لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية - الجزء الأول - pdf تأليف محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي

 تحميل وتصفح كتاب الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية - الجزء الأول - تأليف محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF






معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية.


الجزء : الأول.


المؤلف : محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي.


دراسة وتحقيق : إدريس بوهليلة.


الناشر : وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.


الطبعة : الأولى سنة 2005 م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"حياة المشرفي


قضى محمد المشرفي معظم أطوار حياته في مدينة فاس ثم في بلاد الحياينة عندما عين قاضيا بها. فكيف اتسمت هذه الأطوار من حياته؟


1 - اسمه ونسبه : 


هو : أبو عبدالله محمد بن محمد بن مصطفى الأحمر المشرفي.


2 - مولده :


ولد محمد المشرفي في غريس بأحواز مدينة معسكر غرب الجزائر حوالي 1255 هـ / حوالي 1839م حسبما يستفاد من رواية عبد الحفيظ الفاسي أي بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر بتسع سنوات.


وهي الفترة التاريخية التي تميزت بالصراع المرير والمخاض العسير للجزائريين والمغاربة على السواء، ضد الاستعمار الفرنسي.


هذا الاحتلال سيتمخض عنه في الحال والمآل تدهور خطير للأوضاع السياسية والاجتماعية بالجزائر، الشيء الذي أدى إلى هجرة العديد من الأفراد والجماعات إلى المغرب، ومن ضمنهم أسرة محمد المشرفي التي كانت تستقر بغريس، فأين تقع غريس؟ 


غريس أو إغريس : منطقة سميت بذلك لأنها كانت مغروسة بأنواع الشجر ذوات الأثمار حسب رواية بلهاشمي. مما يعني خصوبة المنطقة وغناها الفلاحي.

 

تقع في أحواز مدينة معسكر، حيث تمتد على سهول جبل راشد غرب الجزائر ) كان يسكنها قبائل بني زروال وبجوارهم قبيلتي : بني توجين ومغراوة. عرفت غريس بأهميتها العلمية لكثرة انتشار الزوايا بها وأدوارها التعليمية، يقول بلهاشمي : "وقد كثرت الرحلة لطلب العلم الوطن غريس ما بين القرن العاشر والحادي والثاني عشر، لكثرة تأسيس الزوايا لبث العلوم بغريس كزاوية سيدي محمد بن يحي السليماني وزاوية الشيخ سيدي محمد المشرفي الإدريسي.


3 - هجرته إلى ناس ونشأته بها :


هاجر محمد المشرفي إلى فاس صحبة أبيه في حدود سنة 1260 هـ / 1844 م، وكان سنه يومئذ لا يتجاوز خمس سنوات. وفي مدينة فاس تربى ونشأ في أحضان أسرته على نمط التربية الإسلامية الممزوجة بعادات وتقاليد محلية موروثة، لأنه من البديهي أن تكون أسرته قد حافظت على طرق وأساليب تربوية محلية.


وتعد الأسرة الممثلة الأولى لثقافة الطفل، وهي أقوى الجماعات تأثيرا في سلوكه كما أنها المدرسة الاجتماعية الأولى، لما لها من أهمية في عملية تنشئته الاجتماعية وتكوين شخصيته وتوجيه سلوكه.


وأسرة محمد المشرفي عُرفت عند عامة الناس بالصلاح والتقوى والعلم أبا عن جد. فقد كان أبوه "عالما، فاضلا شهما شجاعا. فمن البداهة أن ينشأ محمد المشرفي تنشئة علمية، ويتربى تربية صالحة منذ نعومة أظفاره، تحت رعاية أسرته، التي لم تدخر وسعا في تنشئة ابنها تنشئة علمية تليق بمكانة الأسرة المشرفية العلمية.


وبهذه التنشئة داخل الأسرة، وأيضا بين الأفراد والجماعات المكونة للمجتمع الكبير سيتحدد السلوك الاجتماعي لمحمد المشرفي كنتيجة للتفاعل بينه وبين بيئة فاس التي عاش فيها، وبصفة خاصة البيئة الاجتماعية الفاسية لأن عملية التنشئة الاجتماعية عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي، يكتسب أثناءها الفرد سلوكا واتجاهات لأدوار اجتماعية وثقافية معينة.


4 - دراسته :

:

من دون شك أن أسرة محمد المشرفي، المتشبعة بروح المعرفة الدينية والغيرة الإسلامية، قد حرصت على تربية ابنها تربية إسلامية، فمن الأكيد أنها أرسلته إلى الكتاب (المسيد) ليحفظ القرآن ويتعلم قواعد اللغة العربية، وبعض المبادئ الإسلامية طبقا لنظام التعليم التقليدي الذي كان سائدا في هذا العصر.


وبعد ذلك تدرج محمد المشرفي في المؤسسات التعليمية الأخرى بما فيها جامع القرويين، التي واجها عن استحقاق وجدارة لما كان في رصيده العلمي ما يؤهله لخوض غمار الدراسات العليا، فقد كان فطنا ذكيا قوي الذاكرة، ظهرت نجابته وتفوقه الدراسي في المراحل الأولى من التعليم وهو حديث السن، يقول العربي المشرفي : "محمد بن محمد بن المصطفى الأحمر، حصل الملكة في العلوم (...) فاق أقرانه في فصاحة اللسان (...) ولازال صغير السن كبير القدر في الفن. 


درس محمد المشرفي على أبرز شيوخ العصر وأشهرهم فكرا، وفقها وتدينا، وتدريسا وحركية، في مقدمتهم محمد بن المدني جنون والعربي المشرفي وعمر بن سودة المري.


 وقد ذكر دولفان المواد التي كانت تُدرّس للطلبة في جامع القرويين، ويُستنتح منها أن النظام التعليمي كان نظاما يميل إلى الاهتمام بالعلوم الدينية والأدبية على غيرها من المواد. وهو نظام تقليدي موروث عن العصور الماضية لم يطرأ عليه تغيير أو تجديد.


ولعل حالة الفوضى وعدم احترام الطلاب للشيوخ والأساتذة في بعض أو جل حلقات التدريس في جامع القرويين، هي التي جعلت محمدا المشرفي يُخصص خاتمة كتابه الدر المكنون، للكلام عن آداب الطلاب. وهي عبارة عن نصائح، يرى المشرفي على أنه من الواجب على الطلاب أن يلتزموا بها أثناء الدراسة.


المشرفي تأثر بشيوخه علما ومنهجا وسلوكا، خاصة شيخه محمد بن ويبدو المدني جنون وعمه العربي المشرفي.


فأين تتجلى شخصية المشرفي العلمية؟


5 - تكوينه العلمي :


درس محمد المشرفي بفاس، وتكون تكوينا علميا على طريقة عصره، فكانت الحصيلة بروزه كشخصية مثقفة تجمع عدة تخصصات.


أ - المشرفي المؤرخ :


لم تكن مادة التاريخ من بين المواد التي كانت تُدرس في جامع القرويين، وإنما كان الطلبة ينكبون على مطالعة الكتب التاريخية بحسب مجهودهم واجتهاداتهم الخاصة.


 ويبدو أن المشرفي كان مجداً في مطالعة الكتب التاريخية لشغفه بعلم التاريخ وإدراكه لأهميته العلمية. هذا ما يتجلى واضحا من خلال كتابيه : الحلل البهية - الذي تعنيه هذه الدراسة - ومنهاج البشرى. فالتاريخ بالنسبة له : "من أجل العلوم قدراً (...) يكسب صاحبه النباهة حتى يفوق أمثاله" وبواسطته تستنير الفكر والألباب، وتعلم حوادث الأزمنة والأحقاب.


لقد كان المشرفي بحق مطلعا على كتب تاريخية تتعلق بتاريخ الشرق الإسلامي والغرب الإسلامي على السواء، فأي رأي أبداه أو فكرة اقترحها أو موقف اتخذه، أو نصيحة أسداها، إلا ورجع بذاكرته إلى الروايات التاريخية لتبرير وتعليل ما راه صائبا، مما يدل على سعة اطلاعه وقوة ذاكرته وميوله إلى حقل التاريخ. 


فكان تكوينه العلمي في الحقل المعرفي التاريخي، تكوينا رصينا استحق بذلك، نعته وتسميته بالمؤرخ بحسب منطق عصره.


ب - المشرفي السياسي :


لم يكن المشرفي منعزلا عن الأحداث السياسية التي كانت تستجد من حين لآخر على الساحة المغربية، فقد عايش كل التطورات والأحداث التي مر بها المغرب ابتداء من عهد السلطان عبدالرحمان إلى عهد عبد العزيز. لم يعايش الأحداث بوجوده، وإنما عايشها بوجوده وقلمه، فسجل كل ما لفت نظره أو أثر على نفسيته. ولم يتوان عن تقديم الاقتراحات السياسية التي كان يراها مناسبة لحل ما استعصى حله، كما لم يفته إبداء مواقفه السياسية بكل جرأة وحماس.


 إن اهتماماته الفقهية والسياسية جعلت منه أحد العلماء البارزين، وأحد موظفي المخزن في منصب القضاء، الأمر الذي جعله على ارتباط وثيق بالسلطة السياسية، فكان لهذا السبب ويحكم ثقافته وهمومه شديد الصلة بالفكر السياسي والأحداث السياسية شارك فيهما بوجوده وفكره وقلمه، لكنه مع ذلك - لم يبلور خطابا سياسيا ناضجا."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب