لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية - الجزء الثاني - pdf تأليف محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي

 تحميل وتصفح كتاب الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية - الجزء الثاني - تأليف محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية.


الجزء : الثاني.


المؤلف : محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي.


دراسة وتحقيق : إدريس بوهليلة.


الناشر : وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.


الطبعة : الأولى سنة 2005 م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"[ الوصية بتولية عبد الرحمان بن هشام ]


وكان قد سئم الحياة ومل العيش مما "لقاه من العناء، وكثيرا ما كان يتمنى أن يترك (أمر الناس) لابن أخيه المولى عبد الرحمان بن هشام، ويتخلى هو لعبادة ربه إلى أن يأتيه اليقين فشاع بذلك عنه أنه خلع نفسه لأنه السادس من الخلفاء العلويين، وهي قاعدة أغلبية، أولها خلع مولانا الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم] بن علي بن [أبي ] طالب نفسه، وكان السادس بعد جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بويع يوم (موت) أبيه، فبقي ستة أشهر، ثم أسلم الأمر إلى معاوية تورعا وإشفاقا من سفك دماء المسلمين، وقد انخرمت في الوليد بن عبد الملك سادس -الأمويين وفي المستنصر بالله أبي جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله، وكان السادس من خلفاء بني العباس الدولة الثانية ولم يخلع ولا أبوه. ومما يقوي خلعه نفسه ما كتبه في هذه الوصية التي يقول فيها: الحمد لله، لما رأيت ما وقع من الإلحاد في الدين واستيلاء الفسقة والجهلة على أمر المسلمين، وقد قال عمر: إن تابعناهم على ما لا نرضى وإلا وقع الخلاف وأولئك عدول وهؤلاء كلهم فساق. 


وقال عمر: فبايعنا أبا بكر فكان والله خير. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق أبي بكر: يأبى الله ويدفع المسلمون"، ورشحه بتقديمه للصلاة، إذ هي. عماد الدين وقال أبو بكر للمسلمين بايعوا عمر، وأخذ له البيعة في حياته (فلزمت) و وصحت بعد موته، وقال [ عمر ] (هؤلاء) الستة أفضل المسلمين، وقال رسول الله صلى عليه وسلم: "نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ"، وقال: "أبو عُبَيْدَةُ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وقال: "مَا أَظَلَّتِ الخضراء ولا أَقَلتِ الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ، و وقال في أبي بكر وعمر أكثر من هذا، فصار المدح للتعريف واجبا، ولإظهار رحال الرجل ليشفع) به. فأقول جعله الله خالصا لوجهه الكريم: ما أظن في أولاد مولانا الجد عبد الله ولا في أولاد سيدي محمد والدي رحمه الله، ولا أولاد أولاده، أفضل من مولاي عبد الرحمان بن هشام، ولا أصلح لهذا الأمر منه، لأنه إن شاء الله حفظه الله لا يشرب الخمر، ولا يزني، ولا يكذب، ولا يخون ولا يقدم على الدماء والأموال بلا موجب ولو ملك ملك المشرقين لأنها عبادة صهيبية، ويصوم الفرض والنفل، ويصلي الفرض والنفل، وإنما أتيت به من الصويرة ليراه الناس ويعرفوه، وأخرجته " من تافيلالت لأظهره لهم " لأن الدين النَّصِيحَةُ" فإن أتبعه أهل الحق صلح أمرهم كما صلح سيدي محمد جده وأبوه حي، ولا يحتاجون إلي أبدا، ويغبطه أهل (المغرب) ويتبعونه إن شاء الله، وكان من اتبعه اتبع الهدى والنور، ومن ) اتبع غيره اتبع الفتنة والضلال وأحذر الناس أولاد يزيد كما حذر والدي، وقد رأى من اتبعه أو اتبع أولاده كيف خاض الظلمة، ونالته دعوة والده، وخرج على الأمة، وأما أنا فقد خفت قواي، ووهن العظم مني، واشتعل الرأس شيبا، حفظني الله في أولادي والمسلمين آمين. نصيحة وصية سليمان بن محمد لطف الله به انتهى.


 وبعد هذا اعتراه مرضه الذي كان سبب وفاته، ولما أثقله المرض جدد العهد المولى عبد الرحمان بن هشام وبعث به إلى فاس إذ كان خليفة بها، فدعا -رحمه الله- بصحيفة وبالطابع الكبير ولم يحضره إلا أهله من النساء، فطبع الصحيفة بيده، وكتب بعض الكتاب، وأكملته بعض نسائه وكانت تحسن الكتابة، ودعا بفارسين يحملانه إلى فاس ونص الكتاب: الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم أخوالنا الودايا ورماة فاس وأعيانها ورؤساءها، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى ابن عمنا الفقيه القاضي مولاي أحمد والفقيهين ابن إبراهيم والأزمي، وبعد: فقد وجدت من نفسي ما ليس بتارك أحدا في الدنيا، وهذه وصية أقدمها بين يدي أجلى والله ما بقي [في قلبي ] مثقال ذرة على أحد من خلق الله، لأن ذلك أمر قدره الله وسبق علمه به، ولست فيه بأوحد، وما وقع لمن قبلي أشنع وأفظع، وإني قد عقدت بين أخوالي وأهل فاس أخوة بحول الله لا تنفصم يرثها الأبناء عن الآباء، وأوصي الجميع بما أوصى الله به الأولين، وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمُ أن اتَّقُوا الله"  وَمَا أَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا واتقوا الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيْكُمْ بِسُنَّتي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشدينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاحِذ" "وَلَنْ تَزَالَ هذهِ الأُمة بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وقد عهدتُ لابن أخي مولاي عبد الرحمان بن هشام، ورجوت الله أن يكون لي في هذا الأمر مثل ما لسليمان بن عبد الملك. في عهده لعمر بن عبد العزيز، إنا نَحْنُ نُحْيِ المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارُهُمْ" " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرَهَا وَأَجْرَ مَنْ عَمِلَ بِها إلى يوم القيامة "، وقد انعقد الإجماع على عقد البيعة بالعهد، والقاضي والفقيهان يبينون لكم هذا، فإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ والرسول "، وإني أشهد الله أني مقر بالسمع والطاعة لعبد الرحمان بن هشام و ( بيعته) ألقاها، وقد أديت لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علي من النصيحة وأرجو الله أن يثيبني بهذه النية الصحيحة وهو المطلع على ما في الضمائر، والعالم بالسرائر والسلام، وفي رابع ربيع النبوي عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف. انتهى.

 ‏

 ‏ والعهد بالخلافة أصله الأصيل من النبي الكريم، الذي هو بالكل كفيل صلى الله عليه وسلم، فإنه نص على خلافة أبي بكر رضي الله عنه - نصا جليا ونصا خفيا، فالخفي هو تقديمه - عليه السلام أبا بكر في الصلاة، والجلي ما روى أنه عليه الصلاة والسلام قال: إئْتُونِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاسِ أَكْتُبُ لأبي بكر كتاباً لا يختلف فيه إثنان ثم قال : "يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر. وقوله عليه السلام: اقْتَدُوا باللذين مِنْ (بَعْدِي) أبي بكر وعمر ولما قال أبو بكر: أقيلوني فلستُ بخيركم. فقال علي: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله فلا نؤخرك، رضيك لديننا ورضيناك لدنيانا. ثم إنه لما مرض أبو بكر مرضه الذي توفي فيه، جعل الخلافة لعمر، وقال لعثمان اكتب باسم الله الرحمان الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا عنها، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها، حين يومن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، إني استخلفت عمر بن الخطاب، فإن عدل، فذلك ظني به ورأيي فيه، وإن بدل وجار "فلكلِّ امرئ ما اكتسب والخير أردت، ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ وَسَيعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.


وعرض الصحيفة على أجلة الصحابة، فبايعوا لمن فيها حتى مرت بعلي فقال: بايعنا. لمن كان فيها، وإن كان عمر. وكذلك عمر، فإنه لما أيقن بالموت من طعنة أبي لؤلؤة غلام المغيرة، قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر (الذين) : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وجعل الخلافة شورى بينهم، وهكذا بعض الخلفاء من بعدهم. 


ويحكى عن عبد الملك بن مروان أنه من جملة ما قال بعد وصية إبنه الوليد ومن تمامه أن قال له: لا (ألفينك) إذا مت كالأمة تعصر عينيك و(تحن). حنينها، ولكن شمر، واتزر، وألبس جلد النمر، ودلني في حفرتي، وخلّني وشأني، وعليك وشأنك، ثم ادع الناس إلى البيعة، فمن قال برأسه هكذا فقل بالسيف هكذا ثم أرسل إلى عبد الله بن يزيد بن معاوية وخالد بن يزيد فقال لهما هل تدريان لم بعثت لكما؟ فقالا: نعم، لترينا عافية الله إياك. قال: لا، ولكن حضر من أمر الله ما تريان فهل في أنفسكما شيء من بيعة الوليد؟ (قالا) : لا والله ما نرى يا أمير المؤمنين أحدا أحق بها منه بعدك. قال: [ ذلك ] أولى لكما، والله لو غير ذلك قلتما لضربت الذي فيه عيناكما، ثم رفع رأسه، فإذا السيف مشهور، ثم قال المسلمة: إياكم واللجج فإنكم إن صلحتم صلحت الناس، وإن فسدتم كان الفساد أسرع لكم. الخ.


فالعهد بالخلافة من سنة الخلفاء الراشدين أهل الدين المتين، كما أن المعهود له بالخلافة إنما يكون من خيار الأمة وأفضلها في زمانه وبه يستدل على أفضلية هذين الإمامين المولى سليمان والمولى عبد الرحمان رحمهما الله.


فما قدمه لهذا الأمر واختاره دون غيره من أولاد صلبه، حتى أيقن بأفضليته وعدله وحلمه كما فعل الأئمة من قبله رضي الله عنهم."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب