لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب دراسات في تاريخ المغرب - جرمان عياش pdf

 كتاب دراسات في تاريخ المغرب ل جرمان عياش - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF


 





معلومات عن الكتاب :


العنوان : دراسات في تاريخ المغرب.


المؤلف : جرمان عياش.


الطبعة الأولى : 1986.


الناشر : الشركة المغربية للناشرين المتحدين.


عدد الصفحات : 353.


حجم الكتاب : 6,31 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


 "ظهور المطبعة بالمغرب


على الرغم من أن ظهور المطبعة بالمغرب لا يرجع إلا إلى عهد جد متأخر، فاننا لا نعرف إلى اليوم تاريخه على وجه التحديد أو الظروف التي أحاطت به فمحمد أكنسوس وأحمد الناصري، وهما المؤرخان المغربيان اللذان عاصراه في أغلب الظن، التزما الصمت إزاءه، وحيث أنه لم يعثر بالاضافة إلى ذلك، على أي كتاب مطبوع يرجع إلى العهد المفترض لهذا الظهور، فقد كان الباحثون يفتقرون افتقارا كليا إلى المعالم الأكيدة ولو على وجه التقريب. وبالتالي فقد اكتفوا لمدة طويلة بالرواية الشفوية وحدها. وهي رواية لا يستخلص منها سوى ثلاثة عناصر ثابتة، وهذا دون أن تشكل معطيات أكيدة شأنها باقي العناصر الأخرى. فيقال بأن أول مطبعة بالمغرب كانت من النوع الحجري، على غرار المطابع التي ظهرت بعدها، وإلى حدود تاريخ قريب. ويقال أيضا بأنها استقرت بفاس حيث بقى الطبع محتكرا في المغرب إلى القرن الحالي. ويقال أخيرا بأن هذا يرجع إلى عهد سيدي محمد بن عبد الرحمن، وبعبارة أخرى إلى حوالي قرن، فيما بين 1859 و1873.


الا أن الرواية تضطرب بمجرد ما نتطلع إلى مزيد من المعرفة. فهي تختلف من عهد إلى عهد وينتهي بها الأمر إلى الغموض. فعندما التقطها كايطان دلفان Gatan DELPHIN للمرة الأولى سنة 1889، وجدناها تقتصر على القول بأن المطبعة عملت بدء ظهورها لحساب الدولة قبل أن تصبح مؤسسة فردية. وبعد حوالي عشرين سنة، التقطها جورج سلمون G.SALMON ونقلها إلينا أ. برتيي A.PERETIE أخذا عن مذكراته. ولئن كانت لم تنسخ شهادة دلفان نسخا حرفيا، فانها أكدتها مع ذلك، بل وكانت تفيض بإيضاحات تبعث على الشك أحيانا، وبنزعة روائية في بعض نقاطها. بيد أن سلمون كان باحثا محنكا، وكانت معلوماته تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار طالما لم يكن يوجد ما هو أفضل منها. لقد قال بقلم برتبي : وصلت المطبعة من القاهرة على يد شخص تركي، فاشتراها السلطان وأنقد هذا التركي. وبعد حوالي سنة، تم طرده بعدما زعم الناس بانه مسيحي. هذا وقد كانت المطبعة الحجرية توجد بدرب الحمام. وقد زودنا سلمون بمعلومات هامة بإشارته إلى ثلاثة كتب لكل من الخرشي وميارة والتاودى، وهي الكتب التي طبعت فيما كان يعلم على عهد سيدي محمد. وبعبارة أخرى، الكتب الثلاثة الأولى التي تكون طبعت بالمغرب. ثم انتقل إلى العهد التالي، وهو عهد المولى الحسن، الذي يكون شهد تأسيس ثلاثة معامل جديدة، أحدها على يد الحاج الطيب الأزرق. في نفس العهد أيضا، يكون قد وقع طبع كتاب رابع، عنونه خطا به الشيخ المرتضى على احياء العلوم». 


تلك كانت معطيات الرواية سنة 1912 ومع مر السنين، وقع تحريف اسم الحاج الأزرق الى الحاج الطالب، وقدم وقت ظهوره الى ما قبل عهد المولى الحسن بكامله، بحيث أن شرف التأسيس الأول أصبح يعزى اليه الآن. وفي 1940، نقل جاك برك هذه الاشاعة بشكل عرضي، ولكنه التزم فيها الحذر، بحيث أوردها كما جاءت، ولم يذكرها الا في الصيغة الاحتمالية.


أخيرا، وبعد حوالي عشر سنوات، تناول روجر لو طورنو Roger LE TOURNEAU المسألة من جديد، وعالجها في مجموعها هذه المرة فردد على غرار سابقيه بأن المطبعة الحجرية الأولى اقيمت بفاس على عهد سيدي محمد، ثم أضاف قائلا : «يبدو ان المخزن منح تسهيلات للطبيع الأول، الحاج الطالب الأزرق الذي أقام مطبعته بدرب الحمام... بعد ما استقدم تقنيا تركيا من المشرق مع ما يلزم من معدات. وكان أول كتاب وقع طبعه بفاس هو شرح الغزالي للشيخ المرتضى». 


كما نرى، فان عناصر هذا العرض المكثف مستمدة كلها من الرواية الشفوية في هذه المرحلة أو تلك من مراحل تطورها. غير أن المؤلف، رغبة منه بلا ريب في اعطاء كل عنصر مكانته، عمد الى دمج أقدمها بأحدثها مع أن هذه تعد مبدئيا أقل جدارة بالثقة، أو أنه قام باستبدالها بها. وهكذا فانه لم يأخذ بعين الاعتبار الا عرضا واحدا من العرضين اللذين ميزهما سلمون على التوالي، وهو بالطبع العرض الذي وجد فيه الأزرق والتركي جنبا لجنب، والذي حل فيه بالمقابل – فيما يخص الكتب المطبوعة - الشيخ المرتضى محل «الخرشي وميارة والتاودى»، وهذا دون أن نعرف لأيسبب. وسيتضح فيما بعد أن هذا العرض المعدل على هذا النحو، لم يكن سوى آخر تخريج وأكثره تحريفا لرواية كانت منذ خمسين سنة خلت، تتضمن الحقيقة أكثر من الخطأ. الا أن صياغته كانت تأكيدية الى حد كبير. ماعدا في نقطة واحدة – بحيث اعتبر نتيجة نهائية و تمكن بهذا حتى من تأكيد ترهات الرواية القديمة التي كان يجترها.


إن المؤلفين الذين ذكرناهم لحد الآن ينتمون كلهم كما لاحظنا ذلك بلا ريب، الى الكتاب الناطقين باللغة الفرنسية. ولكن ألا يوجد من بين المغاربة من تعرض للموضوع ؟ لو طرح هذا السؤال كما هو طبيعي لأثار حينا الانتباه الى ان عبد الرحمن بن زيدان سبق له منذ 1931 أن نشر بعض الشذرات التي تعد في نظرنا مقتضبة ولكنها على جانب كبير من الأهمية، سيما وأنه تناولها من جديد بعد بضع سنوات، وعمل على تدقيقها وتكميلها على أن ما يجدر ذكره هي تلك القائمة التي وضعها للكتب الأولى المطبوعة بفاس على عهد سيدي محمد وهي : 1) الشرح الصغير للخرشي : (2) شرح التاودى على ابن عاصم : (3) الشرح الصغير لميارة على المرشد : (4) شرح الأزهري على الأجرومية. ومن العناوين الأربعة التي تضمنتها هذه القائمة، تطالعنا العناوين الثلاثة التي أوردها سلمون، بينما لا نجد فيها بالمقابل أثرا للمرتضى الوارد ذكره في رواية لو طورنو. ومن جهة أخرى فقد قدم ابن زيدان، وهذا ما لم يقم به أحد غيره، نقطتي استدلال مؤرختين : وهما سنة 1284 (1867) كتاريخ سيس المطبعة، و 8 حجة 1287 الموافق لفاتح مارس 1871، كتاريخ للانتهاء من طبع المجلد السادس للخرشي.


والواقع أن ابن زيدان لم يفصح عن المصادر التي استقى منها معلوماته، ومن حقنا أن نعتبرها بدورها من قبيل الرواية الشفوية مع ما يتضمن ذلك من شكوك. ولكن كيف لا نأخذ بالحسبان أننا هذه المرة أمام شهادة رجل نشأ وسط حاشية المولى الحسن نفسها، وبلغ سن الرشد في مغرب ما قبل 1900 عالم متبحر في الثقافة المغربية، وذي حس مرهف في ذات الوقت بقيمة الوثائق المكتوبة، تلك الوثائق التي كانت مؤلفاته بالذات مشحونة بها. فحينما قدم تاريخ 8 حجة 1287 بكامل الدقة، فما علينا الا أن نؤكد بدون مجازفة بأنه استقاه بنفسه من نسخة الخرشي. أما بالنسبة للكتب الثلاثة الأخرى فانه كان أقل تدقيقا في تحديد تواريخها، وهذا راجع بلا ريب الى أنها لم تكن بين يديه ساعة التأليف ولكن يمكن أيضا أن نثق به بدون غلو لو لمح، حتى بالاستناد الى الذاكرة، الى أن الأول منها مؤرخ في 1284هـ.


تلك هي اذن طبيعة المسألة كما كانت مطروحة منذ وقت قريب : انها مسألة ثنائية لو صح التعبير، ومتباينة بحسب اعتمادنا اما على المغاربة أو على باحثين أجانب. فبالنسبة لهؤلاء الذين لم يكونوا يتوفرون على معلومات كافية عن الانتاج الأدبي المغربي، أو يجهلونه جهلا تاما، فان الكلمة الفصل هي التي قالها روجر لو طورنو. وفعلا يقتصر مثلا ج ل مييج (L. Mige. على الاحالة عليه متبنيا بصفة خاصة ذلك التركي المزعوم. أما بالنسبة للمغاربة، فقد اكتفوا ــ على أساس يحتمل الصواب – باشارات ابن زيدان التي كانت واضحة رغم بساطتها."


رابط تحميل الكتاب :


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب