لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مدخل إلى فلسفة ميشيل فوكو pdf تأليف الزواوي بغورة

 تحميل وتصفح كتاب مدخل إلى فلسفة ميشيل فوكو تأليف الزواوي بغورة - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مدخل إلى فلسفة ميشيل فوكو.


مؤلف : الزواوي بغورة.


الناشر : دار الطليعة للطباعة والنشر.


عدد الصفحات : 291. 


حجم الملف: 7.91 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"منزلة التأويل


تندرج أعمال فوكو ضمن مجال التاريخ وتدرس مسائل تاريخية، بدءاً من اليونان حتى القرن العشرين مروراً بالعصر الحديث وبخاصة المرحلة الكلاسيكية، القرنين السابع عشر والثامن عشر. وينقسم عمله التاريخي بشكل عام إلى تاريخ للآخر وتاريخ للذات وهو القائل في الكلمات والأشياء :


إن تاريخ الجنون قد يكون تاريخ الآخر، تاريخ ما هو بالنسبة لثقافة ما، في آن واحد داخلي ودخيل، أي ما يتوجب استبعاده، لا لتجنب خطره الداخلي، ولكن بسجنه للحدّ من آخريته. أما تاريخ الكلمات والأشياء فسيكون تاريخ الذات - تاريخ ما هو بالنسبة لثقافة ما، وفي آن واحد موزع ومتقارب ـ أي ما يتوجب تمييزه بعلامات وتلقيه في هويات».


ولقد اهتم فوكو أيضاً بالتاريخ كفرع ،معرفي في سياق حديثه عن العلوم الإنسانية، وبمكانة التاريخ في العصر الحديث، وبأهمية التاريخ مقارنة بمختلف المعارف. فالتاريخ بالنسبة للمعارف الحديثة، معارف القرن التاسع عشر، كان يمثل نمط وجود المعارف الاختبارية، المشكلة من الاقتصاد السياسي والبيولوجيا وفقه اللغة. 


ولقد استعمل مفهوماً جديداً للتاريخ، أعلن عنه في مقدمة كتابه : أركيولوجيا المعرفة، أطلق عليه اسم التاريخ العام في مقابل التاريخ الشامل، وتحدث في كتابه : المراقبة والمعاقبة عن تاريخ الحاضر. كما بين بعض مميزات التاريخ في بحثه : نيتشه الجنيالوجيا والتاريخ.


ولا نستطيع في سياق بحثنا هذا النظر في جميع المسائل التي يثيرها مفهوم التاريخ عند هذا الفيلسوف ولا مناقشة مختلف الاعتراضات والانتقادات التي وجهت إليه على أهميتها ووجاهتها ولكننا نريد أن نشير فقط إلى مفهوم التأويل التاريخي في هذا التاريخ الجديد الذي أسماه بالتاريخ العام. أما الوصف الأركيولوجي فلا يحتاج إلى مناقشة نظراً لكون كتاب : أركيولوجيا المعرفة، يعالج تحليل الخطاب في التاريخ أو المنطوقات في إطار التشكيلات الخطابية. 


على أننا نريد قبل ذلك أن نشير بشكل خاص إلى نقطة رددها بعض النقاد الذين يُصنفون فوكو ضمن البنيوية، ألا وهي رفض ميشيل فوكو للتاريخ. والحقيقة أنه لا ينكر التاريخ، وإنما ينكر تاريخاً معيناً أو تصوراً معيناً للتاريخ، ذلك التصور القائم على الاتصال وسيادة الوعي والذات، أو كما قال : ليس اختفاء التاريخ، بل انقراض ذلك الشكل من التاريخ الذي كان يحيل ضمنياً إلى النشاط التركيبي للذات». وأنه من أجل التخلص من هذا التصور وجب بالضرورة التخلص من مجموع المفاهيم المشكلة له، كمفهوم التقليد والتأثر والتأثير والتطور والتقدم، وإرجاع المتعدد إلى المبدأ الواحد... إلخ، وإقامة بدلاً منها مفاهيم الانفصال والقطيعة، والفترة الطويلة، والتحولات والتشكيلات والممارسات الخطابية... إلخ. وعندما يتخلص المؤرخ من مفاهيم التاريخ الشامل يجد نفسه كما يقول فوكو، أمام ميدان رحب يمكننا القول في تعريفه بأنه يتكون من المنطوقات الفعلية شفهية أو مكتوبة في انتشارها كأحداث وعلى اختلاف مستوياتها.


ويكون المطلوب من المؤرخ عندئذ وصف وتأويل تلك الأحداث الخطابية والإجابة على سؤال أساسي هو : ما الذي يجعل منطوقاً ما يظهر من دون أن يظهر منطوق آخر بدلاً عنه». مما يعني النظر إلى المنطوق أو الملفوظ أو إلى الخطاب في مجمله كحدث وتحديد شروط وجوده أو ما قبله التاريخي"، وتعيين مختلف وظائفه. لذا وجب إلغاء الوحدات الكبرى والفروع المعرفية من أجل أن نعيد للمنطوق تميزه كحدث ولدراسة مدونة معينة، كمدونة الجنون مثلاً، يجب وصفها وربطها بمختلف الإستراتيجيات الخاصة بها.


وأهمية المنظور الجنيالوجي للتاريخ تكمن في أن الجنيالوجيا، كما قال نيتشه، ذات لون رمادي ومتصلة مباشرة بالوثائق والمخطوطات وتتميز بالحيطة والحذر، للتعرف على الأحداث المتفردة وهي لا تتعارض مع التاريخ إلا عندما يكون ميتافيزيقياً ومثالياً ومشبعاً بالغايات والبحث في الأصول، لأن الجنيالوجيا، كما قلنا، ترفض الأصول وتدعو إلى البدايات.


وما يجب القيام به لرصد البدايات بدلاً من الأصول هو أن :


 «نتعلم كيف نتعرف على حوادث التاريخ وهزاته ومفاجآته والانتصارات الهشة والهزائم غير المستساغة والتشديد على الاهتمام بالبداية والمحتد والإرث الموروث وذلك على غرار ما يحدث في تشخيص أمراض الجسد.»

 ‏

 ‏وعليه يكون التاريخ بالمعنى الجنيالوجي، ليس استعادة الماضي أو سيادة الذات، وإنما يكون تاريخاً فعلياً بقدر ما يقحم الانفصال في وجودنا ذاته». . وهو هدف الأركيولوجيا نفسه لأنها جعلت من الانفصال مفهوماً للتحليل، وميداناً للدراسة في الوقت نفسه. وإذا كانت الجنيالوجيا والأركيولوجيا تتأسسان على مبدأ الانفصال، فإن هدفهما واحد ويتناسب وتحليل الخطاب وهذا الهدف هو: «إبراز الحدث في تفرده ووحدته».


وعليه نستطيع القول إن التأويلية التاريخية، إن صحت العبارة، قد أسهمت في دراسة مسائل السلطة والذات كما بيّنا ذلك في تحليلنا لكتابي فوكو : يجب الدفاع عن المجتمع، وتأويل الذات، في الصفحات السابقة، ومكنت الفيلسوف من تقديم دراسة مغايرة وجديدة ومختلفة في الوقت نفسه دراسة تقوم على تحليل مختلف الممارسات الخطابية وغير الخطابية كما سمحت له بالخروج من دائرة اللغة في ذاتها وآليات الخطاب إلى الممارسات والوظائف والتقنيات والاستراتيجيات.


 ولقد لخص جيل دولوز هذه الطريقة التي تبين منزلة التأويل في الانطولوجيا التاريخية، أفضل تلخيص عندما قال :

 ‏

 ‏ لا يتمثل مشروعه (فوكو) في التأريخ للعقليات والذهنيات، بل في تحليل الشروط التي ضمنها ينبثق ويتجلى كل ما يتحلى بصفة الوجود العقلي كالمنطوقات ونظام اللغة. لا يهتم مشروعه بالتأريخ للسير وألوان السلوك، بل بالشروط التي ضمنها يظهر كل ما يتحلى بصفة الوجود المرئي ضمن نظام رؤية. إنه لا يؤرخ للمؤسسة بل للشروط التي ضمنها تدمج تلك المؤسسة في حقل اجتماعي وعلاقات تفاضلية للقوى. إنه لا يقوم بالتأريخ للحياة الخاصة، بل للشروط التي تستطيع الذات من خلالها أن تتشكل كذات وكحياة خاصة. ولا يؤرخ للذوات، بل لعمليات تولّد الذات داخل الانثناءات التي تنشأ داخل ذلك الحقل الذي بقدر ما هو حقل اجتماعي هو كذلك حقل أنطولوجي.


 إن هذا النص المركز والمكتف يبين بوضوح المشروع الفلسفي لفوكو ويوضح في الوقت نفسه علاقته بالتاريخ والتحليل التاريخي وهو ما أشار إليه الفيلسوف كذلك في تلخيص درسه : يجب الدفاع عن المجتمع، عندما قال :

 ‏

 ‏ ينمو هذا النوع من الخطاب كلياً في البعد التاريخي. فهو لا يعمل على محاكمة التاريخ والحكومات الظالمة، ولا يحيل التجاوزات والتعسفات والعنف إلى مبدأ مثالي خاص للعقل او للقانون، ولكن يعمل بالعكس على أن يوقظ في المؤسسات والتشريعات الماضي المنسي للصراعات الواقعية، والانتصارات أو الهزائم المقنعة والدم الذي جف في نص القانون (...). وإجمالاً، فإنه في مقابل الخطاب الفلسفي - القانوني الذي ينتظم حول مسألة السيادة والقانون، فإن هذا الخطاب يُظهر استمرارية ودوام الحرب في المجتمع. إنه خطاب تاريخي - سياسي، خطاب تعمل فيه الحقيقة بوصفها سلاحاً من أجل انتصار منحاز . إنه خطاب نقدي بشكل مبهم وهو في الوقت نفسه أسطوري إلى حد كبير»."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب