لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مصادر الفلسفة العربيّة PDF بيار دوهيم

كتاب مصادر الفلسفة العربيّة - بيار دوهيم - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : مصادر الفلسفة العربيّة.


المؤلف : بيار دوهيم.


المترجم : أبو يعرب المرزوقي.


الناشر : دار الفكر.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"نظرية العقل الإنساني


وهكذا إذن فإن كتاب أثولوجيا أرسطو وكتاب الأسباب اللذين شرحهما بالتعاقب كل من الفارابي وابن سينا والغزالي يمثلان بالإضافة إلى مؤلفات أفلاطون وأرسطو وشروح الإسكندر الأفروديسي وتمسطيوس ويوحنا النحوي وسمبليسيوس، مصادر فلسفة العرب الأفلاطونية المحدثة. وسنكتفي بعرض سريع لبعض أطروحات هذه الفلسفة فنقتصر تقريباً على المؤلفات التي كانت بحوزة المدرسية اللاتينية لمعرفة هذه الفلسفة، وبذلك تبدو لنا هذه الفلسفة على الشكل نفسه الذي بدت عليه المسيحيي القرون الوسطى.


سنهتم ، في المقام الأول، بنظرية العقل الإنساني. لقد خصص الكندي لهذه النظرية رسالة ترجمها جيرار الكرموني إلى اللاتينية خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر. وعنوان هذه الترجمة : مقالة الكندي في مقاصد القدامى حول العقل. لكن ترجمة أخرى تقتصر على هذا العنوان : في العقل.


إن الموضوع الذي يعالجه الكندي هو عرض وجيز لما كان عليه رأي أفلاطون وأرسطو حول العقل. لكن ما يعرضه ليس هو في الحقيقة مذهب أفلاطون ولا هو مذهب أرسطو في العقل] ، بل هو نظرية الإسكندر الأفروديسي. فهو يقول لنا : «العقل على أربعة أنواع: الأول منها العقل الذي يبدأ بالفعل أبداً، والثاني العقل الذي بالقوة وهو للنفس، والثالث العقل الذي خرج في النفس من القوة إلى الفعل والرابع العقل الذي نسميه الثاني (البرهاني) وهو يمثل العقل بالحس لقرب الحس من الحي (الحق) وعمومه له أجمع».


إن العقول الثلاثة الأولى التي ذكرها الكندي توافق تمام الموافقة العقل الفعال والعقل الهيولاني والعقل المستفاد التي عالجها الإسكندر. أما العقل البرهاني فليس هو شيء آخر غير النفس الحاسة. وكان الشارح اليوناني قد أشار إلى هذه النفس مع العقول الثلاثة دون أن يطلق عليها اسم عقل.


كما أن الفيلسوف العربي يحاذي عن قرب ما قاله الإسكندر واصفاً دور مختلف العقول وعلائقها بحيث لا حاجة بنا إلى إيراد أقواله. ولنكتف بملاحظة أنه يلح محاذاة ،لقدوته على الفرق الموجود بين النفس والعقل الفعال، إذ يقول : «فإذن النفس عاقلة بالقوة وخارجة بالعقل الأول إذا باشرته إلى أن تكون عاقلة بالفعل فإنها إذا اتحدت الصورة العقلية بها لم تكن هي، والصورة العقلية متغايرة لأنها ليست بمنقسمة فتتغاير. فإذا اتحدت بها الصورة العقلية فهي والعقل شيء واحد فهي عاقلة ومعقولة فإذن العقل والمعقول شيء واحد من وجهة النفس. فأما العقل الذي بالفعل أبداً المخرج النفس إلى أن تصير بالفعل عاقلة . بعد أن كانت عاقلة بالقوة فليس هو ومعقوله شيئاً واحداً فإذن المعقول في النفس والعقل الأول من جهة العقل الأول ليس بشيء واحد. فأما من جهة النفس فالعقل والمعقول شيء واحد».


إن معرفة الصورة المعقولة هي في النفس أثر يحدثه العقل الأول، لكن ذلك لا يكفي لكي تصبح النفس باتحادها مع الصورة المعقولة التي تدركها واحدة مع العقل الأول.


 ولكن، من جهة ثانية، ما هذا العقل الذي هو بالفعل دائماً، هذا العقل الأول؟ إن الكندي لم يشرح ذلك في رسالته القصيرة (في العقل) ولم يشرح النتائج التي يمكن أن تنجر عنه نظرية العقل المفارق بالإضافة إلى خلود النفس.


وتحت عنوان (في العقل) أو (في العقل والمعقول) عرف العصر الوسيط المسيحي المصنف الذي أطلق عليه الفارابي بنفسه اسم: (في معاني العقل المختلفة). ويحدد هذا العنوان الأخير بدقة الموضوع الذي قصده الفيلسوف العربي، إذ كان قصده أن يبين المعاني المختلفة التي لهذه الكلمة في مختلف مؤلفات أرسطو.


لذلك فكلما وجد الفارابي كلمة العقل هذه في غضون مصنفات أرسطو مصحوبة بصفة جديدة اعتبر ذلك دليلاً على وجود معنى جديد لهذه الكلمة، ومن ثم على وجود عقل جديد. فأفضى به ذلك إلى تعقيد المذهب المشائي من دون موجب من ذلك مثلاً أننا نجد في كتاب النفس [لأرسطو] هذه العبارات الأربع: (أي العقل بالقوة - العقل بالفعل - العقل الفعال والعقل المستفاد) فلم يتردد مؤلفنا من القول بأنها تفيد أربعة عقول مختلفة : العقل بالقوة، والعقل بالفعل، والعقل الفعال، والعقل المستفاد.


والفارابي، بتسليمه بوجود أربعة عقول مختلفة، يقترب من فلسفة الكندي، لكن التماثل بين نظريتيهما لا يذهب بعيداً فالفارابي ينفصل عن كل أولئك الذين شرحوا أرسطو قبله على النحو التالي.


فقد سيطر على مختلف شراح أرسطو [ قبل الفارابي الميل إلى جعل نظرية العقل شبيهة بالنظرية المشائية في الجوهر، والميل إلى العثور على مماثلات شبيهة بالنظرية المشائية في الجوهر الميل إلى العثور على مماثلات للمادة والصورة والمؤلف منهما في العقل. لذلك تراهم قد اعتبروا العقل المستفاد كالحاصل من اتحاد العقل الفعال والعقل المنفعل وهذا القصد كان شديد الوضوح في نظرية تمسطيوس.


أما رأي الفارابي فهو مغاير لذلك تمام المغايرة؛ فليس لأي من العقول الأربعة التي يعتبرها بالإضافة إلى أي عقلين ،آخرين، نسبة المركب الجوهري إلى المادة والصورة. بل إن هذه العقول تتوالى بكيفية تجعل كل واحد منها يؤدي دور الصورة بالإضافة إلى الذي هو دونه مباشرة ودور المادة بالإضافة إلى الذي هو فوقه مباشرة.


ولننظر أولاً الخصائص التي تعرف العقول الأربعة وترتبها  «فالعقل الذي هو بالقوة هو نفس أو قوة من قوى النفس وبكل يقين فإن الفارابي، يقصد بهذه الكلمات التوكيد على أن العقل بالقوة متصل بالجسم : لذلك فهو يواصل قائلاً : [ العقل الذي هو بالقوة] شيء مادته معدة أو مستعدة لأن تنتزع ماهيات الموجودات كلها وصورها دون موادها فتجعلها كلها صورة لها»."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب