تحميل وتصفح كتاب أعلام المغرب العربي - 6 أجزاء - تأليف عبد الوهاب بن منصور - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
العنوان : أعلام المغرب العربي.
المؤلف : عبد الوهاب بن منصور.
الناشر : المطبعة الملكية - الرباط.
سنة النشر : 1979 م.
عدد الأجزاء : 6.
تحميل الجزء الأول
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
Ebook download PDF
مقتطف من الكتاب :
"ابراهيم بن احمد الكتاني
رائد من الرواد الماهدين للحركة الوطنية والنهضة الثقافية والاصلاح الديني بالمغرب، ولد بفاس صباح يوم الجمعة 10 رمضان عام 1325 ( 19 اكتوبر سنة 1907م) من اسرة شريفة النسب، معروفة الحسب، اشتهر رجالها بالصلاح والتقوى والتحلي بحلية العلم، وبدأ تعليمه كما كان يبدؤه من ولد في ذلك العهد، يلتحق الواحد منهم في سن مبكر بالمسيد ( المحضر - الكتاب القرآني ( فاذا حذق القرآن ولم تصرفه ضرورات الحياة الى الانقطاع عن الدراسة اقبل يطلب العلم في معاهده ويأخذه عن شيوخه، ومن اشهر العلماء الذين اخذ عنهم المترجم : والده احمد، والطاهر الكتاني، واحمد ابن الجيلاني، ومحمد بن جعفر الكتاني، واحمد بن المامون البلغيثي، ومحمد بن العربي العلوي، وشعيب بن عبد الرحمان الدكالي، والفاطمي الشرادي، واحمد العمراني، وعبد السلام العلوي، ومحمد بن عبد المجيد أقصبي، والحسن مزور، وعبد الله الفضيلي، ومحمد العلمي، والطايع ابن الحاج، وعمر حمدان التونسي الخ، اما العلوم التي تلقاها منهم وتخرج بها على أيديهم فهي بالطبع العلوم اللغوية والدينية، من نحو وصرف وبلاغة وفقه لغة وفقه واصول وحديث ومصطلح وسيرة وتفسير وتاريخ.
واستجاز وهو صغير السن شيخ الجماعة احمد ابن الخياط الزكاري فأجازه.
واثناء السنوات التي كان يتابع فيها دراسته بجامع القرويين كانت اصداء التطورات السياسية والحركات الاصلاحية التي يشهدها العالم الاسلامي تصل إلى المغرب وتخلف آثارها في نفوس شبانه المتنورين وهو من جملتهم، فالانتصارات التركية على الجيوش اليونانية، واستقلال مصر والعراق، والزحف السعودي على الحجاز، والثورة السورية، والأفكار الاصلاحية والتجديدية التي كان يبثها محمد رشيد رضا وشكيب ارسلان وعبد الرحمان الكواكبي وقاسم امين واضرابهم، بالاضافة الى الثورة العظيمة التي كان يقودها في ريف المغرب الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي والدعوات الاصلاحية التي كان ينادي بها فيه علماء نابهون امثال الشيخ محمد بن العربي العلوي، والشيخ شعيب الدكالي، كل ذلك استهواهم وأوقد في نفوسهم شعلة الحماس وربط بحبال التعارف ابراهيم الكتاني بعلال الفاسي ومحمد غازي والعزيز الوزاني ومحمد القري وعبد العزيز بن ادريس والهاشمي الفيلالي والمختار السوسي والصديق العلوي و اضرابهم، فسجلت الخطوة الأولى في طريق طويل محفوف بالمكاره عامر بالشوك والحجارة، طريق اصلاح المجتمع وتحرير الوطن.
والأحداث السياسية والحركات الفكرية والاجتماعية التي عرفها المغرب اثناء المقاومة الريفية وبعدها والتي كان لابراهيم الكتاني ضلع فيها جاءت لتؤكد استهلال مولود جديد هو الوطنية المغربية، فبعد ما نجح أولئك الشبان في ضم احد القواد الذين جندتهم فرنسا لمحاربة ابن عبد الكريم اليه اتسع مجال التحرك والعمل ليشمل كل القطاعات خصوصاً عند ما نجح المترجم في ربط جماعة فاس بجماعة الرباط التي كان يقودها احمد بلافريج وارتبطت هاتان الجماعتان بجماعة تطوان التي كان يقودها الحاج عبد السلام بنونة واخوه محمد بنونة وصهرهما محمد داوود، ساهم اولئك الشبان في القضية المعروفة بقضية النظيفي، وهو مريد من مريدي الطريقة التجانية اداه اعجابه بطريقته وتحمسه لها الى تفضيل صلاة الفاتح على القرآن وساهموا في حركة مجلة الشهاب التي اسسها الشيخ عبد الحميد ابن باديس تلك الحركة التي انتهت في المغرب بمنع المجلة من الدخول اليه، واغلاق المدرسة الناصرية بفاس، ونفي مديرها الفقيه محمد غازي الى مكناس، وسجن الشهيد محمد القري، ونقل الشيخ محمد بن العربي العلوي من قضاء فاس الجديد الى محكمة الاستئناف بالمرباط، وكانوا من وراء الحركة التي تزعمها جماعة من الأعيان لادخال اصلاحات على عادات المجتمع واعرافه، تلك التي كانت تثقل كاهل الشعب - ولا سيما طبقاته المتوسطة والفقيرة - وتعوقه عن التطور بسرعة، وحدث اثناء الحركة الأخيرة اول اصطدام بين ابراهيم الكتاني ورفاقه وبين عبد الحي الكتاني شيخ الطريقة الكتانية وعميل الاستعمار الشهير، ذلك الاصطدام الذي استمر الى ان مات عبد الحي مشرداً منبوذاً.
ولما استصدرت المندوبية السامية الفرنسية ظهير 16 ماي 1930 الذي يفصل البربر عن حكم الشريعة الاسلامية تمهيداً لتنصيرهم وفرنستهم كانت الحركة الوطنية قد استوت على ساقها واصبحت قادرة على مواجهة المشاريع الاستعمارية جهاراً لا في الخفاء، فنظمت في بعض المدن المغربية ـ ولا سيما في فاس وسلا والرباط - حركة احتجاجية وشنت حملة دعائية معادية لفرنسا في الشرق والغرب اضرت بسمعتها كدولة علمانية مناصرة للحرية واوقفتها في قفص الاتهام، ومن الطبيعي أن ينصب جزء من الانتقام الفرنسي على ابراهيم الكتاني الذي هو من الممهدين الأولين للثورة الفكرية التي تسبق عادة كل ثورة مسلحة، فاعتقل في آخر حركة اللطيف، ثم تعرض في السنة التالية لمساومة بليدة من طرف الاقامة العامة، ذلك انه نجح مع الناجحين في امتحان العالمية بجامعة القرويين، وهي الرتبة التي تخول لمن احرز شهادتها ان يحمل لقب عالم ويلج ابواب الوظيف الحكومي، ولكن المندوبية السامية الفرنسية.
حظرت على مندوبية المعارف الاسلامية ان تمنحه ورفيقيته في الكفاح الوطني علال الفاسي وعبد العزيز بن ادريس العمراوي - وكانا من بين الناجحين - شهادات العالمية الا بعد ان يتبرأوا من الوطنية، فرفض الرفقاء الثلاثة هذا الشرط السخيف وقرروا المضي قدماً في نضالهم السياسي ضد سلطات الاحتلال غير مهتمين بقضية الشهادة، وكتبوا يوم 30 ابريل سنة 1933 رسالة احتجاجية الى رئيس الحكومة ووزير الخارجية الفرنسية بباريس اشارت اليها مجلة ( مغرب ( التي كان يصدرها الطلبة المغاربة الوطنيون بالعاصمة الفرنسية تحت رعاية النائب البرلماني الحر جان لونگي."
تحميل الجزء الأول
