لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب دراسات في تاريخ الملاحة البحرية وعلوم البحار بالغرب الإسلامي pdf تأليف د. عبد السلام الجمعاطي

كتاب دراسات في تاريخ الملاحة البحرية وعلوم البحار بالغرب الإسلامي - تأليف د. عبد السلام الجمعاطي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : دراسات في تاريخ الملاحة البحرية وعلوم البحار بالغرب الإسلامي.


اسم المؤلف : د. عبد السلام الجمعاطي.


الناشر : دار الكتب العلمية.


عدد الصفحات: 160 صفحة.


الطبعة الأولى : 2012.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"تكشف كتب الجغرافيا أن اهل الغرب الإسلامي كانوا على دراية كبيرة  بطبيعة البحر المتوسط، فخبروا سواحله الشمالية والجنوبية ومقدار عمران ضفتيه وقاسوا مسافاته في الطول والعرض، ومواضع اتساعه وضيقه؛ فهذا الجغرافي الزهري يذكر عن البحر المتوسط ما نصه: اعلم أن هذا البحر مخرجه من ناحية المغرب، ويأخذ إلى ناحية المشرق حتى ينتهي إلى بلاد الشام بموضع يسمى بالسويرة... وطول هذا البحر من مخرجه إلى هذا الموضع ألف فرسخ. وليس في معمور الأرض أكثر عمارة من هذا البحر، وذلك أنه معمور الجانبين، لا تنقطع العمارة منه... وذلك أنه يسكن عليه أمم كثيرة من الجانبين... وعرض هذا البحر يختلف، فأما أول خروجه من البحر الأعظم ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة فعرضه هناك خمسة فراسخ، وهو أضيق مكان في هذا البحر وهو الزقاق. وأما عرضه ما بين سبتة والجزيرة الخضراء فثمانية فراسخ وهو آخر الزقاق. وعرضه ما بين مالقة و [بادس] ثلاثون فرسخا. وعرضه ما بين المرية ووهران خمسون فرسخا. وعرضه ما بين دانية وبجاية مائة فرسخ. وعرضه بين المجرا وبرشك مائة وخمسون فرسخا".


أما من حيث الخبرة في مضمار الملاحة البحرية بالمتوسط، فقد اعتبر المقدسي أن البحارة المسلمين بالأندلس هم أخبر الناس بالبحر المتوسط، حيث يقر لهم هذا الجغرافي - بصفته شاهد عيان - بخبرتهم الجيدة في البحر الرومي، إذ كان الأندلسيون - إلى جانب أهل صقلية والروم - "أخبـر الـنـاس بـه وبـحـدوده وخلجانه، لأنهم يسافرون فيه ويغزون من هو يليهم، وفيه طرقهم إلى مصر والشام، وقد ركبتُ معهم أيقول المقدسي المدة الطويلة أبدا، أسائلهم عنه وعن أسبابه، وأعرض عليهم ما سمعت فيه فقل ما رأيتهم يختلفون فيه"؛ وهذه شهادة حية من جغرافي ورحالة جواب للآفاق بالمشرق والمغرب الإسلاميين. في حين أقرّ ابن خلدون لأهل إفريقية والمغرب بالدراية والتمرس بأمور الملاحة البحرية في المتوسط، وذلك في سياق حديثه عن مرتبة قيادة الأساطيل؛ وهو قوله: "قيادة الأساطيل : وهي من مراتب الدولة وخططها في ملك المغرب وإفريقية، ومرؤوسة لصاحب السيف وتحت حكمه في كثير من الأحوال... وإنما اختصت هذه المرتبة بملك إفريقية والمغرب، لأنهما جميعا على ضفة البحر الرومي من جهة الجنوب، وعلى عُدْوَته الجنوبية بلاد البربر كلهم من سبتة إلى الإسكندرية إلى الشام... والساكنون بسيف هذا البحر وسواحله من عدوتيه يعانون من أحواله ما لا تعانيه أمة من أمم البحار ".


 والواقع أن دراية المسلمين بالملاحة في البحر المتوسط، أكدت وجود فروق إقليمية بين أجزاء هذا البحر ، من حيث طبيعة الملاحة فيها وكيفية تدبير حركة السفن بها تبعا للقوة الدافعة لها؛ فلدينا من القرائن ما يدل على معرفة النواتية والجغرافيين والرحالين المسلمين باختصاص بعض المناطق من البحر المتوسط بأسلوب معين في الملاحة البحرية، مثل ما يستنبط من رواية البكري عن القردة التي كانت تعيش قرب مرسى موسى المطل على بحر الزقاق، فهي "إذا رأت النواتية يجذفون في القوارب أخذت عيدانا وجعلت تحكي عملهم ، أسوة بما درجت، عليه من كثرة مشاهدة الملاحين الذين يترددون بين ضفتي المضيق أو على سواحله مستعملين لنفس التقنية. ومع ذلك لا يمكن القطع بالاعتماد الكلي على التجذيف في بحر الزقاق أمام تواتر مثل للعامة عن ضرورة استعمال الأشرعة الكبيرة لضمان عبوره بسلامة، وهو قولهم: "ما يخلص من الغدير، إلا القلاع الكبير ". وتستمد انطباعات المغاربة والأندلسيين عن هذا المعبر البحري مصداقيتها مما اشتهر بينهم من كونه صعب المجاز لأنه مجمع البحرين ما تزال الأمواج تتطاول فيه والماء يدور ". ومن القرائن الدالة على تلك النظرة التي تشكلت حول المضيق أن صورتها انعكست في الشعر مثل ما عبر عنه الفقيه المرادي القيرواني، غداة خلاصه من هول عبوره ووصوله إلى سبتة. وإذا كانت الملاحة عسيرة على وجه العموم بهذا المعبر المائي، فإنها كانت تزداد صعوبة في شهر يناير.


وعلى غرار مضيق جبل طارق شكل مضيق صقلية مكمنا لعطب السفن نظرا لضيقه واضطراب مياهه وشدة رياحه؛ وقد عايش الرحالة الأندلسي ابن جبير تجربة عبور هذا المضيق وعبّر عنها بشكل دقيق قائلا: "وهذا المضيق ينحصر فيه البحر إلى مقدار ستة أميال، وأضيق موضع فيه ثلاثة أميال يعترض من برا بر الأرض الكبيرة إلى بر جزيرة صقلية، والبحر بهذا المضيق ينصب انصباب السيل العرم ويغلي غليان المرجل لشدة انحصاره وانضغاطه وشقه صعب على المركب. فاستمر مركبنا في سيره، والريح الجنوبية تسوقه سوقا عنيفا، وبر الأرض الكبيرة عن يميننا، وبر صقلية عن يسارنا".


وقد اشتهرت مناطق أخرى من البحر المتوسط بهدوء رياحها، وبتعذر الملاحة الشراعية في عرضها، حيث كانت السفن تعلق بها طالما كانت حركة الرياح متوقفة؛ مثل الموضع المعروف بجون زديك في سواحل إفريقية، الذي وصفه أحد رؤساء المراكب السبتيين بقوله: "فانتهينا إلى بر جراحي وهو من ناحية قصير اسفاقس، وهو مع ما اتصل به يسمى جون زديك، وطرفه من ناحية المشرق يدعى بطرف أوثان، ومن أجازه مشرقا قيل له عدّى فغلنت علينا الرياح، يعني ركدت، وأشفقنا من ذلك، وطالت علينا الأيام، والعادة مستقرة أن من نشب في ذلك الجون ولم تساعده رياح مؤتاة له مسخّرة، ربما حال عليه فيها الحَوْل .."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب