لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

  1. منصة راءعة طالما انتظرناها الكتب الشرقية غسلت عقولنا فنشينا بل جهلنا تاريخنا هويتنا وتمغربيت نتمنى كتب حول دور الزوايا في المغرب عبر تاريخ وكتاب القبائل المغربية بجزءيه

    ردحذف
  2. نحن نقدر تقديرك ونأمل أن نستمر في تقديم خدمة رائعة لكم.

    ردحذف

كتاب مظاهر يقظة المغرب الحديث الجزء 2 pdf تأليف د. محمد المنوني




معلومات عن الكتاب :


العنوان : مظاهر يقظة المغرب الحديث.


المؤلف : محمد المنوني.


الجزء : الثاني. (للإنتقال الى الجزء الأول اضغط هنا)


الناشر : شركة النشر والتوزيع المدارس - الدار البيضاء.


الطبعة : الثانية  - سنة 1405هـ / 1985 م.


عدد الصفحات : 597.


حجم الكتاب : 7.11 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"مصير المبادرات الإصلاحية


عرض الفصل الثاني محاولات إصلاحية ، مست قطاعات منوعة، ويبدو أن هذه المبادرات كانت ـ في بدايتها - تتسم بطابع الجدية، وقد تبينا في افتتاحية نفس الفصل : أن السلطان - وهو لا يزال بمراكش - أجرى بعض الاستشارات الوطنية في شأن الإصلاحات.


ولما انتقل العزيز إلى فاس استدعى الطريس ومعه نائبه الأمين بناصر غنام، وقيل : إن الغاية من ذلك أخذ رأي الموظفين السامين في إجراء الإصلاحات، واقتراض المال من الخارج لتسديد نفقاتها.


يضاف لِمَخَايِل هذه الجدية : مبادرة محمد الجباص أثناء سفارته للجزائز عام 1902/1320، وقد استرشد الرئيس ريفوال الوالي العام للمغرب الأوسط، ورغب في إفادته بالقوانين العصرية التي تسير عليها إدارة الجزائر، حتى يعرضها السفير المغربي على السلطان العزيز، ليختار منها ما يوافق طبيعة البلاد، ولا يعارض القواعد السياسية الإسلامية.


وأسعف الحاكم الفرنسي هذه الرغبة، فقدم للسفير الجباص قوانين الإدارة الجزائرية : المدنية والعسكرية، بعد ترجمتها إلى العربية، مضافاً لها بعض التنظيمات التونسية.


ثم قام الأديب الجزائري : الكمال محمد بن مصطفى بن الخوجة بمراجعة هذه القوانين وتهذيبها، ودونها في كتاب صار يجمل إسم : « مجموع مشتمل على قوانين مفيدة ، وتنظيمات سديدة »، فجاء ينقسم إلى جزأين : الأول : المدني، والثاني : العسكري، وكان الفراغ من جمع الجزء الأول في 10 رجب عام 1902/1320، وفي العام نفسه وقع نشره بمطبعة قونتانة بالجزائر العاصمة في 237 ص.


وهكذا نتبين من مبادرة الجباص، وما تقدمها من الاستشارة الملكية : ملامح الجدية في المحاولات التجديدية التي عرضها الفصل الثاني.


يضاف لهذه المخايل الجادة : أن السلطان نفسه استدعى القواد، وأمرهم بالكف عن الأضرار بالناس، وأن لا يسمحوا - من جهة أخرى لأنفسهم ـ بأن يبتز هم أحد.


ولما حاد بعض الموظفين عن هذه التعليمات : جدد السلطان أمره الجميع القواد بالكف عن الإضرار بالناس في أموالهم، حسب إشارة رسالة سلطانية بتاريخ 8 ربيع الأول 1903/1321، حيث سيرد نصها بالملحق رقم 30.


هذا إلى أن العزيز أعطى من سلوكه نموذجاً رائعاً في هذا الصدد. فقد كانت الرحلات الملكية تتحمل عبء تموينها القبائل التي يمر عليها الموكب السلطاني غير أن العاهل المنوه به أراد أن يعلن للملأ إلتزامه لقرار إعفاء الرعية من الكلف المخزنية، وكان ذلك بمناسبة سفره من مراكش إلى الرباط أواسط عام 1319/ 1901، فقد نقد أثمان جميع التجهيزات اللازمة لذلك خلال الطريق كلها، دون أن يطالب الجهات التي مر بها كلفة تموين السلطان وحاشيته.


ونتيجة لهذا الإلتزام الذي عرضنا نماذج من شواهده، فإن بعض المشاريع الإصلاحية بدأت تسير نحو مرحلة التطبيق إلى قيام ثورة المغرب الشرقي، إنطلاقاً من رجب عام 1902/1320، وهذا ما يشهد به المؤرخ السليماني، وهو يتحدث عن الإصلاحات الوليدة : .... وكان السير في ذلك على أحسن ما يرام . لو يكدر صفو ذلك السير قيام الزرهوني...


1 - وهكذا نستنتج من فقرة ( اللسان المعرب » : السبب الرئيسي لتعثر هذه الإصلاحات، وقد توقفت - نهائياً - مع استفحال الثورة، على أن هناك أسباباً أخرى لهذه النكسة.


2 ـ ونشير ـ الآن ـ إلى موقف الدول الغربية - على العموم ـ من هذه المبادرات، وقد أكدت كاتبة إنجليزية سنة 1901 م « 1319 هـ : « أن الدول النصرانية لا تنظر بعين العطف إلى عودة قيام دولة إسلامية ناهضة، ولذلك فهى مجمعة على إزعاج السلطان عبد العزيز بعد أن كانت سياسة الحسن الأول تهددها بقيام دولة على غرار مصر في أيام محمد علي ».


وفي هذا الإتجاه يقول الكتاب العرب الحديثون : إنه لولا التدخل الأجنبي لاستطاع السلطان أن يضمن الإستقرار لبلاده، وتوجيهها نحو التقدم والإصلاح.


3 - ومن الأسباب الداخلية للنكسة ذاتها أن هذه الحركة التجديدية لم تتقدمها توعية للقاعدة الشعبية بمزايا الإصلاحات، ولم يراع في تطبيقها الشعور العام بالتحفظ إزاء الأجنبي.


فكان من نتائج إغفال ذلك ط، وقوف مشروع . مد الخط الحديدي عند البداية، مع العلم بأن ثورة قبائل بني مطير ليست ضد سكة الوابور البري بالقصد، وإنما وقعت رداً على الأسلوب المتبع، حيث عاين الثوار المباشرين لذلك وهم من الأجانب، فعاد إلى ذاكرتهم ما يسمعونه عن تصرفات حكام الجزائر آنذاك، وما يروى لهم عن سلوك البرتغال ومن إليهم لما كانوا يحتلون السواحل المغربية، فكانت معارضة هذه القبائل تأخذ في اعتبارها مقاومة تدخل أجنبي سيعصف ـ مع مر الزمن - باستقلال البلاد.


ولو أن توعية معمقة سبقت الحدث، ولو أخذ بعين الاعتبار مراعاة المشاعر الوطنية، لما وقعت الثورة، ولنجح - بالمغرب - مد الخط الحديدي من لك  التاريخ.


وقد كان السلطان الحسن الأول على بينة من تحفظ الأمة إزاء التدخل الأجنبي، ولهذا كان ـ دائماً ـ يعقب على الاقتراحات الأجنبية :


بأن الحكومة المغربية مقتنعة بضرورة إدخال التنظيمات العصرية للمغرب، ولكنها مفتنعة - أيضاً - بأنه يجب أن تكون اليد المتصرفة والمنظمة لهذه الإصلاحات هي اليد المغربية ... 


وبعد هذه الفترة يدرك العاهل الألماني غليوم الثاني أهمية مراعاة الشعور المغربي إزاء الإصلاحات، وكانت زيارته لطنجة مناسبة للجهر بهذه الحقيقة  وهو ما أعلنه في الخطاب الذي ألقاه على الجالية الألمانية بنفس المدينة عام 1905/1323، فقد قال وهو يتحدث عن السلطان العزيز :


أما الإصلاحات التي ينوي جلالته إدخالها إلى بلاده، فإني أرى أنه يجب عليه أن يتدبرها ملياً، وأن يراعى ميول شعبه وعواطفه الدينية، حتى لا يكون إدخال الإصلاحات سبباً للفتن والقلاقل.


4 - ومن الأسباب الأخرى لهذه النكسة : أن المباشرين للإصلاحات أهملوا العمل لتطوير التعليم، ولم يكن اهتمامهم بالتنظيم العسكري إلا سطحياً، فجاء إتهامهم بأن المشاريع التي يروجونها تخدم المصالح الأجنبية أكثر مما تخدم المغرب، وهي تهمة ستلصق ـ استقبالاً - بمقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء لإصلاح الأوضاع المغربية، فإن بعض ساسة أوربا بعدما درسها علق عليها قائلاً.


ليس فيها ما يدل على أن الدول قصدت إصلاح المغرب الأقصى وترقية شؤونه : بوضع نظامات دولية تثول إلى ذلك، بل كل ما هنالك أن مواد هذا الإتفاق تئول إلى ترويج متاجر الأوربيين في ثغور المغرب الأقصى، وتعزيز نفوذهم وهيبتهم، وتسهل سبل التدخل في شؤونه لهم، وشتان ما بين هذه النتيجة والغاية التي عقد لأجلها ».


5 ـ والسبب الخامس لفشل هذه الحركة التجديدية، يجسمه واقع المشرفين على الإصلاحات، فكانوا دون مستوى المهمة المنوطة بهم، وهى الملاحظة التي يبرزها محمد الحجوي : ( إن السلطان عهد بالإصلاح لمجلس الوزراء، وهذا المجلس كان لم ينضج، وهو نفسه محتاج لإصلاح ونظام، ومراقبة من السلطان »."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب