لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تدريس التاريخ من خلال دراسة الوسط المحلي والبيئة المحلية - د. خديجة أطويف pdf

مقالة "تدريس التاريخ من خلال دراسة الوسط المحلي والبيئة المحلية" للدكتورة خديجة أطويف - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن المقالة :


إسم المقالة : تدريس التاريخ من خلال دراسة الوسط المحلي والبيئة المحلية.


تأليف : د. خديجة أطويف.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من المقالة :


"يعد المجتمع المغربي من بين المجتمعات التي تتميز بتعدد مكونات هويتها الاجتماعية والثقافية، إذ يزخر بخصوصيات حضارية ثقافية، وسوسيو اقتصادية متنوعة، إلا أنه لم يحظ بعد بالاهتمام التربوي المطلوب، خاصة على مستوى مقررات التاريخ المدرسية التي لا تزال تعكس تصورا تقليديا ينبني على إبعاد مسألة التعدد وتنوع الخصوصيات الثقافية. إذ أن "الحرص على الخصوصية التاريخية والثقافية أضحى اليوم أمرا ضروريا، خصوصا إذا ما علمنا أن غاية المجتمع هي حماية الإرث الثقافي المتراكم عبر الحقب التاريخية دون استثناء أو إقصاء ، ولأن التاريخ المغربي هو أولا وفي حد ذاته تاريخ يتسم بالخصوصية بما فيه الكفاية ليكون جديرا بأن يماط عنه اللثام ويفهم في مجموع مراحله وفي مختلف جوانبه. لذلك فقد كان من الأنسب أن يراعى في تكوين المتعلم جانب الخصوصية الثقافية، فالخصوصية بحث في الهوية وتفاعل المتعلم مع محيطه الإجتماعي، مع العلم أن التعددية هي تفتح على تاريخ العالم، بقدر يتيح فهم التاريخ الوطني.


لكن يبقى الإشكال المطروح هو ضآلة التوظيف البيداغوجي والديداكتيكي للتاريخ المحلي إن لم نقل غيابه ضمن مضامين ومحتويات كتب التاريخ المدرسية. وإن كانت هناك جهود نوعية لتطوير هذه المقررات من خلال مشروع إرساء المناهج الجهوية، إلا أننا لا نزال نلحظ ضعف و هزالة حضور التاريخ المغربي ضمن البرامح مقابل هيمنة تاريخ الغير (المشرقي والأوربي)، ناهيك عن تغييب استحضار خصوصيات البيئة المحلية للتلميذ التي ظلت ولازالت مسألة شكلية، حاضرة فقط على مستوى البرامج والتوجيهات الرسمية لكنها غائبة على مستوى مقرر التاريخ، مما يجعلنا نتساءل عن سبب هذا القصور.


لقد أصبح اليوم من الواجب تطوير مناهج تدريس التاريخ المغربي من خلال ربطه بالوقائع المحلية و الجهوية وليس بالأحداث المركزية في الصيرورة السياسية والثقافية للبلاد، حيث وجب إعادة الاعتبار للوعي التاريخي في الحركية الاجتماعية للفرد عامة ولدارس التاريخ خاصة ليصبح شغوفا بدراسة تاريخه الشخصي وتحليل تاريخ بيئته الصغيرة ثم المحلية فالجهوية والوطنية بعد ذلك . فعلى الرغم من أن البحث الديداكتيكي يهدف إلى تطوير التدريس والإهتمام بقضاياه وفق المستجدات التربوية، إلا أنه لم يوجه بعد عنايته الخاصة نحو البحث في قضايا التاريخ المحلي وتوفير ميكانيزمات تدريسه وإدماجه ضمن المقررات بحيث يؤكد المهتمون على الانفصام و عمق الهوة بين نوعي البحث التاريخي الأكاديمي والديداكتيكي، وبالتالي فإن ما يتوصل إليه البحث الجامعي اليوم لا يوازي ما يُلقن في أقسام المدارس والمؤسسات. مما يتطلب من الباحثين في مجال الديداكتيك تكثيف الجهود من أجل مقاربة هذا الموضوع ودراسة مختلف جوانبه، وذلك من أجل تسهيل إدماج المتعلمين في منظومة بيداغوجية تتوخى إشراكهم في فهم واستيعاب قضايا التاريخ المحلي كتوجه أصبحت تلح عليه حاجيات ومتطلبات التربية و المجتمع . ففي إطار الجهوية التي سطرتها الدولة سيتعرف التلميذ على بعض المظاهر الحضارية والثقافية لمنطقته. إذ أن التركيز على البيئة المحلية الجهوية أضحى أمرا بالغ الأهمية على مستوى جميع المجالات الثقافية السياسية والذهنية، خاصة وأن المجتمع المغربي يتميز بخصوصية التنوع في هذا المجال مما يحتم ضرورة تجاوز المونوغرافيات الضيقة نحو التاريخ الجهوي ذو الخصوصية المغربية المتميزة بالتنوع الحضاري والثقافي في ظل وحدة متشابهة بعيدة عن المنهج العصبي القبلي الضيق. ومن هذا المنطلق ندعو إلى الاستفادة من البحوث والمونوغرافيات الدراسات والبحوث الجامعية) المنجزة حول تاريخ المغرب برحاب الجامعات المغربية الذي من شأنه أن يغني ويثمن إنجازات التأليف المدرسي.


"إننا في حاجة إلى تنشئة الطفل على إحساس يجعله يعتد ويفخر بماضيه . ويجعل ما يتضمنه من جوانب مشرقة سنداً قوياً في الإحساس بوجوده و ذاته في قلب الحضارة الإنسانية المعاصرة، شديد الثقة في إمكانياته العقلية والوجدانية. فالتنشئة هي الوسيلة الأساس التي تكون شخصية الطفل. إذ عن طريقها يستطيع الطفل أن يتمثل قيم مجتمعه والحفاظ عليها .. ، فالتربية اليوم عملية واعية تتخذها مختلف الأمم والشعوب لبناء كيانها وتحديد هويتها (...) . فلقد عهد لتدريس التاريخ في المجتمعات المعاصرة توجيه المتعلمين نحو بناء هويتهم الاجتماعية بناء على الصيرورة التاريخية لمجتمعاتهم من الناحية الثقافية والسياسية والديمغرافية. لذا يجب الاهتمام بتجديد وتطوير الوسائل التعليمية والبيداغوجية من خلال دعم دراسة الأشياء التاريخية القريبة من الوسط المعيش للطفل المتعلم، أي دعوة هذا الطفل إلى تأمل وضعيات مألوفة قريبة مما يعايشه، تمكنه من تحريك حواسه وعواطفه وكذا فضوله الطبيعي، وبالتالي يجد هذا الطفل متعة في دراسة التاريخ الذي ر ربطه بتاريخ محلي خاص به وليس بتاريخ عام .وطني. وعلى حد تعبير الباحث الإسباني – R fael Valls فإنه يجب الاهتمام في أقسام العلوم الإنسانية بهوية أصل التلاميذ ودمجها واعتبارها كغنى ثقافي، هذا ما سيجعل هؤلاء التلاميذ بدورهم يفتخرون بهويتهم، وكذلك سينمي لديهم الفضول لمعرفة الآخر، وذلك من خلال إدخال المظاهر الثقافية المختلفة مثل: الطقوس الإحتفالية، الأساطير، الشخصيات البطولية، ومن هذا المنظور يمكن تفادي خطر الوقوع في نظرة الانحطاط والسطحية اتجاه الآخر.


إلا أن البرنامج المقرر إلى حد ما في شكله الحالي لا يتجاوب مع متطلبات المجتمع المغربي وهذا ما يشكل مظهرا من مظاهر الاختلال و التناقض الكبير الذي يسم سلوك السياسة التعليمية بالمغرب. بالرغم من أن كتب التاريخ المدرسية اليوم أصبحت تنهج مقاربة الكفايات التي تساعد المتعلمين على بلوغ الوظائف التربوية في ظل وضعيات ديداكتيكية تستجيب لهذه الغايات، إلا أنها لم تتمكن بعد من تحقيق الغايات المنوطة بها، كذلك الشأن بالنسبة للخطط الإصلاحية والمشاريع التربوية التي لم تفلح بعد في بلورة هذا الهدف، ليبقى البحث مستمرا عن السبل الكفيلة لتحقيق تفعيل تصور جديد لدرس تاريخ يراعي استحضار الخصوصيات المحلية للمتعلم بشكل ينسجم مع مكونات برنامج التاريخ الوطني في ظل جدلية الوحدة والتنوع."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب