، فإنه يتطلب خبرات مختلفة عن المعرفة العلمية، تلك الخبرات التي تنتسب إلى اختصاصات تاريخية مختلفة كعلم الآثار، وعلم النصوص القديمة (codicologie) وعلم المخطوطات وفقه اللغة وتاريخ التقنيات، إلخ."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب