مقالة "دراسة المجالات الاجتماعية المهمشة وتاريخ المغرب" تأليف د. عبد الرحمن المودن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن المقالة :
العنوان : دراسة المجالات الاجتماعية المهمشة وتاريخ المغرب.
المؤلف : عبد الرحمن المودن رحمه الله.
مؤلفين آخرين : السعداني، خليل، الهلالي، محمد ياسر (م. مشارك).
الناشر : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك – مختبر المغرب والعلوم المغربية.
الهيئة المسؤولة : الجمعية المغربية للبحث التاريخي - مختبر المغرب والعلوم المغربية.
عدد الصفحات : 17.
حجم المقال : 0.6 ميجا بايت.
صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من المقالة :
"نشأ مفهوم "دراسة المجالات الاجتماعية المهمشة“ (Subaltern Studies) في شبه القارة الهندية في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم. ويركز هذا المفهوم على دراسة تاريخ الفئات الاجتماعية المهمشة وعلى قدرتها على الفعل (agency) بقصد التأثير على مجرى مصيرها. ومن ثمة فهو يستند على نقد مزدوج، إذ ينتقد في نفس الآن المدرسة التاريخية الكولونيالية البريطانية والمدرسة الوطنية الهندية، ويعاب عليهما نخبويتهما، سواء أكانت تلك النخبوية بفعل التمركز حول الذات الأوروبية أم نتيجة للنزعة الوطنية الضيقة.
والواقع أنه منذ بداية القرن العشرين برزت مجموعة من المبادرات الفردية أو الجماعية في البلدان الغربية، تهدف كلها إلى إعطاء الكلمة إلى من لا صوت لهم في التاريخ فاهتمت بالمهمشين والبسطاء والفقراء والرقيق والانحراف والإجرام والسحر والأسطورة... وقد ظهرت مفاهيم جديدة من قبيل "التاريخ المنظور إليه من أسفل histoire vie de bas) الذي استعمله مؤرخو الثورة الفرنسية كألبير سوبول Albert boul) في الخمسينيات من القرن الماضي، وتطور تاريخ العمل والعمال مع المؤرخ البريطاني البارز إدوارد طومسن Edward Thomson. أما بالولايات المتحدة الأمريكية فيدين تاريخ المهمشين بظهوره للسوسيولوجيا والأنتروبلوجيا الثقافية وتأثير اليسار الجديد. فيما رسمت أعمال إرنست لابروس (Ernest Labrousse) والجيل الثاني من مدرسة الأنال (Annales) مسار تاريخ المجالات الاجتماعية المهمشة بفرنسا، مستفيدة من أبحاث ومقاربات الأنتروبلوجيين. وظهر مفهوم التاريخ المجهري (microstoria) في إيطاليا في السبعينيات، وألح على تدقيق المعالجة بتغيير مقياس الملاحظة يلح إدواردو كريندي (Edoardo Grendi مثلا على أن إدراك كيفية اشتغال المجتمعات يتم بكيفية أفضل إذا ما وقع الانتباه إلى الهوامش أكثر من المركز ذلك أن الانتباه إلى الهوامش يتيح فرصة تلمس المدى الذي تتركه شتى أشكال السيطرة أمام تحرك الفاعلين. وبدأ الاهتمام بالمهمش بآسيا في اليابان في الستينيات مع تاريخ الحياة الاجتماعية بالبوادي.
وقد انطلق مفهوم "دراسة المجالات الاجتماعية المهمشة من الأبحاث في التاريخ الاجتماعي الهندي مع أسماء لامعة مؤسسة من أمثال راناجيت وها (Ranajit Guha) وياطري سبيفاك Gayatra ثم انتقل عبر مسار متنوع معقد لملاقاة البراديغمات السابقة عنه في العالم الغربي. لقد عرف هذا المفهوم، من ناحية أولى مسارا جغرافيا، إذ انتقل بالتدريج من الهند إلى بريطانيا والولايات المتحدة ، ثم أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا. أما بالنسبة لبقية أوروبا (باستثناء إيطاليا)، لا سيما فرنسا، فإنها لم تتبن هذا المفهوم سوى بصفة متأخرة، عند نهاية القرن الماضي. كما عرف ذات المفهوم من ناحية ثانية، انتقالا ضمن الحقول الدراسية حيث نزح من التاريخ إلى غيره من ميادين العلوم الاجتماعية والإنسانية خاصة بعد التقائه بمفاهيم نقدية أخرى في أتم عنفوانها مثل الدراسات ما بعد الكولونيالية" (postcolonial studies) والدراسات الثقافية (cultural studies) التي كانت جزءا من فورة المفاهيم المرتبطة بـ "ما بعد الحداثة (postmodernity) . هكذا تبنت هذا المفهوم حقول أخرى مثل الدراسات الأدبية والإبستمولوجية والأنثروبولوجية، وبذلك يكون الامتداد الجغرافي قد ترافق بالنسبة لهذا المفهوم باتساع مدى إجرائيته إذ انتقل بصفة تدريجية من دراسة حالة الفلاحين الهنود إلى حقول أوسع فأوسع حتى أصبح يمثل جانبا أساسيا من الانتقادات الموجهة للحداثة المتمركزة حول التجربة الغربية الأوروبية، وإن كان هذا المفهوم نفسه لا يسلم من بعض المراجعات.
أما في المغرب، فإن تطويع هذا المفهوم لم يحصل بعد سوى بصفة محتشمة وقد استخدمته الدراسات الأدبية والنسائية. وفي مجال الدراسات التاريخية قليلون هم أولائك الذين استخدموا هذا المفهوم، وهم إما من تكوين أنجلوساكسوني أو لهم انفتاح كبير على الأبحاث المكتوبة بالإنجليزية. إلا أن هذه الملاحظة لا تمنع من كون العديد من الأبحاث التاريخية المغربية، المكتوبة في جزء هام منها باللغة العربية قد تصدت للبحث في المجالات الاجتماعية المهمشة من خلال اهتمامها بالتاريخ الاجتماعي الذي عرف ازدهارا ملحوظا بالمغرب خلال السبعينيات وما تلاها في إطار تطور مدرسة الأنال الفرنسية وانتشار إشعاعها العالمي ومن بين مواضيع مثل هذه الأبحاث يمكن الإشارة إلى الرقيق والفقر والعامة إلخ..
ورغبة من الجمعية المغربية للبحث التاريخي في الانفتاح على القضايا المنهجية والإبستمولوجية الكبرى التي تثير الاهتمام على الصعيد العالمي، وبتعاون مع مختبر المغرب والعوالم الغربية التاريخ والعلوم الإنسانية والاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - ابن مسيك، بالدار البيضاء، فإنها عقدت يومي 18 و 19 يونيو 2008 ، ندوة في نفس موضوع "المجالات الاجتماعية المهمشة . ولعل المقاربة الأساس لهذا اللقاء تمثلت في توفير المناسبة لباحثين من مشارب وتخصصات متنوعة لمقابلة تجاربهم المختلفة في هذا الميدان ومحاولة تطويع وتكييف مفهوم Sabaltern Studies ، ضمن سياق الأبحاث التاريخية المغربية. ومن بين المحاور التي سعى هذا الملتقى إلى تناولها بالدرس:
نشأة مفهوم Sunbaltern Studies ، وتطوره وحدوده.
مدى إجرائيته بحسب حقول البحث المختلفة.
الآفاق المنهجية للتاريخ الاجتماعي بالمغرب.
دراسة الحالات العينية (النوع أو الجندر“، الفئات الاجتماعية المهمشة الفقر، الرقيق الطوائف الدينية إلخ...).
ويعتبر هذا المجلد الذي هو بين يدي القارئ ثمرة الملتقى المذكور بعد أن تم جمع جل المداخلات المقدمة خلاله، وإخضاعها للمراجعة والتنقيح. وقد تم الاحتفاظ في النهاية بعشر مقالات واحد منها بالفرنسية والتسعة الباقية بالعربية. وتتوزع هذه المداخلات من حيث توجهها العام إلى ثلاثة مستويات هي: البعد النظري المؤطر لهذا الحقل الجديد في الدراسات الاجتماعية، ثم بعض الفئات الكبرى المصنفة ضمن المجموعات المهمشة وأخيرا بعض النماذج المحددة التي تبرز فيها ظاهرة التهميش."
رابط التحميل
