لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب منهج البحث التاريخي - عبد الله طه عبد الله السلماني pdf

 تحميل وتصفح كتاب " منهج البحث التاريخي " للدكتور عبد الله طه عبد الله السلماني - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب :


العنوان : منهج البحث التاريخي.


الناشر : دار الفكر.


المؤلف : د. عبد الله طه عبد الله السلماني.


الطبعة الأولى : 2010.


عدد الصفحات : 177 ص.


حجم الكتاب : 5.03 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"مرحلة كتابة التاريخ في اوربا :


يتفق اغلب المؤرخين على أن سنة 476هـ تمثل انهيار الامبراطورية الرومانية الغربية على يد القبائل الجرمانية وتعد هذه السنة بداية العصور الوسطى الاوربية التي تميزت في الماضي بانحطاط سياسي وحضاري ودامت هذه الحقبة حوالي الف عام، وقد شهدت هذه العصور انتشار الديانة النصرانية وتوسعها في اوربا بعد القضاء على الوثنية في حدود القرن الرابع الميلادي. وقد نتج عن ذلك ان اصبح التاريخ خاضعا للاهوت مسخرا له واصبح عمليا تعليما وهو مالم يكن قط من قبل، وفقد كل صفة علمية كان يتصف بها واصبح لا يكتثر بحال لما هو حق او محتمل الوقوع وغدا مشحونا باخبار الخوارق غير معني ما له صلة بالدين وفقد حاسة النظر الى الاشياء موضوعة في مواضعها وتحول التاريخ الى رجال الدين اصبح معناه محو التاريخ الصحيح من الوجود محوا دام الف عام. واستقرت القبائل الهمجية البدائية الثقافة والنازعة الى الحرب فيما كان من قبل مدنا للدول الرومانية، وحلت الحروب المتصلة بين القبائل المذكورة محل السلم الروماني، ودرست معالم المدنية من الغرب أو كادت ان تمحى فلم يبق منها الا امكن من استبقاؤه في الأديرة والكنائس إذ ظلت اثار من التاريخ تدرس وتدون ونذكر على سبيل المثال من مؤرخي هذه الحقبة المؤرخ افريكانوس (Africanus) فقد كتب تاريخا للعالم من بداية الخليقة الى سنة 221هـ وقد ضاع الكتاب فلم يبق منه الا نبذ صغيرة، وأوربيوس (Fusebius) (ت 340م) ويعد مواس الكنيسة اللاتينية ومترجم الانجيل الى اللغة اللاتينية وهي الترجمة المعروف بالفلجات. وهيرودوس الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، وكتب مجموعة من الاساطير القائمة على التحيز والهوي اسماها الكتب السبعة المؤلفة في الرد على الوثنين. ولما كانت المراكز الدينية طوال العصور الوسطى مقتصرة على الاديرة والكنائس فقد أولى عدد من المؤرخين عناية بحفظ اخبار القديسين المسيحين الشهداء وتكريمهم، وبيان ما امتحنوا به من مصاعب في سبيل ايمانهم، وهكذا حلت سيرة القديسين محل سير العظماء وتراجمهم، كانت مؤلفات هؤلاء المؤرخين بعيدة كل البعد عن الحس النقدي الذي يعد أهم صفة من صفات المؤرخ الحديث ولم تكن محايدة او موضوعية بل منحازة بحسب هوى المؤرخ وتعلقه بما كتب عنه، على الرغم من أن الحركة التاريخية في العصور الوسطى قد اخفقت في تحري الحقائق فانها شهدت نوعا من الفلسفة التاريخية التي تنهض على النظرة الشاملة او التعليل العام لمجرى التاريخ وتوجيه الانتباه الى ان العنصر الاساسي في التاريخ يمثل في الصراع بين عوامل الخير المتمثلة في الدين وعوامل الشر التي هي كل ماعدا ذلك ويمثل هذا الاتجاه القديس اوغسطين ( St. Augustin) المتوفي عام 430 في كتابه (مدينة الله) إذ حاول ان ييرهن على مدينة الله السماوية التي هدف المؤمنين جميعاً. ويقول هرنشو : يعد هذا الكتاب ثمرة مجهود جليل قام به خيال هذا القديس ويعد كتابه من الكتب البارزة في اداب العالم، وهو أول محاولة لوضع خلاصة وافية في الفلسفة التاريخ، لكنها لم تكن موفقة وناجحة الى حد بعيد فالكتاب لا يحوي فلسفة ولا تاريخا بل مجرد قصص ولاهوت اما الشيء المبتكر الذي استفاد من العصور الوسطى فكان بصورة مبدئية. حوليات (Annals) وتاريخ (Chronics) اما الحوليات فكانت شديدة الشبه بنظائرها القديمة عن قدماء البابلين والمصريين، وكانت مجرد تقييدات للحوادث المعاصرة يعلق بها على التقاويم المؤقتة لعيد الفصح من قبيل الزلازل والخوارق وتداول المخلفات المقدسة.


ثم بدات كتابة التاريخ ترتقي شيئا فشيئا حتى اصبحت في أواخر العصور الوسطى سجلات نفيسة وقيمة لاحداث التاريخ وخير مثال على ذلك حوليات روجر الهوقدني (Roger of Hoveden) وهو مؤرخ انكليزي كتب تاريخا لبلاده وصل فيه الى عام وفاته سنة 1201م. ويمتاز باهمية ماكتب فيه عن السنوات التسع الاخيرة ويسمى كتابة بـ ( حوليات كولونيا الكبرى) اما التاريخ، فكان الغرض منها تلخيص تاريخ العالم منذ الخليقة الى وقت تدوينها وكتابتها ويكتفي القسم الأول منها بتوقيت الحوادث، اما اقسامها الاخيرة التي تتناول ذكر حوادث ايامها فتستمد من مصادر صحيحة وتصبح بالتدريج مؤلفات لايجد الانسان تسميتها (تاريخا) نورد على سبيل المثال عدداً من واشهر المؤلفات في التاريخ وانفسها مما ظهر في العصور الوسطى، ففي فرنسا ظهر كتاب تاريخ نانتس (Chronicle of Nantes) الذي كتبه الى سنة (1049م) وفي المانيا ظهر كتاب التاريخ الانجلوسكسوني) (Anglo - saxon chronicle) وكتب عام (1154م) وكتب اوتو الفريزنجي (Otto of Fressing الذي توفي عام (1185م) وهو اسقف ومؤرخ الماني، وفي انكلترا ظهر التاريخ الاكبر لما يتو باريس Matthew of Paris الذي ولد سنة (1259م) وهو مؤرخ وراهب انكليزي اشتهر في تاريخه بتنوع رواية الحوادث المعاصرة له عمن شهدها واشترك فيها، وقد عرف بتنوع مدوناته فكان يعتني ما يصل اليه من اخبار العالم المتدمن لوقته في الغرب والشرق. واول ما يمثل طلائع النهضة هو ما ظهر بايطاليا في نهاية العصور الوسطى، اي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي وقد بدات تزحف هذه النهضة الى عدد من بلدان اوربا المجاورة، وكانت المعرفة العربية الاسلامية احدى العوامل المؤثرة في تحريك دوافع النهضة ومصدراً من مصادر الفكر، وذلك بما قدمته بالمعابر المختلفة كالحروب الصليبية، ومن صقلية الاسلامية، وجنوب ايطاليا، وأهمها بلاد الاندلس، ومن ابرز خصائص النهضة حركة احياء التراث اليوناني والروماني القديم، الذي قرا عنه الأوربيون في كتب العرب المسلمين ولم يجدوا في هذه الحالة الوثنية التي كانت تضخمها الكنيسة من اجل مصالحها الذاتية، فتغيرت نظرة الناس الى هذا التراث، ومن مظاهر هذا التطور في كتابة التاريخ انتقال الكتابة والتدوين من ايدي رجال الدين الى ايادي العلماء العلمانيين، وصبغ التاريخ بالصبغة الزمنية والتحرر من قيود الكنيسة ومناقشة رجال الدين في كتابة التاريخ. وخاصة الثقافة العامة. وذلك صحب تطور في اللغات القومية التي اخذت تفرض نفسها على ثقافة عصر النهضة.


ويعد فرانسكوا بقرار ك (Francesco Petrarca) الذي عاش ما بين (1374-1304م) وهو يعتبر رائد الانسانين في ايطاليا فقد، درس تاريخ روما القديمة، وتعرف على ادابها واجاد الكتابة باسلوب قدمانها، وكتب مؤلفيه باللاتينية والايطالية، ودعى الى العناية بالاثار ولذلك عد من مقدمات عصر النهضة ووجد المؤرخون في عصر النهضة فائدة كبيرة لابحاثهم، وحمل عدد من الانسانين على عاتقهم دراسة التاريخ بصورة جديدة ويعتمد على البحث عن النصوص القديمة والوثائق والاثار ايا كان نوعها، واخضاع المصادر للنقد العلمي البحت والمناقشة والتحليل ورفض مالايقره العقل والمنطق السليم ايا كان مصدره ونادوا بان التاريخ هو نتيجة العمل الانساني، وقد ساعدهم على ذلك اختراع الطباعة التي يسرت لهم تداول هذا التراث ومن ايطاليا بدات المرحلة المهمة من الدراسات التاريخية وبداها العالم الايطالي لورنزو فالا (Lorenzo Valla) الذي عاش ما بين (1406 (1457م) وهو من اعلام اللغة الايطالية وكان بحثه المهم الذي اصدره سنة 1440م، لطمة كبرى للكنيسة ونهضة عظيمة للفكرة النقدية في التاريخ، وقد أنصب هذا البحث على ما يسمى وثيقة هبة قسطنطين) وتعد هذه الوثيقة جرأة كبرى غير شائكة، وكانت النظرة الى هبة قسطنطين على انها السند القانوني الذي ينهض عليه سلطان الكنيسة الزمني فدرس والمؤرخ فالا الوثيقة بعناية ودقة واعتمد على الفارق بين اسلوبها واسلوب معاصري قسطنطين في الكتابة، فاثبت بالدليل القاطع والحجة الدامغة تزويرها بعد خمسة قرون من التاريخ الذي وردت فيه، أي في عهد بديبين القصير او شارلمان ولم يكتف (فالا) بذلك بل كانت له تعليقات كثيرة على نص الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس فيكون بذلك قد فتح الدراسة للنصوص الدينية ونقدها لبيان الصحيح من المزور، ونشره، وهذا ما اقام الكنيسة عليه، فحكم في محاكم التفتيش، وكاد يفقد حياته لولا تدخل الفونسو الخامس ملك ارغونة سنة (1458م) وقد تبين فيما بعد انتصار فالا بجراة كبيرة على مذاهب فكرية وعقائدية كانت شائعة ومسلماً بها في عصره، محاولا بها مفكر العصر، لاعادة النظر في كثير منها رغم أن الكنيسة على قبولها، واضطرت زمن البابا نقولا الخامس (1477-1455م) قبول ماتوصل اليه مظهرة رحابة صدر، ثم عينته في مركز رفيع تحت حجة ما حمله من علم وما أوجده من منهج جديد في البحث التاريخي فقدا امين مكتبة الفاتيكان، وهي المكتبة التي انشاها البابا نقولا الخامس وجمع فيها خمسة الاف مخطوط في محاولة لاحتواء علماء النهضة في ذلك العصر."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب