لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الشاي في الأدب المغربي pdf تأليف د. عبد الحق المريني




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الشاي في الأدب المغربي.


(وهو عنوان للجزء 57 من سلسلة شراع المتضمن لعدة مقالات والصادر بتاريخ 03 ربيع الأول سنة 1420هـ / 15 يونيو 1999 م.)


المؤلف : مؤرخ المملكة المغربية أ. عبد الحق المريني.


عدد الصفحات : 95.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).







مقتطف من الكتاب :


"المغرب ملتقى التيارات الفنية


كان المغرب ومازال ملتقى التيارات الفكرية والحضارية والفنية، الواردة من آسيا والجزيرة العربية وبلدان البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وأوربا.


وكانت تلك التيارات تمتزج بعضها ببعض ويأخذ المغاربة منها ما صلح لهم، وما وافق اعتقاداتهم وميولهم ويطبعونها بالطابع المغربي الأصيل في كل مرحلة من مراحل التطور البشري. 


فقد اكتشف المهتمون بالتاريخ القديم للمغرب بادئ ذي بدء - رسوما منقوشة فوق صخور بفوم الحسن وبوادي " تاما نرى مثلا بالأطلس الصغير في أقصى الجنوب المغربي، تمثل حيوانات مختلفة، وكذا رسوما أخرى هندسية تخطيطية مبهمة في " نياكو" بالأطلس الكبير يرجع عهدها إلى العصر الحجري وتشهد بوجود عقائد دينية أو سحرية منذ ثلاث أو أربعة آلاف من السنين لم يكشف عن سرها بعد.


ولم يتأثر المغاربة القدامى كثيرا - على ما يظهر بالفينيقيين الذين لم يتوغلوا داخل البلاد، بل اكتفوا بتأسيس مراكز تجارية على بعض السواحل المغربية - هدمت فيما بعد. بدليل اكتشاف شقف فخارية يونانية قديمة مدفونة بناحية الصويرة، وقد أدت المبادلات التجارية التي دارت بين البربر والفينيقيين أن أخذ البربر عنهم بعض عاداتهم كأكل الكسكس والختان.


وقد اقتبس المغاربة عن الرومان استعمال الفسيفساء ورسومه، وتصميم الدار الرومانية، وتشكيلات هندسية كالقباب والأقواس وبعض أشكال الحلي والعقود والأواني الفخارية التي لا تختلف كثيرا عن أخواتها بحوض البحر الأبيض المتوسط، لا في الشكل ولا في الرسوم الهندسية المنقوشة عليها. وتركوا جانبا تقليد صناعة التماثيل الرومانية المصنوعة من " البرونز" التي وجدت "بفولوبليسن" ( وليلي ) - والمعتقد أن جوبا الثاني الفنان هو الذي حملها إلى المغرب - وذلك نتيجة للتيار الإسلامي الذي بدأ يهب على إفريقيا الشمالية محاربا الأصنام والتماثيل وداعيا إلى عبادة الله ووحدانيته

.

فالمغاربة على ما يظهر كالعرب، لم يستفيدوا كثيرا لأسباب دينية وعقائدية من الفن المعماري اليوناني أو الروماني، رغم أن العرب كانوا من المهتمين الأولين بالفلسفة اليونانية وعلوم اليونان. وتمتاز المرحلة الفاصلة بين العصر الفينيقي والعصر الروماني بأنها مرحلة بربرية وطنية تظهر للعيان، بالخصوص في مدينة لوكوس التاريخية حيث توجد الطبقات الخمس.


وجاء الفن الإسلامي العربي إلى الأندلس، ووقع الاحتكاك المباشر بين الفن البربري والفن الإسلامي العربي في العهد الأموي والمرابطي والموحدي والمريني، وشرعت

قرطبة تبعث بفنانيها من مهندسين ومعماريين وبنائين

ونقاشين على الخشب والنحاس والحديد والفخار والجبس، ونساجين وخطاطين، وصانعي المجوهرات إلى مراكش وفاس.


وأصبحت فاس في القرن الثاني عشر الميلادي، عاصمة

للصناع، ووجدت فيها معامل للفخار والفسيفساء والنسيج والجلود والصناعة والزجاج، ولتسكيك الحديد والنحاس.


 وبدأ الطابع الأندلسي يظهر جليا في صناعة الخزف

وفي صناعة المجوهرات الفضية المصنوعة بالجنوب المغربي ذلك أن الصناع من يهود الأندلس لما نزحوا إلى الجنوب المغربي ليستقروا مع إخوانهم المقيمين هناك منذ قرون خلت حملوا معهم الفن الأندلسي إلى المغرب.


 وإلى جانب ذلك، كان يوجد ومازال فن بربري معماري في الأطلس يتشخص في القصبات" ترجع إلى أصول عريقة

في القدم تبرز اتصالها بالأساليب العصرية القديمة وتدعى " تغمرت" أو " إيغرم " : أي الدار المحصنة بأربعة أبراج، وتستعمل كمخازن للمؤن ومراكز للدفاع.


ويعد البرابرة من الفنانين الماهرين في نسج الزرابي وتنسج الزرابي - كما هو معلوم - من الصوف الذي يمر من صالحا عدة مراحل صناعية دقيقة حتى يصبح للنسيج.


وتعبر الزرابي البربرية برسومها وألوانها، عن طبيعة الناحية التي تنسج فيها : ففي بني وراين مثلا نجد الزرابي بيضاء ناصعة فيها نقط سوداء ؛ فالبياض يشير إلى ثلوج جبل " بوابلان "، والنقط السوداء ترمز إلى شجر الصنوبر الذي يوجد في قمة الجبل. وفي ناحية مرموشة وبني مكيلد، تغلب الألوان الحمراء والصفراء والليمونية وهي ألوان التربة ونباتاتها. وفي زمور تغلب الزرقة على الألوان الأخرى، وفي جبل "تسروا " البركاني - الذي يربط الأطلس الكبير بالأطلس الصغير - نجد رسوما متعددة ومختلفة الأشكال والأنواع تزيد في بهاء زرابيه. أما زربية شيشاوة بضاحية مراكش، فهي حمراء فاقع لونها كلون المدينة..


 ويهتم بعض أهل سكان الأطلس المتوسط بطرز السروج، وأهل " زمور الشلح " بصناعة الأواني الخشبية، وأهل الريف بنفس الأواني الخزفية وهكذا..

 

 وإذا ألقينا نظرة خاطفة على المدن المغربية التي كانت عواصم للمغرب، نجدها متاحف تجمع ألوانا من الهندسة المعمارية والنقوش المتنوعة والزخارف الجميلة :

 ‏

فقد بدأ بالمغرب عصر البناء والتشييد في عهد الدولة

المرابطية التي خرجت من رباطها تدعو إلى الدين الإسلامي الصحيح، ومحاربة كل أنواع البدع والضلالة. وقد نبغ من بين أحضانها يوسف بن تاشفين الذي جلب إلى مراكش بعد تأسيسها العلماء والمهندسين والصناع القرطبيين، الذين ساهموا في طبع المساجد والحمامات والخانات والسقايا المغربية، بلون جديد امتزج فيه الفن المغربي بالأندلسي.


وخلفت الدولة المرابطية الدولة الموحدية التي جاءت تدعو متأثرة بالمذهب المعتزلي - إلى العدل والتوحيد. وقد بني مؤسسها المهدي بن تومرت مسجدا بتنملت يبعث على الإعجاب بزخارفه البديعة. وكان ملوك الدولة الموحدية من المشيدين العظام، إذ تركوا آثارا جميلة من بينها مسجد الكتبية بمراكش ومنارته، التي تبدو خلابة بعظمتها وألوانها، حيث تتخذ لونا مغايرا في كل ساعة من ساعات النهار، وأسوار مراكش وبواباتها، وقصبة الأوداية بالرباط وبوابات الرباط، وصومعة حسان ومئذنة خيرالدة في إشبيلية التي حولها المسيحيون الإسبانيون برجا لكنيسة كاثوليكية."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب