لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مظاهر يقظة المغرب الحديث الجزء 1 pdf تأليف د. محمد المنوني




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مظاهر يقظة المغرب الحديث.


المؤلف : محمد المنوني.


الجزء : الأول. (للإنتقال الى الجزء الثاني اضغط هنا)


الناشر : شركة النشر والتوزيع المدارس - الدار البيضاء.


الطبعة : الثانية  - سنة 1405هـ / 1985 م.


عدد الصفحات : 522.


حجم الكتاب : 8.07 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"تقدم نسبي في التجارة الخارجية


الى جانب هذه المحاولات الصناعية - فان التجارة المغربية في هذا العهد أخذت تتطور بما انفتح أمامها ـ أكثر من ذي قبل - من الأسواق الخارجية، نتيجة لتقدم المواصلات في الخارج، وللتسهيلات المحلية، وقد أم هذه الأسواق في أوروبا وغيرها مغاربة مقتدرون أسسوا تجارات واسعة، وأداروها بشكل أثار اعجاب الملاحظين، وقد تحدث عن نشاط المغرب التجاري في هذه الحقبة رحالة تونسي وقال :


«. . . ولهم - المغاربة ـ اليد الطولى في التجارة، بحيث أن تجارة داخل المملكة - أعني غير المراسي التي على البحر ـ هي بيد الأهالي، ويرسلون منهم الى أقاصي الممالك لمعاطاة الأشغال التجارية، ووصلها بمملكتهم، حتى لا تكاد تجد مدينة شهيرة للتجارة في إحدى قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا الا وفيها من تجارهم من له مزيد الرواج والثروة، ولهم براعة في إدارة التجارة يناكبون بها الأورباويين ».


وبعد هذا الرحالة التونسي : ها هو كاتب شرقي مشهور يسجل هو الآخر تطور تجارة المغرب الخارجية في العبارات التالية :


«... وللمراكشيين باع طويل في التجارة ، واقدام لا يجاريهم فيه بقية المسلمين، فانك تجد من المشتغلين الرابحين بها : أبناء البناني في « منشستر » منذ 40 سنة، وعائلة بو هلال في « جنوة »، وعائلة بنيس في « ليفربول »، وعائلة الحلو في «مرسيليا »، وعائلة جسوس في « لندرة »، وعائلة القباج في «همبورغ ».


ومن مظاهر التطور الذي طرأ على التجارة المغربية، مشاركة المغاربة في المعارض الدولية بأوروبا، ففي هذا الطور استدعى المغرب لثلاثة معارض في سنوات مختلفة.


الأول : « معرض باريس الثاني » ، فقد كتب نابليون الثالث للسلطان محمد الرابع يرجوه مشاركة المغرب في المعرض العالمي الذي اعتزم اقامته بباريس عام 1867 - 1285، ولبى ملك المغرب الدعوة، فبعث الحاج محمد بن العربي القباج الفاسي من كبار التجار، وبعث معه كل غريب مما اختص به المغرب : من سروج مذهبة، ومناطق مزخرفة، وقطائف منمقة، وغير ذلك من الأعلى الى الأدنى، حتى الزليج الفاسي والمعلمين الذين يباشرون ترصيعه في محاله.


ويوجد بالمجموعة المعنوية ب « معرض سنة 1867 العمومي » : فصل عن الرواق المغربي في هذا المعرض، وفي ظهر الصفحة المكتوب فيها هذا الفصل : صورة قلمية للرواق المغربي تمثل بناء خشبياً قائماً على أقواس وأساطين، في يساره دكان يرى ببابه رجل عربي الشكل، بين يديه أثواب كأنه يهش في وجه فتيات من زائرات المعرض، وينوه لهن بسلعته، وبه انب هذا الدكان - وسط واجهة الرواق - سقاية على الشكل المغربي الأندلسي الجميل، ينبع الماء. من أنابيبها الكثيرة، وبجانب السقاية يظهر قوسان وقف باحداهما عسكري، ولعل هناك كان الأروى الذي به جياد عربية بعث بها سلطان المغرب، لتعرض على أنظار الزائرين.


ثم شارك المغرب للمرة الثانية في معرض باريس الثالث المقام عام 1878 - 1295، ومن أغرب ما أرسله سلطان المغرب المولى الحسن الأول لهذا المعرض دار كلها من خشب على هيئة ديار فاس، وبها النقش حديدة وغيرها، وكذلك فرشها.

-

وفي عام 1306 - 1889 شارك المغرب للمرة الثالثة في معرض باريس الرابع، حيث عرض منتوجات وطنية.


وقد تحدث عن هذا المعرض المغربي محمد أمين فكري وقال :


« .. ثم انتقلنا من هذا المحل الى معرض مراكش، وقد عرض بضائعهم فيه نحو ستين شخصاً في نحو الفي متر مربع، وهو عبارة عن قصر ملوكي، وفسطاط بجواره، وسوق بالبعد عنه بأوائل سكة مصر، كل منها على طراز مراكشي.


أما القصر الملوكي فقد عرضت فيه المصنوعات الوطنية بأصنافها : من بسط لطيفة، وأسلحة محلاة بالذهب والفضة، وغير ذلك من المصنوعات الظريفة.


وأما السوق المراكشي فجميع ما به معروض للبيع بخلاف ما في القصر، وقد احتوى على أشياء كثيرة من مصنوعات البلاد: مثل أقمشة الصوف والحرير، والسجاجيد، ومنسوجات متعددة في الشكل والاستعمال، وكثير من الجلود المصنوعة : كالمخدات والمداسات المعروفة بالبلغ، وكثير من النحاس المنقوش : كالصواني، وغيرها من الأواني والخناجر والسكاكين المذهبة والمفضضة.


وتجاه السوق محل أكل على الطراز المراكشي ، فيه من الموسيقى الأهلية ما يسمونها بالنوبة »


ومن الوثائق المتعلقة بالمعرضين الأول والثالث : رسالة مغربية في صدد الجواب عن استدعاء المغرب من طرف وزير خارجية فرنسا للمشاركة في معرض 1878م، ورغم خلو الرسالة عن الامضاء، فهي - دون شك - صادرة عن وزير الخارجية الحسنية : محمد


المفضل غريط، وهي - أيضاً - تمدنا بمعلومات عن المعروضات المغربية في معرض 1867، وهذا نص الرسالة بعد التصدير :


المحب العاقل، الناصح الكبلير، الساعي في الخير بين الدولتين المحبتين، منيسطر دولة الفرنصيص الفخيمة، المعتبر، شارل فيرو.


بعد مزيد السؤال عن أحوالك، ومحبة أن تكون بخير دائماً، فقد وصلنا كتابك بأن دولتكم الفخيمة، كانت جعلت سوقا بباريز حياة سيدنا المقدس بالله، في العام 1283 الذي بينت، وأتى اليه الناس من سائر الأقاليم بسلع بلدانهم، وحتى سيدنا المقدس بالله، كان وجه اناساً لذلك السوق، من جملتهم الحاج محمد القباج الفاسي، وصحبوا معهم السلع المغربية، كالزرابي، والفخار، والصطارم المطرزة، وورد معهم أناس بناءون، وبنوا هناك داراً وقبة تعجب في صناعتهما كل من حضر بذلك السوق.


وذكرت أن مراد دولتك أن تجعل سوقاً آخر مثل السوق المذكور في التاريخ 1306 الذي بينت، وكتبت لجميع الأجناس بالاعلام بذلك ليتهيئوا له، وقبلوا ذلك وفرحوا به.


وحيث كنت أنت الواسطة بين سيدنا - نصره الله - وبين دولتك الفخيمة، أعلمت بذلك ليجعل - أعزه الله - مثل ما كان جعله سيدنا والده المقدس في السوق المذكور، ويقتدى به - رحمه الله - في ذلك، لكون مراد دولتك هو اتصال المحبة بين الأجناس.


واطلعت بكتابك شريف علم مولانا، وصار - نصره الله ـ على بال من جميع ما ذكرته فيه، وأمرني - دام تأييده - أن نجيبك عن ذلك بأنه نشط بما عرفت به في ذلك من جانب سيدنا - رحمه الله - الاعتناء بذلك ، وقد وافق عليه نصره الله، وهو - أعزه الله ـ بصدد تعيين من يتوجه للسوق المذكور بسلع الايالة، ويصحبه بالمعلمين الذين يصنعون فيه مثل ما ذكر وأغرب ، ودمت بخير، وختم في 2 ربيع الأول عام 1304»


وأن هذه البارقة التي برقت على الاقتصاد المغربي في هذا الطور أخذت توتي ثمراتها الأولى، فمثلاً في أيام محمد الرابع لاحت على المغرب سمة اليسار، فغلت الدور والأملاك، حتى كانت في بعض السنين لاتسمسر، ومن يشتري داراً انما يشتريها بالتنقير عنها، والطلب من ربها بالثمن الجافي، واتخذ ذوو اليسار المراكب الفارهة، والكسى الرفيعة، والذخائر النفيسة، وتأنقوا في البنيان بالزليج والرخام والنقش البديع، لا سيما بفاس ورباط الفتح، ولاحت على المغاربة حضارة جديدة مطبوعة بالطابع الأوروبي."



رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب