تحميل وتصفح كتاب دليل الكتابة التاريخية - تأليف ماري لين رامبولا - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : دليل الكتابة التاريخية.
تأليف : ماري لين رامبولا.
ترجمة : د. تركي بن فهد أل سعود ومحمد بن عبد الله الفريح.
عدد الصفحات : 228.
حجم الكتاب : 3.82 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
Ebook download PDF
مقتطف من الكتاب :
"القراءة الفاعلة في التاريخ :
يتفق معظم الباحثين على أن القراءة والكتابة هما عمليتان متصلتان. فكلما قرأت ستبدأ برؤية روابط جديدة بين الأفكار، والشخصيات والأحداث التي تدرسها وعندما تشرع في الكتابة ستبرز أسئلة جديدة، وهو ما يدفعك إلى النظر مرة أخرى إلى النص الذي كنت قد قرأته بنظرات جديدة، والبحث عن مادة جديدة لمساعدتك على الإجابة عن أسئلتك. تتطلب مواد التاريخ قراءات كثيرة لمصادر ومراجع متنوعة؛ فحتى المصادر غير المكتوبة تحتاج إلى النقد التحليلي، أو ( القراءة». وعليه، فإن القراءة هي الواجب الذي ستواجهه باستمرار. فإن كان أستاذك قد قرر كتاباً دراسياً فالمنتظر منك أن تقرأ فصلاً أو اثنين في كل أسبوع. إضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يُطلب منك قراءات متنوعة من المراجع، ومنها بحوث في دوريات علمية، أو فصول من كتب عن جانب مُحَدَّد من موضوعك. ويطلب كثير من الأساتذة أيضاً قراءة المصادر، فيتطلب الأمر التنقل من كتب الحوليات للتاريخ الوسيط إلى وثائق قانونية، وتقارير صحفية. ( لمناقشة كاملة عن المصادر والمراجع وفيها نصائح لتقييم المصادر غير المكتوبة انظر الفصل الثاني).
إن كنت تكتب بحثاً ، فستحتاج إلى أن تجد، و وتقرأ، وتحلل مجموعة متنوعة من المصادر والمراجع تتعلق بموضوع بحثك، وليست من ضمن القراءات المطلوبة منك للمادة كلها. ولأن القراءة مطلب مهم جداً، فمن الضروري أن تفكر جدياً في طريقة قراءتك.
إن قراءة كتاب في التاريخ ليست كقراءتك للمتعة الشخصية رواية احتلت قائمة أكثر الكتب مبيعاً؛ فليس كافياً أن تقرأ كل صفحة قراءة سريعة مرة واحدة لتعرف لب القصة فيجب أن تتجنّب عادة القراءة السلبية، السائدة وغير المفيدة. فتقرأ ببطء سطراً بعد سطر آملاً في استيعاب بعض مادة الكتاب.
ولتصبح قادراً على أن تبلغ أقصى قدراتك في عملك التاريخي، لا بد أن تصبح قارئاً فاعلاً. فبعكس القُرّاء السلبيين، ينخرط القُرّاء الفاعلون في حوار مع النص. فيطرحون الأسئلة، ويدوّنون ملحوظاتهم، ويربطون ما يقرؤونه بمعلومات يعرفونها مسبقاً، ونصوص سبق لهم قراءتها. إن هذا النوع من القراءة المتأنية والناقدة أساس للمشاركة الفاعلة والبارعة في النقاشات في أثناء الدرس، ولكتابة بحث ناجح.
فكلما قرأت في التاريخ، كان لابد أن تُتِم مجموعة من المهام. فمن البديهي | أنه يجب عليك أن تفهم المحتويات، ولكن يجب عليك أيضاً أن تقيم فائدتها لك، وتُحلِّل أهميتها ، ثم تُركب كل قراءاتك بشكل مترابط لتصب في الموضوع الذي تدرسه.
ذكرنا في الفصل الثاني تقييم المصادر والمراجع وسيكون الفصلان الرابع والخامس عن خطوات الكتابة، أما هذا الفصل فسيقترح بعض إستراتيجيات القراءة، التي ستساعدك على التحليل، أو التفكير الناقد للمصادر والمراجع.
(۱) القراءة المسبقة للنص: يجب أن تحاول أن تتعرف مجال الكتاب أو البحث وإطاره الذي ستقرؤه، قبل أن تبدأ في القراءة. فإن كنت ستقرأ كتاباً، لاحظ العنوان الفرعي له إن وُجد؛ تفحص فهرس الموضوعات؛ تحقق من وجود ملاحق، وقوائم الخرائط أو الأشكال. وإن كنت ستقرأ بحثاً، ابحث عن ملخص له في أوله، وتحقق من العناوين فيه. وإن كنت تتفحص مصدراً، فاقرأ مقدمة نص الكتاب، أو التعريف المختصر للوثيقة. وللكتب والبحوث العلمية، انظر قائمة المصادر والمراجع، وحدّد مدى شمولية أي من الهوامش سواء كانت أسفل الصفحات (footnotes) ، أم هوامش نهائية (endnotes) . إن قضاءك بضع دقائق في مثل هذه القراءة الأولية سيساعدك على تحديد طريقة تناول قراءاتك، ومن ثُمّ تصبح أكثر نفعاً.
(۲) حدد أطروحة المؤلف: إن القُرَّاء السلبيين يقرؤون وكأن كل ما يحتويه الكتاب أو البحث هو بالدرجة نفسها من الأهمية. والقُرَّاء النشطون يبدؤون بالتعرُّف إلى أطروحة المؤلّف، وهي الخاتمة التي توصل إليها المؤلف نتيجةً لبحثه وتحليله. وإذ إنّ حُجَّة الكتاب أو البحث مُصَمَّمة لتبرهن على صحة الأطروحة، فإن فهم الفكرة الرئيسة للمرجع يُمكِّن القُرَّاء من استيعاب النص بشكل أكمل المعلومات أكثر انظر: ٤/ج). وأسرع طريقة يمكنك أن تُحدّد بها أطروحة المؤلف هي أن تقرأ مقدمة الكتاب، وتمهيده، وخاتمته؛ أو الفقرات الأولى من البحث. فالغالب أن يذكر المؤلف النقاط الرئيسة في هذه المواضع (إن استعراضك للفصل الأخير من كتاب في التاريخ لا يُعد غشاً، ولن يُفسد عليك قراءة الكتاب إلا إن كان التكليف أصلاً من قبل الأستاذ أن تقرأ لغزاً تاريخياً مثل کتاب (The Daughter of Time) لجوزوفين تيي (Josephine Tey).
(۳) اقرأ واضعاً في الحسبان أطروحة المؤلف إن كنت تقرأ كتاباً أو بحثاً عن موضوع جديد عليك، سيصبح من المغري أن تنشد إلى التفصيلات، وتحاول تذكّر جميع الحقائق الواردة فيه. ولكن لأن هدف المؤرّخ ليس جمع الحقائق فقط، وإنما تنظيمها وتفسيرها بطريقة تسمح له بفهم أفضل للناس والمجتمعات في الماضي؛ لذلك فمن المفيد أكثر أن تقرأ الكتاب أو البحث واضعاً في الحسبان كيف بنى المؤلف حججه ليدعم بها تفسيره، أو أطروحته ولتتمكن من فعل ذلك، ينبغي أن تتعرّف إلى الأدلة الرئيسة التي أوردها المؤلف ليدعم بها النتيجة النهائية التي توصل إليها وغالباً ما تُشير أول جملة ( أو أول جملة للموضوع في فقرات البحث، والفقرات الأولى لكل فصل في الكتاب إلى أهم عناصر حجج المؤلف. وللمزيد من المعلومات راجع (٤/د) و(٤/هـ).
(٤) اطرح أسئلة خاصة بالنص في أثناء قراءتك واضعاً في الحسبان أطروحة المؤلف، ينبغي أن تُسائل النص باستمرار: ما النقطة التي يطرحها المؤلف هنا؟ لماذا اختار هذا المثال؟ هل تختلف مع أي نقاط طرحها، إذا كانت الإجابة بنعم، لماذا؟ وعندما تحاول الإجابة عن هذه الأسئلة العامة، ستظهر أسئلة دقيقة وذات تركيز على موضوع بعينه، وهو ما سيأخذك إلى مستوى أعمق في النص. وبهذه الطريقة، يُساعدك طرح الأسئلة الخاصة بالنص على أن تقرأ باهتمام وفطنة، وبشكل ثقافي رفيع.."
رابط تحميل الكتاب
