لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب البربر، ذاكرة وهوية pdf تأليف غابرييل كامب

 تحميل وتصفح كتاب البربر، ذاكرة وهوية تأليف غابرييل كامب - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : البربر، ذاكرة وهوية.


المؤلف : غابرييل كامب.


ترجمة : عبد الرحيم حزل.


الناشر : افريقيا الشرق.


الطبعة : الأولى سنة 2014م.


عدد الصفحات : 481.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"الجيتول


سمّى المؤلفون القدامى الجنس الثالث الذي استوطن شمال إفريقيا باسم «الجيتول». وتحديد موقع الجيتول أمر يغلب عليه التكهن والتخمين؛ فقد ورد الحديث عن وجودهم في المغرب، والجزائر وتونس في وقت واحد، فكأننا بالليبيين سكان هذه المناطق كانوا عند نطاق معين من خط العرض يُجعل لهم تلقائياً اسم ) «الجيتول». لكن هذا الاسم لم يظهر إلا في وقت متأخر في الأدبيات؛ وكان سالوستيوس هو أقدم من ذكره من المؤلفين، وقد نَسب إلى الجيتول أنهم اضطلعوا بدور مهم في تكون الشعب النوميدي. وذكر تيت ليف أن بعض الجيتول كانوا جزءاً من جيوش هانیبال.


والذي يبدو أن الجيتول كانوا في موريتانيا الطنجية شديدي التهديد [لجيرانهم]. وقد كان لبعض قبائل الجيتول، من البانيور ) Baniures) و (الأوتولول» Autololes اندفاعة صوب الشمال، فقامت خلالها باحتلال البلاد التي لا يبعد أن يكون منها أصل قبيلة الموريين. ثم سار هؤلاء الجيتول في توسع صوب الجنوب، حتى جاءوا إلى بلاد الإثيوبيين. ووقع الأمر نفسه كذلك في المقاطعات الرومانية الأخرى في إفريقيا. ولقد عمر الخلاف بشأن دلالة الكلمة «الإثيوبيين » Ethiopien وقتاً طويلاً، بما تعذر معه الاتفاق حول تحديد لموقعهم. فهل كان الجيتول يعمون السهوب والصحراء معاً أم كانوا يقتصرون على الأطراف الجنوبية من بلدان الأطلس، فيما الصحراء قد تركت لأقوام من الملونين؟ ولقد صرنا نعرف اليوم أن سكان الصحراء كانوا خلال العصور القديمة على شبه بسكانها في الوقت الحاضر، فلم يعد سبب لذلك الخلاف فالجيتول الرحل كانوا يتنقلون في الصحراء وفي السهوب المجاورة، كفعل الرحل في الوقت الحاضر، وأما الأثيوبيون فقد كانوا يستوطنون الواحات، كما الحراثين. وربما جاز لنا القول كذلك إن مبتدأ إثيوبيا في شمال الواحات، أو إن جيتوليا تمتد في الجنوب إلى الحدود التي كان ينتهي إليها الرحل من البيض.


ويحق لنا من كل الوجوه أن نذهب إلى الاعتقاد بأن الجرمنتيين، وهم شعب من الرحل، كانوا يعيشون في فزان وفي تاسيلي نعاجر قد كانوا من البربر ولم يكونوا من الإثيوبيين بخلاف ما يذهب إليه س گسيل، وقد كانوا على علاقة موصولة بالجيتول. وإذا زدنا إمعاناً في ناحية الشرق وجدنا الليبيين الرحل الذين ذكرهم هيرودوت يتوغلون بعيداً في الصحراء؛ فقد كان الناسامونيون Nasamons يخرجون إلى واحة أوجلة ليجنوا منها التمور، أو بالأحرى ليأخذوا نصيبهم من محصولها. وقد ربما شط بعضهم في المسير حتى جاءوا عند الأقوام من السود المجاورين في تشاد أو النيجر. وفي أقصى الغرب كان الفريسيون الرحل، الذين يميزهم سترابون عن الإثيوبيين، يقطنون بلداً يعرف وفرة الأمطار في الصيف ولا توجد مثل هذه الظروف المناخية في الوقت الحاضر إلا في جنوب وادي الذهب.


 وليست حدود الأقاليم الجيتولية في الشمال بمعروفة أكثر مما هي في الجنوب. وقد رأينا عدم اليقين الذي يسود في تحديد المواضع في المغرب الأطلنتي، وهو شيء يزداد تفاحشاً في الوسط من بلاد الربر؛ فهذا سترابون لم يزد على القول إن بعض الأراضي [هنالك] كان يقوم على فلاحتها الجيتول. ومن الثابت لدينا أن قفصة أبعد إلى الشرق، كانت معدودة على عهد يوغرطة في بلاد الجيتول. وهذا ماريوس Marius قد ضم إلى جنده بعض السوقات من الجيتول، وأعطاهم أراضي في نوميديا ومقاطعة إفريقيا، وبقي أحفاد الجيتول ماريوسيين مخلصين خلال الحروب الأهلية. وبعد نصف قرن من الزمن تم لسيتيوس Sittius الاستيلاء، خلال الحرب الأهلية، على مدينتين جيتوليتين»، وذلك بعد احتلاله لسيرتا؛ ولكن ليس معنى ذلك أن هاتين المدينتين كانتا قريبتين إلى المدينة النوميدية.

 ‏

ويولي كسيل أهمية كبيرة إلى دعوى أبوليوس Apulée، الذي يعرف نفسه بأنه نصف نوميدي ونصف جيتولي، وأن موطنه مداوروش Madaure كان يقع إلى جوار نوميديا وجيتوليا. وفي المقابل يكتب سترابون أن بين جيتوليا والساحل المتوسطي يوجد الكثير من السهول والجبال، بل توجد كذلك بحيرات عظيمة وأنهار، وبعض هذه الأنهار ينقطع فجأة ويختفي في جوف الأرض». وهذا وصف صحيح للمناطق الواقعة جنوب قسطنطينة، لكن لا يبدو أن فيه ما يؤكد صحة دعوى أبوليوس. وس. گسیل يدرج قبيلة المزالمة Musulames الكبيرة في الجيتول وأعتقد أنه يعتمد في هذا القول على نص أبوليوس. وإذا ما علمنا بأن حدود إقليم المزالمة كانت على عهد الإمبراطورية [الرومانية ] لا تكاد تبعد بأربعة كيلومترات عن مداوروش، وأبوليوس يذكر أن هذه المدينة كانت تقع على تخوم نوميديا وجيتوليا يكون من المغري أن نقوم بهذه التقريب. لكننا لم نجد تاسيتيوس Tacite، ولا أياً من المؤلفين الذين عرضوا للمزالمة، ذكروا قط أن هذه الأقوام تدخل في الجيتول. وليس يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل إن تاسيتيوس، الذي أسهب في الحديث عن المزالمة في سياق تناوله لثورة تاكفاريناس Tacfarinas يصفهم دائماً بالنوميديين. ثم إننا لا يمكننا حتى أن نعترض بالقول إنه يستعمل هذه الكلمة بمعناها العام والواسع ذلك بأنه يميز بكل عناية بين النوميديين (المزالمة) الخاضعين لتاكفاريناس والموريين المؤتمرين لمازيبا Mazippa، ويفرق بينهم والجرمنتيين. وهذا بول أوروس Paul Orose ) يجمع في جملة واحدة بين المزالمة والجيتول؛ بما يعني أن المزالمة يتمايزون في اعتقاده عن الجيتول. ولو كان المزالمة من الجيتول فسيكون علينا أن نسلم بأن بعض الجيتول لم يكونوا من الرحل بأي حال، وأنهم كانوا لا يكادون يتمايزون عن المزارعين النوميديين فمن الواضح أن المقابر الكبيرة التي في قسطل وفي جبل مستيري Mistiri ) ضمن بلاد المزالمة، قد كانت مدافن للسكان من المزارعين المقيمين، ولم تكن بأي حال مدافن للرعاة الرحل. فمن هذا الذي ذكرنا يتضح أن كلمة (جيتول) ليس لها من معنى سياسي وليس لها كذلك من معنى،عرقي، فقد كانت تُستعمل على الدوام يُراد بها السكان الجنوبيون من المحيط إلى سرت، بل وحتى جنوب برقة؛ أي أنها كانت تُطلق على أقوام هي بالضرورة من الرحل. 


وقد كان الجيتول على اتصال بالجرمنتيين، الذين يصعب تمييزهم عنهم، وعلى اتصال بالإثيوبيين في الواحات وفي السودان وعلى اتصال كذلك بإخوتهم في العرق النوميديين والموريين في بلدان الشمال السعيدة، بما يعني أنهم كانوا يستوطنون السهوب الشاسعة في ا الجهة شبه الصحراوية من بلاد البربر. وربما جاز لنا أن ندخل المزارعين الذين تتحدث بعض المصادر عن وجودهم في مناطق متفرقة من جيتوليا في مجموعات السكان المقيمين، الذين كانوا يستوطنون معظم الأودية الرطيبة في الأطلس، وأما الجيتول فكانوا في غالبيتهم العظمى من الرعاة الرحل. وكان هؤلاء الفرسان، أحفاد البقريين البيض الذين عاشوا في أواخر العصر الحجري الحديث وأسلاف الجمالين، تعلموا من قبل كيف يصعدون في الأصياف صوب المراعي التي في الشمال. وقد أمكن لهم خلال ذلك الصعود المتواتر في الصحراء وسط بلاد البربر أن يدخلوا إلى المناطق الواقعة بطول تلك الطريق بعض أشكال الأنصاب التي يغلب فيها الطابع الإفريقي على الطابع المتوسطي. فالذي يبدو أن هؤلاء الرحل المحبين لحياة العزلة والتوحد كانوا يهتمون للعبادة المقابرية أكثر مما اهتم لها جيرانهم في الشمال. فالمذابح والمعالم والسراديب والمصليات الملحقة بالقبور تدل عندهم على ممارسات لم يكن عهد بها لدى النوميديين أو عند الموريين."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب