لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى PDF تأليف غوستاف لوبون

كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى - تأليف غوستاف لوبون - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : اليهود في تاريخ الحضارات الأولى.


تأليف : غوستاف لوبون.


ترجمة : عادل زعيتر.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


حجم الكتاب : 11.84 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"تاريخ اليهود


لا يبدأ تاريخ اليهود بالحقيقة إلا في عهد ملوكهم.


كان بنو إسرائيل أقل من أمة حتى زمن شاول، كانوا أخلاطا من عصابات جامحة، كانوا مجموعة غير منسجمة من قبائل سامية صغيرة أفَّاقة بدوية، تقوم حياتها على الغزو والفتح والجذب وانتهاب القرى الصغيرة، حيث تقضي عيشا رغيدًا دفعة واحدة في بضعة أيام، فإذا مضت هذه الأيام القليلة عادت إلى حياة التيه والبؤس. 


وتكونت زمرة بني إسرائيل السامية كجميع العشائر، فكانت مؤلفةً في بدء الأمر من أُسرَة واحدة ذات جَدٍّ واحد، وهذا الجَدُّ كان يُدعَى لدى بنى إسرائيل بيعقوب أو إسرائيل، وإسرائيل هذا هو من ذرية إبراهيمَ - وإبراهيم هذا كان أول مَن هجرٍ كَلْدَة مِن عِرْقة طلبًا للرزق.


وهنالك عدد غير قليل من الأقوام الصغيرة، كالأدوميين والعمونيين والإسماعيليين، يرجعون أصلهم إلى إبراهيم، ويزعم العبريون أنهم وحدهم ذرية إبراهيم الشرعيون مع اعترافهم بقرابة الآخرين لهم.


 ولم يقع انقسام في الأسرة الرئيسة بعد يعقوب الملقب بإسرائيل، فسُمِّيَ أعضاء هذه الأسرة ببني إسرائيل لذلك السبب.


ودفع القَحْط يعقوب وبنيه إلى دخول مصر في عهد الملوك الرعاة، فأقاموا بالدلتا وكثر عددهم واستعبدهم المصريون فسئم أبناؤهم من بؤسهم، فاغتنموا فرصةً فِتَنِ اشتعلت ففروا من بلاد العبودية بعد عهد سيزوستريس الكبير بزمن قليل. 


ولحق ببني إسرائيل عدد من المصريين الساخطين ومن الأسارى ومن العبيد المتمردين، ولما جاوز بنو إسرائيل بحر القُلْزُم بدوا عشيرةً، أي جماعة مُصِرَّةً . على الظهور بأنها نسل رجل واحدٍ، وإنْ كانَتْ فاتحةً صفوفها بالحقيقة لجميع الفرار المستعدين لانتحال اسمها وتقاليدها ومعبوداتها الأهلية. 


وفي البداءة وجد بنو إسرائيل حياة البداوة التي أضاعوا عادتها قاسية، فثاروا على الزعيم الذي اختاروه غير مرة.


وكان هذا الزعيم الذي تدعوه القصة بموسى - وهو الذي لا نعرف اسمه الحقيقي على ما يحتمل - من المهارة ما حَمَلَهم به على الإيمان بأنه ذو صلة بالسماء، فيأتيهم بالأوامر من إله خاص من إله قبيلتهم، وذلك ردًّا لهم إلى النظام، واهتبل موسى فرصة هبوب أعاصير هائلة فوق سيناء وعلى جوانبه، فألقى في رُوع عصابة العبيد تلك هَوْلًا شافيًا، ما دامت سماء مصر الصافية وآفاقها المبسوطة لا عَهْدَ لها بما تعرفه البلاد الجبلية من العوارض الطبيعية.


وجزيرة سيناء، إذ كانت بالحقيقة فقيرةً جديبة إلى الغاية، لم تصلح لإعاشة أهل البدو أيضًا، فتوجه بنو إسرائيل إلى الشمال وحاولوا دخول أراضي الشعوب الكنعانية الصغيرة، وهم لما دنوا من هذه الأراضي بَهَرَهم خصبها، فاشتعلت نيران الحسد في قلوبهم.


وتلك هي حال غنى البلاد المجاورة للأردن في ذلك الحين، ولم تلبث الرعاة التائهة التي خرجت من جزيرة العرب طلبًا للمراعي أن استقرت بها، تاركة طبائعها الرعائية لتكون زُمَرًا زراعية. 


وعاني العبريون مثل هذا التطور، فتحولوا من أناس بدويين إلى أناس حَضَريين عندما رسخت أقدامهم في تلك الأراضي التي كانت محطّ أحلامهم، في أرض الميعاد، تلك التي طمعوا فيها غلاظًا مدة طويلة.


ولم يكن هنالك فتح بالمعنى الصحيح على الرغم من أقاصيص مؤرخيهم المملوءة انتفاخا، ومن تعداد الانتصارات وتقتيل الأهالي وانهيار أسوار أريحا بالنقر في النواقير، ووَقْف يُوشَع للشمس إمعانا في الذبح.


أجل، فتح بعض الضياع عنوةً، ويفسّر انقسام العشائر الكنعانية الكبير حقيقة النجاح الذي ناله بنو إسرائيل القليلو الذوق والضعيفو الأهلية للحرب والسيئو السلاح، غير أن استقرار العبريين بفلسطين تم بالتدريج على ما نرى، فالعبريون قَضَوْا زمنا طويلًا ليكون لهم سلطان ضئيل في فلسطين لا أن يكونوا سادتها.


والعبريون إذ كانوا منقسمين كالكنعانيين إلى عدة عشائر تسمى أهمها بأبناء يعقوب رمزًا إلى الأسباط، فلم يتفقوا فيها بينهم حتى على إكمال الفتح.


ومضى جميع دور القضاة الذي عُدَّ دور بطولة العبريين التاريخي في القتال الجزئي بجماعات صغيرة؛ وذلك بأن تدافع كل جماعة بمشقة عما استولت عليه من قطعة أرض.


 وذلك النوع من القتال بين الزراع الرعاة وبين الحَضَريين والبدويين مما هو معروف جيدًا، وهو لا يزال يحدث اليوم في سورية والجزائر وفي كل مكان تتجلى فيه طبائع الساميين التي لم يقدر الزمن على تغييرها.

 ‏

 ‏ وما يقع أحيانًا أن يكتفي البدوي بغزو البلاد الزراعية، فإذا ما أنزل ضربته وحمل خيله وجماله ما غنمه لاذ بالفرار وأوغل في الصحراء وتوارى فيها، ولكن الذي يقع في الغالب هو أن يميل إلى حياة الزراع المطمئنة المنتظمة، فينساب بينهم ويقيم عندهم قهرا، فإذا مضى دور الخصام رضِي به جيرانه واختلط بهم.

 ‏

ولم يكن غير ذلك غزو بني إسرائيل لفلسطين، وذلك مع الفارق القائل إن عدد بني إسرائيل واحتياجاتهم وبؤسهم في مصر وحرمانهم الهائل في التيه مما جَمع بينهم وأقنطهم، فصاروا كقطيع من الذئاب الهزيلة التي دفعها الجوع إلى الاقتراب حتى من المدن.


ثم خروج بني إسرائيل قبل الميلاد بنحو خمسة عشر قرنًا تقريبًا، وهم لم يفكروا في تأليف أمةٍ واحدةٍ منهم ونَصْبِ ملك عليهم، إلا في أوائل القرن الحادي عشر قبل الميلاد.


 والواقع أن فتح فلسطين في عهد شاول كان بعيدًا من التمام، وفي فلسطين كان يعيش اليَبُوسِيُّون والعَصْمُونيُّون وطائفةٌ من الأمم الصغيرة بجانب بني إسرائيل، وكان السلطان في فلسطين للفلسطينيين، والعرق الوحيد الذي هو آري على ما يحتمل، فاجتمعت الأسباط تحت لواء زعيم واحد للمرة الأولى منذ دخول بلاد كنعان؛ وذلك لكيلا لا تُسحق.

 ‏

 ‏ والحق أنك لا تجد قاضيًا استطاع أن يبسُط سلطانه على جميع بني إسرائيل، فكل واحد من هؤلاء الحكام أو الشيوخ كان يتسلم قيادة زمرة واحدة، عندما تُهدد هذه الزمرة تهديدًا مباشرًا، وهو إذا ما كُتِبَ له النصر لم يحتفظ حتى بتلك القيادة.


وقد استمر الأمر على هذه الصورة، أي من غير تبديل، مدة أربعة قرون.


وحوادث تافهة كتلك لا يُعنى بها التاريخ، والتاريخ إذا عُني بها كان ذلك لأسباب مستقلة عن أهميتها، ومن ذلك أن حصار عصابة من البرابرة لمدينة تزوادة الصغيرة واستيلاءهم عليها قبل الميلاد باثني عشر قرنا، مما غدا حادثا ذا بال في تاريخ العالم؛ لأن أُوميرس تغنَّى به، لا من أجل نتائجه.


ثم أنعم سراب الخيال النصراني بعظمة أكبر من تلك على منازعات هزيلة كانت تقع منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، بين عشائر صغيرة من البدويين النهابين في سبيل وادٍ يكون خصيبًا بأحد الجداول.


 وما أتى به مؤرخو اليهود من تدوين لتلك الحوادث عقب وقوعها مع تجسيم عظيم، هو دون ما صنعته الكنيسة النصرانية بعد ذلك.

 ‏

ومن يقرأ سفر صموئيل وسفر القضاة بشيء من روح النقد، يُبصِر دور العَنَتِ الذي جاوزه بنو إسرائيل في استقرارهم بفلسطين، غير أن هذه الأقاصيص نفسها إذا ما نظر إليها من خلال أبخرة الحماسة الدينية، ألقت في النفوس وهما قائلًا إن ذلك الفتح ساطع معجز."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب