لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب موجز تاريخ العالم pdf تأليف هربرت جورج ويلز

 تحميل وتصفح كتاب موجز تاريخ العالم تأليف هربرت جورج ويلز - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : موجز تاريخ العالم.


المؤلف : هربرت جورج ويلز.


ترجمة : عبد العزيز توفيق جاويد.


 الناشر : مكتبة النهضة المصرية.

 ‏

الحجم : 9.55 Mo.


عدد الصفحات : 468.

 ‏

صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"الإنسان الحقيقى الأول


إن أقدم ما يعرفه العلم في زماننا هذا من العلامات والآثار لبشر لا يتطرق الشك إلى قرابتهم لذوات أنفسنا، عثر عليه فى أوربا الغربية وخاصة فرنسا وأسبانيا. فقد اكتشفت في كل من هذين القطرين عظام وأسلحة وخدوش على العظام والصخر وقطع من العظم المحفورة ورسوم على جدران الكهوف وعلى سطوح الصخور، ترجع فيا يظن إلى ثلاثين ألف سنة أو أكثر. وأسبانيا هى فى الوقت الحاضر أغنى بقاع العالم بتلك البقايا المتخلفة عن أسلافنا من بشر حقيقيين.


ومن البديهي أن مالدينا في الوقت الحاضر من مجموعات من تلك الأشياء ليس إلا قطرة من البحر الطامى الذى ينتظر جمعه مستقبلا، يوم يتواجد العدد الكافى من المنقبين للقيام بفحص استقصائى شامل لجميع المصادر الممكنة؛ ويوم يتاح لعلماء الآثار ارتياد بقية أقطار العالم الأخرى التى يحال بينهم اليوم وبين دخولها، فيفحصونها في شيء من التفصيل. فمن المعلوم أن الشطر الأكبر من إفريقيا وآسيا لم يتيسر اختراقه البتة حق اليوم لمشاهد مدرب بهتم بهذه الأمور ويستمتع بحرية الارتياد، وعلى ذلك ينبغي لنا ان نحرص الحرص كله من أن نستنتج أن الإنسان الحق الأول امتازت به أوربا الغربية أو أنه ظهر أولا بتلك المنطقة.


وربما انطوت آسيا أو إفريقيا أو مناطق يغطيها اليوم البحر، على رواسب تحوى بقايا إنسانية حقة أكثر عدداً وأقدم عهداً من أى شىء عثر عليه حتى يومنا هذا. إلى أتكلم عن آسيا وإفريقيا، ولا أذكر أمريكا، إذ لم يعثر فيها ـ عدا سن واحدة ـ على أي شيء يعود إلى الحيوانات العليا، سواء أكانت من القردة العليا أو أشباه الإنسان أو النياندرتاليين، أو الإنسان الأول الحقيقى. ذلك أن هذا التطور الذي تناول الحياة، يلوح أنه شيء اقتصر أمره على العالم القديم وحده تقريباً، والظاهر أن الكائنات الإنسانية لم تتخذ طريقها إلى القارة الأمريكية لأول مرة فوق البرزخ الأرضى الذي يخترقه الآن مضيق بهرنج، إلا عند نهاية العصر الحجري القديم.


ويبدو أن الكائنات الإنسانية الحقيقية الأولى التي نعرفها في أوربا، كانت تنتسب بالفعل لأحد جنسين على الأقل متميزين تماما أحدهما عن الآخر. وكان أحد هذين العنصرين من طراز راق جداً فهو طويل القامة كبير المخ. وهناك جمجمة لإحدى النساء يفوق فراغها المخي فراغ مخ الرجل المتوسط فى هذه الأيام. كما أن أحد هياكل الرجال يتجاوز الستة الأقدام طولا. أما طراز الأجسام فيشبه طراز الهنود الحمر بأمريكا الشمالية. وقد سمى هذا الشعب باسم الكروماني نسبة إلى كهف كرومانيون الذي وجدت فيه أولى بقاياه. كانوا متوحشين ولكنهم متوحشون من طراز راق.


فأما العنصر الثانى الذى عثر على بقاياه فى غار جريمالدى، فكان عنصرا ذا قسمات شبه زنجية (نجويدية) لاشك فيها. وأقرب الأحياء إليه هم شعبا البوشمن والهوتنتوت بجنوب إفريقيا. ولعله مما يثير اهتمامنا أن نجد البشرية منقسمة فعلا منذ ابتداء قصة الإنسان المعروفة إلى عنصرين رئيسيين اثنين على الأقل؛ وقد يجمع المرء منا إلى أن يفترض بغير أساس علمى أن العنصر الأول كان على الأرجح أسمر أكثر منه أسود وأنه جاء من الشرق أو الشمال، وأن الثانى كان أميل إلى السواد منه إلى السمرة، وأنه جاء من الجنوب الاستوائي.


هؤلاء المتوحشون الذين كانوا يعيشون منذ أربعين ألف سنة بلغ من اتصافهم بالسمات البشرية أنهم كانوا يثقبون الودع ليصنعوا منه القلائد، وينقشون أجسامهم، ويصنعون التماثيل من الحجر والعظام، ويخدشون الصور على الصخور والعظام، ويرسمون على جدران الكهوف الملساء، وعلى سطوح الصخور التي تعجبهم رسوما للحيوان وما شابهه، قد تكون ساذجة، ولكنها تتم في الغالب على مقدرة كبيرة.


وقد صنعوا أنواعا كثيرة من الأدوات، أصغر حجماً وأدق صنعاً مما كان للرجل النياندر تالى. وبمتاحفنا الآن مقادير عظيمة من أدواتهم، وتماثيلهم الصغيرة، وما خلفوا من صور على الصخور إلى غير ذلك.


وكان أقدم هؤلاء المتوحشين صيادين، أهم ما يتصيدونه الحصان البرى، وهو السيسى الصغير الملتحى الذى كان يعيش في تلك الأزمان. كانوا يتعقبونه في مسيره وراء المرعى وكذلك كانوا يتتبعون الجاموس البرى البيزون». وقد عرفوا الماموث، فإنهم تركوا لنا صوراً أخاذة رائعة لذلك المخلوق وهناك رسم مبهم إلى حد ما، يدل على أنهم كانوا. يوقعونه فى الحبائل ويقتلونه.


وكانوا يصطادون بالحراب وبالقذف بالأحجار. ولا يلوح أنهم كانوا يملكون القوس، وإنا لفى شك من أنهم حتى حينذاك قد تعلموا استئناس الحيوان. ولم تكن لديهم كلاب. وهناك صورة محفورة لرأس حصان ورسم أو اثنان كأني بهما يمثلان حصاناً ملجماً، وحوله جلد أو وتر مجدول. على أن الخيول الصغيرة في ذلك العصر وتلك المنطقة لم تكن لتستطيع أن تحمل رجلا، ولو فرض أنهم استأنسوا الحصان فالراجح أنهم كانوا يقودونه دون أن يركبوه. ومما نشك فيه ولا نرجحه أنهم تعلموا طريقة الاغتذاء بلبن الحيوان وهى شيء غير طبيعي أو يكاد.


وليس يبدو أنهم عرفوا البناء، وإن جاز أنه كانت لهم خيام من الجلد، وهم وإن قاموا بصنع دمى من الطين فإنهم لم يرتقوا قط إلى مرتبة صنع الفخار. ولما لم تكن لهم أدوات طبخ، فلابد أن طبخهم كان بدائياً أو لا وجود له البتة، وما كانوا يعرفون عن الزراعة شيئا، ولا شيئا عن أى نوع من أنواع صنع السلال أو القماش المنسوج. ولولا ما كان لهم من من أردية من الجلد أو الفراء، الجاز لنا أن نقول إنهم من المتوحشين العراة المنقوشى البشرة.


ظل هؤلاء الناس الذين هم أقدم من نعرف من البشر يتصيدون على سهوب أوربا المنبسطة دهرا لعله مائة قرن، ثم أخذت تغييرات المناخ تفعل فيهم فعلها وتبدل.ت أحوالهم. فإن مناخ أوربا أخذ يتحول قرنا بعد قرن، ويصبح أكثر اعتدالا ومطرا فتراجع غزال الرنة نحو الشمال والشرق، وعقبه الجاموس البرى والحصان. وخلت الغابات محل السهوب، وحل الغزال الأحمر محل الحصان والجاموس البرى، وظهر في الأدوات وصفاتها تغير صحب هذا التغير في استعمالاتها، وبات الصيد من الأنهار والبحيرات ذا أهمية كبرى للانسان، وتزايدت الأدوات العظمية الرفيعة. يقول دى مورتليه : « إن الإبر العظمية فى هذا العصر أجود كثيراً من المتأخرة عنها في الزمن، حتى ما كان منها في الأزمنة التاريخية إلى عصر النهضة. فلم يكن للرومان مثلا إبر يمكن مقارنتها بإير تلك الحقبة ).


ثم انتقل إلى جنوب أسبانيا منذ حوالى خمسة عشر ألف سنة شعب جديد من آثاره صور رائعة جدا، رسمها على سطوح الصخور المكشوفة. هذا الشعب هو الأزيليون ) نسبة إلى كهف ماس دازيل Masd Azil ). وقد عرفوا القوس؛ ويلوح أنهم كانوا يلبسون أغطية للرأس من الريش؛ وكانوا يرسمون رسوما مشرقة، ولكنهم حولوا رسومهم إلى نوع من الرمزية - فالرجل مثلا يمثل عندهم بخط رأسى من خطين أفقيين أو ثلاثة - وفى ذلك ما فيه من تلويح ببزوغ فكرة الكتابة. وكثيرا ما تجد بإزاء رسوم تخطيطية تمثل الصيد علامات كالتى على قائم العد، وثم رسم يمثل رجلين يطردان النحل من خليته بالدخان.


هؤلاء القوم هم آخر الأناس الذين نسميهم الباليوليثيين أهل العصر الحجرى القديم لمجرد أنهم نحتوا الأدوات، ثم بزغ في أوربا منذ عشرة آلاف أو اثنتى عشرة ألف سنة فجر طريقة جديدة من طرق العيش، إذ تعلم الإنسان لا أن ينحت الآلات الحجرية فحسب بل أن يصقلها ويشحذها، كما أنه شرع فى الزراعة وبذلك أقبلت بداية حضارة العصر الحجرى الحديث ( النيوليثى )."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب