لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكوجيطو المجروح؛ أسئلة الهوية في الفلسفة المعاصرة PDF تأليف فتحي المسكيني

 كتاب الكوجيطو المجروح - أسئلة الهوية في الفلسفة المعاصرة - تأليف فتحي المسكيني - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكوجيطو المجروح، أسئلة الهوية في الفلسفة المعاصرة.


تأليف : فتحي المسكيني.


عدد الصفحات : 236 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"البنى المعيارية للهوية علاقات إنتاج جديدة


لا يعني توجه هابرماس نحو إعادة بناء المادية التاريخية" مجرد التفكير "بعد ماركس"، حيث تؤخذ البعدية في معنى زماني وتفيد التخلّي أو التنكر أو الدحض، بل الأمر يتعلق بدعوة إلى القيام بمناقشة إيبستيمولوجية منهجية لنظرية ماركس من الداخل، بحيث تعمل على تغيير مركز الثقل فيها من "البنى التحتية" (الاقتصاد السياسي) إلى البنى "الفوقية (الظواهر الثقافية). وقد يبدو أن هابرماس وقف على حقيقة تاريخية جديدة لم يبصر بها ماركس، ألا وهي أن الظواهر الثقافية يمكن أن تكون عنصرا حاسما في تشكيل البنى الاجتماعية ص (24). وهو أمر لا يمكن أن ينكشف إلا إذا تم التوصل إلى "إعادة بناء الافتراضات الأولية الكليـــة للمعايير والقيم" (ص 23). فكيف خرج هذا التأويل؟


بما أن مراجعة أي نظرية لابد أن يكون ناتجا عن ظهور أمر جديد إما في نمط التفكير أو في واقع المجتمعات، فإنّ عنوان الفصل الأوّل، أي "المادية التاريخية ونمو البنى المعيارية"، من کتاب هابرماس هو تشخيص دقيق للسبب الذي يحض على إعادة تشكيل نظرية ماركس. إنّ الأمر الجديد الذي يشكل تحديا نظريا أمام الماركسية هو "نمو البنى المعيارية" نموا بلغ من الخطورة أن تفسيرها بوصفها مجرد وعي زائف تنحصر وظيفته في تبرير النظام الاقتصادي يحتاج إلى مراجعة. كيـف صاغ هابرماس هذه الصعوبة؟


إن مساهمته إنما تكمن في اقتراحه "الفعل "التواصلي" مقاما منهجيا غـــير مسبوق لإعادة بناء "التطوّر الاجتماعي" بوصفه لم يعد مجرد مفعول العلاقات الإنتاج، بل صار يتشكل ويعمل وفقا لمفاعيل "معيارية" علينا إيضاحها. إن إعادة بناء المادية التاريخية إنما تعني إذن إعادة تشكيلها بوصفها قابلة للتحوّل من نظرية علموية إلى نظرية في النشاط التواصلي (ص 24)، وذلك يعني نقلها من براديغم الوعي الحديث إلى براديغم اللغة المعاصر. ما الضرورة الداعية إلى ذلك؟


يسوق هابرماس ثلاثة أسباب نابعة من تاريخ الماركسية نفسها: 1- "العلموية" التي جعلتها تعوّل على "فلسفة رديئة" غير قادرة على السيطرة علــــى مسبقات "فلسفة التاريخ التي تفكر بها ص 22 -2 غموض أساسها "المعياري"، حيث أن ماركس اكتفى بإضفاء المادية على منطق هيغل دون التحرر من وطأة براديغم الوعي الذي تأسس عليه ص 22-23) 3- أن تطور المجتمع ليس فقط رهين "قوى الإنتاج" كما كان يفترض ماركس، بل هو مشروط أيضا بنوع مـــــن "علاقات الإنتاج الجديدة" الممثلة : في "المعرفة الأخلاقية" و "المعرفة العملية" و"الفعل التواصلي" و"علاج النزاعات بواسطة الإجماع (ص 23-24) داخل مجتمع ما.


ليست إعادة البناء المنهجية للمادية التاريخية سوى معالجة نسقية لهذه الأسباب الثلاثة المشار إليها فهي عمل على بلورة فلسفة غير علموية، تكون قادرة على إيضاح الأساس المعياري للفعل الاجتماعي، بالاشتغال على القضايا الأخلاقية والعملية والتواصلية بوصفها علاقات إنتاج من نوع جديد، وليس مجرد بني لوعي زائف. كيف ذلك؟


يقترح هابرماس أن ندخل ماركس إلى المدارس الفكرية التي أتت بعده وأن نعيد بناء تفكيره من هذه الزاوية. فالدواء من العلموية هو : . أن نعيد فهم التفـ المادي للتاريخ ضوء "برامج بحث مستوحاة من فرويد وميد (Mead) وبياجيه" (ص 22). أما رفع الغموض المعياري لذلك التفسير فقد كان ممكنا لو أن ماركس انتهز ما يقوله (prendre au mot) المضمون المعياري للنظريات البورجوازية المهيمنة ص (22) ، أي ما كانت تستمده الأخلاق الليبرالية . فلسفة الذات من وهو ما وقع التنكر له لاحقا من خلال سحب النموذج الوضعي على الأساس الحقوقي للمجتمع. وأخيرا، فإن فهم المسائل الأخلاقية والتواصلية لا يتم إلا إذا "نجحنا في إعادة بناء المسبقات الكونية للتواصل وطرق تبرير المعايير والقيم"، على نحو ينقل صلاحيتها من الادعاء النظري المحض إلى "التفاهم الموجه" سلفا بواسطة شروط المعقولية المنبثة في ثنايا "اللغة" التي نتكلمها ونفعل بها، سواء أكانت تعبيرا رمزيا أو قضية منطقية أو تجربة أصيلة تفصح عن نفسها أو فعلا كلاميــا صـــائبا بمقتضى المعايير والقيم السارية (ص 23).


إن طرافة تشخيص هابرماس لهذه الصعوبة المعيارية للتفسير المادي للتاريخ تكمن في أنه يريد أن ينقل هذا التفسير من الفحص عن البنى الاقتصادية للوعي إلى إيضاح "بني البيذاتية l'intersubjectivité) التي تشكلها اللغة" (ص 25). البيذاتية لا تعني لدى هابرماس الترابط القصدي بين الذوات المحضة، كما لدى هوسرل، بل الترابط اللغوي بين ذوات يتشكل وعيها بنفسها من خلال جملة . من "أفعال الكلام" (des actes de parole الراسخة هي بدورها في بنية المجتمع الذي تنتمي إليه. من أجل ذلك فإنّ المعايير الحقوقية والأخلاقية لا يمكن ردها إلى مجرد قواعد أو بنى وعي زائفة، بل هي بنى لغوية بيذاتية هي التي تنظم تطوّر الأنا وتطوّر الجماعة في نوع من التناظر الكثيف بينهما.


ذلك ما يقود إلى الإقرار بوجود "بني وعي متماثلة بين تطور الأنا والتطور الاجتماعي (ص) (44) ربِّ تماثل يعبّر عن نفسه من خلال حقيقتين ينبغي الانطلاق منها في التفسير المادي للتاريخ معيارية المجتمع وبيذاتية اللغة (ص 26 32). للإبانة عن ذلك اختار هابرماس مسألتين اعتبرهما مثالين ساطعين عن أ أصالة البنى المعيارية وكيف أنه لا يمكن الاكتفاء بمجرد ردّها إلى البنى الاقتصادية. المثال الأول هو "البنى الخاصة بهوية "الأنا ص 26 وما بعدها أما المثال الثاني فهو "البنى الخاصة بالهوية الجماعية" (ص 33 وما بعدها). 


لنقل إن الصعوبة المعيارية التي تواجه الماركسية حسب هابرماس هي بعبارة حادة مسألة "الهوية". وينبغي على الحقيقة أن ننوه بالسبق النظري الذي حققه هابرماس في طرحه لمسألة الهوية منذ مطلع السبعينات قبل أن تصبح موضوعة فلسفية رائجة في أواخر القرن العشرين في كتابات ريكور ورورتي وتايلور وغيرهم.


 كيف ذلل هابرماس الصعوبة المعيارية التي تثيرها مسألة "الهوية" في وجـــه التفسير المادي للتاريخ؟

 ‏

 ‏ علينا أن نعلم أن هابرماس قد ورث عن ماركس (ص 24) حرصـــه علـــى التفكير في الظواهر الإنسانية بشكل ما-بعد-درويني، بمعنى أنه يفسر الشخصية الإنسانية من خلال قدراتها على التعلم والتطوّر ضمن شروط بقائها التاريخية. ربّ إرث نظري قد وجد في أعمال فرويد وبياجي ص 22 (26) تأييدا نظريا حاسما. لكن عمل ها برماس لا ينحصر في مجرد تطبيق التحليل النفسي أو علم النفس النشوئي على المادية التاريخية، بل إن طرافته تكمن في أنه جنّد لهذا الغـ أدوات فلسفة اللغة المعاصرة، ونعني الطريقة التداولية.


لذلك فالبنية المعيارية للهوية لا تعني لدى هابرماس مجرد الانتماء القومي للأفراد أو المجتمعات، بل بالتحديد شبكة من العلاقات الذاتية التي تتشكل بموجب عالم معيش مشترك مهيكل بواسطة اللغة ومنجز من خلال أفعال كلامية معينة. إنّ الهوية بنية معيارية في معنى آنها بنية لغوية "تذاوتية" أو "بيذاتية" (intersubjective) مشكلة باللغة (ص 25). ولذلك ليس المجتمع مجرد مجموعـــة اقتصادية من المنتجين والمستهلكين وانما هو "شبكة من الأفعال التواصلية" (نفسه). إن الهوية المقصودة هي بنية تواصلية وليس نعرة قومية أو إتنية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب