لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ والمؤرخون: ماهيته وموضوعاته ومذاهبه ومدارسه في الغرب, وأعلام كل مدرسة, وبحث في فلسفة التاريخ, ومدخل إلى فقه التاريخ. pdf تأليف د.حسين مؤنس

 تحميل وتصفح كتاب التاريخ والمؤرخون: ماهيته وموضوعاته ومذاهبه ومدارسه في الغرب, وأعلام كل مدرسة, وبحث في فلسفة التاريخ, ومدخل إلى فقه التاريخ. تأليف حسين مؤنس - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : التاريخ والمؤرخون: ماهيته وموضوعاته ومذاهبه ومدارسه في الغرب، وأعلام كل مدرسة، وبحث في فلسفة التاريخ، ومدخل إلى فقه التاريخ.


المؤلف : حسين مؤنس.


الناشر : دار الرشاد.


الحجم : 4.5 ميجا بايت. 


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"أثر الفكر الماركسي في مسار علم التاريخ :


حدث أكبر تطور حاسم في مسار علم التاريخ عند الغربيين بعد أيام الرومان، من أوائل القرن المسيحى الثالث بعد الميلاد على أيدى الرهبان، فهؤلاء استحدثوا كتابة الحوليات المنظمة، أو التراجم القائمة بذاتها، أو أخبار القديسين وتراجم حياتهم، أو أخبار أمم الجرمان وما إلى ذلك. وكل هذا كان يصاغ في أسلوب سقيم ركيك جاف، فلا تجد فيها إلا ذكر الحوادث جامدة دون حرص على تسلسل أو منطقية تاريخية، وكلها مكتوبة في لاتينية سقيمة، وكل ما فيها صادر عن فكر ضعيف، وإن كانت مخطوطاتها جيدة ومتقنة في الغالب، وهذه الحوليات Annali، أو المدونات Cronica، والتراجم أو تواريخ الحياة مثل -Vita Ca roli، وهي حياة شارلمان، واسمه باللاتينية Carlus Magnus، وبالفرنسية Charlemagne، ومن ذخائر التراث التاريخى المصرى كتاب Vita Anton، وهى حياة الراهب المصرى أنطونيوس الذي عاش في القرن الثالث المسيحي، وقد تسمى التواريخ العامة من هذه المدونات باسم أعمال Gesta، ومن أكبر أمثلتها : أعمال الفرنجة Gesta Francorum، وأعمال القوط Gesta Gotharam، وما إلى ذلك، ثم جاءت النهضة الأوربية، وجاء معها تطور جديد في علم التاريخ عند الغربيين، وهي كتب تاريخ الرسل دون اعتماد كبير على الأصول والمراجع، ثم جاءت مدرسة الوثائقيين التي عكفت على دراسة الوثائق بشتى أنواعها ونشرها وعمل الفهارس لها، ويتجلى ذلك في أعمال جماعة البولانديين Bollandists وقد ألف ما بيون Mabillon أول كتاب في قواعد النشر والتحقيق، وشمل أوربا كلها نشاط واسع فى جمع الوثائق والنصوص وفهرستها في أدلة أو فهارس. وكان هذا الجمع وما يتصل به من نشر وفهرسة أساس قيام علم التاريخ الموثق الذي سار مساره في الغرب، وارتقت بفضله أساليب التحقيق التاريخي والدراسة التاريخية التي مرت بدورها في أدوار ومراحل تحدثنا عن أهمها في هذا الكتاب.


 ولكن حركة من تلك الحركات لم يكن لها من الأثر في تطوير علم التاريخ مثل ما كان للفكر الماركسي بشتى مدارسه واتجاهاته، فقد تغيرت النظرة إلى تاريخ البشر ومساره تغيراً حاسماً، وأخذت مسائل الاقتصاد وصراع الطبقات والأجناس تحتل المكان الأول من اهتمام أهل التاريخ، وإذا كان كبار الرجال وأعمالهم، وقيام الدول والفتوح والحروب وأعمال القادة، هي المحاور الرئيسية التي دارت حولها المؤلفات التاريخية إلى ذلك الحين، فقد أصبح العمل والعمال وصراع الطبقات ومستوى المعيشة ومطالب الجماهير وطموحاتها، هي المحاور الرئيسية الجديدة التي يدور حولها التاريخ كله، ومعنى ذلك أن علم التاريخ كله انقلب رأساً على عقب، وأصبح الرجل العادى هو محور التاريخ، وأصبحت حياته وأسلوب معيشته ومستواها وأحوالها هى موضع اهتمام المؤرخين، وكذلك انتقلت قيادة التاريخ من الأبطال والملوك ومنشئى الدول إلى الجماهير، أي أن علم التاريخ انتقل من عالم الثقافة الصرفة والأدب إلى حياة الناس، ونزل المؤرخون من مستواهم الفكرى الرفيع إلى حياة الناس، ويكفي أن ننظر في المؤلفات التاريخية التي كتبها رجال ذوو صوت عال في عصر الأنوار من أمثال: روسو،وفولتير، وكوندورسيه ومونتسكيو لنرى كيف أن آراء عظماء الرجال والأفكار العامة والنظريات هى مدار التأليف التاريخي.. حتى سان سيمون الذى يعتبر أول مبشر بالفكر الاشتراكي في تاريخ الفكر العالمي لم يجعل في كتاباته مكاناً يذكر لأصاغر الناس وأواسطهم من العمال والجنود والبحارة وأهل الخدمة في المرافق والحرفيين كباراً وصغاراً، ويصل هذا الطراز من التأليف في التاريخ إلى ذروته عند فريدريخ هيجل وقد كان هيجل يحسب أن تطور البشر قد وصل في عصره إلى أرفع درجاته، وأن الحضارة وصلت ذروتها، وأن النظم السياسية والاجتماعية قد وصلت إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه، ولهذا فقد نسب إليه ـ كما قلنا ـ أنه قال: عندى ينتهى التاريخ وقد شككنا في صحة هذا القول وإن كان صحيحاً في مدلوله وفى نظرة هيجل لنفسه وعصره ونظرة معاصريه له. فقد كان الناس ينظرون إلى هيجل نظرتهم إلى أعظم مفكر ظهر في التاريخ، وكانت محاضراته في جامعة برلين حدثاً في تاريخ الفكر في القرن التاسع عشر، وتحس بهذا التعظيم فى غير حد لهيجل وفكره عندما تقرأ ما كتب معاصروه ومن جاء بعده بقليل مثل فريدريخ شيللر الشاعر الألماني الكبير، وله مشاركات ذات قيمة كبيرة في علم التاريخ، ثم جاء كارل ماركس فقلب ذلك كله رأساً على عقب، ونقل اهتمام الناس من الملوك والأبطال والإمبراطوريات إلى اهتمامات الإنسان العادى وجماهير الناس وحاجتها وقال هو ومن طوروا فكره بعده إن صانع التاريخ الحقيقى وأساس الحضارات كلها هو الإنسان العامل في الأرض والحرفة اليدوية أو التعليمية، وعامل المنجم والميكانيكي وسائق القطار، وخدم المرافق، ومن إليهم.


وهاجم الفكر الماركسي أيضاً من سماهم البورجوازيين Les Bourgeois والبرجوازي: هو ساكن المدينة ذات الأبراج أو Les Bourgs وفي الإنجليزية Tie Boroughs، وفي الألمانية Die Bergern، وهم يقابلون في مفهومنا العربي مياسير الناس من تجار صغار أو كبار، وأصحاب مصانع صغيرة أو كبيرة، ووسطاء ماليين وصيارفة، وأصحاب مراكب نقل الناس والبضائع وما إلى هؤلاء، فقد اعتبرهم مارکس جـمـيـعـاً وسطاء أو دخلاء بين المنتج الأصلى للعمل أو المحصول، وهو الصانع والزارع والعامل بيده عموماً في ناحية، والمستهلك في الناحية الأخرى، ويطلق على هؤلاء جميعاً تسمية واحدة، وهي أنهم وسطاء بينيين wischen Handler ومن المعروف أن طبقة البرجوازيين نشأت عند قيام المدن في أوربا بعد اندثارها، فقد كان العالم الغربي في العصرين - الإغريقي والروماني - عالم مدن - كل شيء فيه يدور في المدن أما الزراع فكانوا في أدنى طبقات المجتمع، يليهم العمال اليدويون، وفى أوج العصور الوسطى ـ وهو القرن التاسع الميلادى - كان المجتمع كله قد تحول إلى مجتمع زراعي مقفل Societe Rural Fermée يسيطر الملوك والأشراف ورجال الدين فيه على كل شيء، وبقية الناس أجراء أو أقنان يخدمون أولئك السادة. ثم اجتمعت جماعات الحرفيين من صناع وتجار، واشترت من الملوك والأشراف حقوق تعمير المدن القديمة أو إنشاء مدن جديدة Villeneuves أو New towns، ودفعوا للشريف أو المالك صاحب الأرض مالاً على أن يتركهم أحراراً في مدنهم يمارسون مهنهم ويصنعون مصنوعاتهم ويبيعونها، أو يجلبون بضائعهم كيف شاءوا. وفي أثناء الحروب الصليبية عندما اشتدت حاجة الأشراف والنبلاء لتجهيز الحملات والخروج فيها زادت هذه الحركة، واشترى العمال والصناع حقوقاً جديدة مثل تحصين مدنهم وتقويتها بالأبراج، وسمّى الساكنون فيها بساكني المدن المحصنة بالأبراج، أو البورجوازيين؛ ونتيجة لذلك انتعشت المدن من جديد، وانتعشت معها الصناعات والتجارات، وحصل أهل المدن على أرباح واسعة، فأنشأوا القوات العسكرية الخاصة بهم، ووضعوا التشريعات الحرفية التي تقوم على العمل، وحقوق العمال وأسعار الخامات والبضائع وأساليب التجارة وقواعد التعامل التجارى، وهذا هو ميلاد التشريعات الأوربية الحرفية العملية التي تختلف عن التشريعات القديمة والمسيحية التي كانت سائدة إلى ذلك الحين، وأصولها رومانية عدلها رجال الدين بما يناسب الفكر المسيحي. وفي الصراع بين الأشراف والنبلاء وقف الملوك إلى جانب المدن وأهلها؛ لأن كلا الجانبين الملوك والحرفيين - كانا راغبين فى التخلص من الأشراف المنافسين للملوك في السلطان من ناحية، والذين يعيشون من أتاوات وحقوق إقطاعية على أتباعهم، وشيئاً فشيئاً اتسعت المدن وزاد ثراؤها وزادت أهميتها في الحياة الأوربية، وتحول المجتمع من زراعى مقفل إلى مجتمع صناعى تجارى منتج مفتوح، وعندما ضعف رجال الإقطاع، وأصبحوا بالفعل خاضعين للملوك ـ ولو بالاسم - انتقلت الأهمية إلى أهل المدن أو البورجوازيين، وقد انقسموا إلى طائفتين: أصحاب المصانع والمتاجر، وكان معظمها صغيراً، وهؤلاء هم المياسير، أو La Haute Bourgeoisie والمساتير أو La Petite Bourgeoisie، وعندما قامت النهضة الصناعية وامتد نطاق الاستعمار وانصبت في أوربا الأموال أثرى مياسير أهل المدن من أصحاب مصانع ومتاجر وأصحاب سفن ودور صناعة، أي: مصانع بناء السفن، وبلغوا مبالغ كبرى من الثراء، وأصبحوا رأسماليين كباراً أو صغاراً، ولكنهم ظلوا في عداد البورجوازيين، وتميز من بينهم أصحاب رءوس الأموال الكبيرة الذين زادت أموالهم، واشتروا الضياع وابتنوا القصور، وأثثوها بفاخر الرياش، واقتنوا المركبات والخيول، وأنشأوا البنوك."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب