لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الذاكرة بين التاريخ الأكاديمي والتأليف المدرسي - حميد هيمة pdf

مقالة الذاكرة بين التاريخ الأكاديمي والتأليف المدرسي - حميد هيمة - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF






معلومات عن المقالة :


العنوان : الذاكرة بين التاريخ الأكاديمي والتأليف المدرسي.


المؤلف : حميد هيمة.


الناشر : مجلة أسيناك.


المصدر : الذاكرة والتاريخ.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).  


 



مقتطف من المقالة :


"إضاءات نظرية : في مفهوم الذاكرة، وآليات اشتغالها


أ - في مفهوم الذاكرة وأنواعها :


إن الذاكرة، باعتبارها مفهوما ملتبسا ليست استرجاعا مباشرا وتأملا للتجارب والأحداث الماضية فقط، بل هي القدرة على التمثل الانتقائي لهذا الماضي بشكل إرادي أو لا إرادي، قصد إعادة بناء وإعادة هيكلة الهوية الفردية والجماعية.


وفي هذا الصدد، ميز بيير نورا في دراسته ذات الصلة بالموضوع، بين الذاكرة الجماعية والذاكرة التاريخية فالاولى هي : صورة ذكرى أو مجموعة ذكريات واعية أو غير واعية لتجربة معاشة أو مشبعة بحمولة أسطورية قوامها هوية جماعية ذات ارتباط وثيق بالإحساس بالماضي... وإرث غير قابل للتصرف، وفي الوقت ذاته سهل الاستعمال وأداة نضال وسلطة. وعلى العكس من ذلك، يضيف ب نورا، فإن الثانية الذاكرة التاريخية " هي الذاكرة الجماعية لجماعة المؤرخين كثمرة للتقاليد المعرفية والعلمية.


وإذا كان الطاهري، قد أشار إلى الاختلافات بين الذاكرة الجماعية والذاكرة الفردية، ورغم وعيه بالفوارق بين الذاكرة الجماعية والذاكرة الجمعية كما تبلورت في السوسيولوجيا الفرنسية، فإنه استنكف عن التدقيق في تمايزاتهما، لتبنيه الضمني لمنظور بول ريكور بصدد انتساب الذاكرة إلى كل الضمائر النحوية أنا، هي / هو، نحن، هم.


والحال أن عدم التمييز بين الذاكرة الجماعية الخاصة بجماعة وحيدة معينة داخل المجتمع)، والذاكرة الجمعية كذاكرة مشتركة بين مختلف مكونات المجتمع= مجمل كل الذاكرات الجماعية)، ترتب عنه مخرجات لم تراع "واجب" الذاكرة"، مما جعل دراسة القضايا المعرفية والتاريخية الباب الثاني من الكتاب الأطروحة تختزل كل الفعل الوطني في النخب المدينية المتعلمة؛ التي امتلكت سلطة امتياز الكتابة عن ذاتها ماضيها، وبالتالي فإن هذه "الذاكرة المبتورة" لم تستوعب المساهمة الوطنية لكل القوى الاجتماعية والسياسية لحركة التحرر .


وفي المحصلة، فإن الكتاب، رغم ثرائه النظري والمنهجي، ركز ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، على الذاكرة الجماعية للنخب الحضرية من الحركة الوطنية ولم يتناول الذاكرة الجمعية محمل كل الذاكرات الجماعية (الحركة العمالية - الحركة النسائية المجالات المهمشة (المغرب غير النافع))، وهو ما يعني أننا بصدد ما سماه بول ريكور "بالذاكرة المدبرة".


ب - خلفيات الذاكرة وأبعادها :


ميز المؤلف في الكتابات الذاكرية بين المذكرات والسيرة الذاتية والسير - والكتابات التاريخية والسياسية والصحافية كما نبه في المبحث الثاني الفصل الأول، إلى الخلفيات والأبعاد النفسية والسوسيولوجية والسياسية، المعلنة أو المضمرة، للكتابات الذاكرية. فهي، من حيث خلفياتها النفسية، مشبعة بمركزية الذات، ولا تضع المسافة المطلوبة بين الذات والموضوع. وتثني – من المنظور السوسيولوجي - على دور الشاهد الفرد البطل في صناعة التاريخ مع نفي مساهمة باقي القوى الاجتماعية ولأن السرد التاريخي محال للصراع، فإن الكتابة الذاكرية، بكثافة خطابها السياسي ترمي في هذا الجانب، إلى إعادة بناء المشروعية التاريخية والوطنية، كرأسمال ،رمزي لفائدة الشخصيات والهيئات والمؤسسات.


وعموما، فإن إغراق الذاكرة الجماعية بمركزية ،الذات ولأنها أيضا محال للصراع السياسي، وخاصة في قضايا الهوية يؤكد الحاجة اليوم إلى بناء ذاكرة تاريخية تستوعب كل المساهمات الوطنية، وتقر بالتعددية الثقافية والجهوية لكل المكونات الوطنية.



ت - من "الذاكرة الإثنية" إلى الذاكرة الإلكترونية.


في سياق تحليله لعلاقة الذاكرة والتاريخ (تماثل أم تمايز؟)، انكب المؤلف "على دراسة تاريخ تمثل الشعوب والأفراد لماضيهم، وكيفية اشتغال الذاكرة الجماعية وتحولاتها)، حيث

استخلص هيمنة مركزية التأريخ للذاكرة الأوربية باعتبارها محور تطورات الذاكرة البشرية.


 وتبلورت لدى الشعوب ذات الثقافات الشفاهية "ذاكرة إثنية"، تطغى عليها الأسطورة، وتتمحور حول المصالح الطبقية والرمزية والثقافية. بيد أن اكتشاف الكتابة، أفرز تطورا مزدوجا للذاكرة الجماعية، يتمثل أولا في التخليد والاحتفالات بواسطة المعالم التذكارية، وثانيا في تبلور السياسة الذاكرية للملوك في سياق الاعتماد على الوثيقة المكتوبة.

 ‏

وفي التاريخ الإغريقي اشتغلت الذاكرة لفائدة العائلات النبيلة والملكية ورجال الدين... وإذا كانت الذاكرة، في العصر الوسيط الأوربي، ذات وظيفية دينية، فإنها كانت (ولا تزال) تجسد، في العالم الإسلامي الحنين إلى العصور الذهبية للإسلام. وانتقل تركيز الذاكرة على الإنسان في العصر الحديث إلى الذاكرة الوطنية في التاريخ المعاصر، ثم تبلورت الذاكرة الإلكترونية في سياق الثورة الرقمية.


انطلاقا هذه التجارب، يخلص الكتاب إلى أنه كلما تطورت المعرفة التاريخية تراجعت من الذاكرة الجماعية لينتهي هذا التطور بالانتقال من التاريخ جزء من الذاكرة إلى الذاكرة موضوعا للتاريخ الذاكرة تمون -التاريخ ج. لوكوف. وتعزز الطلاق غير المحسوم للذاكرة والتاريخ باختصاص الأخير - كمهنة في معرفة الماضي بشكل نقدي وعلمي، مقابل اهتمام الذاكرة كهواية- بتشكيل الماضي كوسيلة لإعادة بناء الهوية الفردية والجماعية. 


إن هذا الوعي بالتمايز بين الذاكرة والتاريخ في تمثل الماضي، على مستوى مصدر الكتابة وطبيعة السرد وصدقية الحقيقة التاريخية غير النهائية يستدعي، بالضرورة، استنطاق المتن الكتابات الذاكرية بهاجس نقدي، في ضوء التراكمات النظرية والمنهجية لحقل التاريخ."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب