لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مفهوم الدولة - عبد الله العروي pdf

 كتاب مفهوم الدولة لـ عبد الله العروي - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : مفهوم الدولة.


المؤلف : عبد الله العروي.


دار النشر : المركز الثقافي العربي.


سنة النشر :  2011.


 عدد الصفحات : 240.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"الدولة التقليدية في الوطن العربي 


تعاقبت على الرقعة الجغرافية التي تكوّن اليوم الوطن العربي دول متعددة، تختلف الواحدة عن الأخرى إما بالانتماء المذهبي أو القبلي أو العرقي. فنقول : الدولة العربية الدولة الفاطمية، دولة الخوارج، دولة الملثَّمين... إلخ. تعني الكلمة هنا الجماعة المستقلة بالسلطة المستأثرة بالخيرات، وتعني في نفس الوقت الامتداد الزمني لتلك الاستفادة. لنرتفع إلى مستوى التجريد، فنتكلم عن الدولة إطلاقاً، أي عن الشكل العام لتنظيم السلطة العليا في جميع الدول المذكورة. تنتفي الصفات العرضية المذهبية والقبلية والجنسية، باستثناء صفة واحدة هي الصفة الإسلامية.


ماذا نعني بالدولة الإسلامية؟ على أية مادة نعتمد لنتصور

واقعها التاريخي ولنحلل آليتها وجهازها؟


إذا التفتنا إلى المؤلفات في الموضوع، وهي وافرة، نجد المؤلفين يتحدَّثون عن الإسلام الحَقِّ، عن النظام الذي يجب أن يكون حسب مقصد الشريعة الأسمى، والذي لم يتحقق في نظرهم إلا نادراً. هذا منحى أدلوجي لا ينفعنا في شيء، بل يبعدنا عن غايتنا في هذه الدراسة. كلُّ مَن يصف الأشياء كما يجب أن تكون، يعبر عن هم جزء من مواطنيه، وبالتالي عن تشكيلة اجتماعية وعن وضع سياسي، فيقدم حلا لا يعدو أن يعكس المشكلات القائمة. فلا يهتم بالدولة الحالية لأنها غير شرعية في نظره، وبالتالي غير كائنة. من هنا مثالية مطلقة.


إن الأدلوجة مهمة ونافعة للباحث الاجتماعي، لكن كانعكاس للواقع المعاش، لا كحقيقة في ذاتها لكي نستفيد منها، علينا أن نعرف الواقع، أو على الأقلّ أنْ نتَّجه نحوه. قبل أن نحلل مفهوم الدولة الإسلامية، علينا إذن أن نتعرّف على الكيان السياسي الذي عاش فيه فعلاً المسلمون، حتى ولو كان إسلامياً بالاسم فقط. غير أن إدراك الواقع الإسلامي في الماضي البعيد صعب جداً، إن لم نقل مستحيلاً في بعض الأحيان. لكن هذا لا يُعفينا من محاولة الوصول إليه بكل الوسائل الممكنة.


عندما نكون فكرة ولو بسيطة عن الواقع التاريخي، يمكن لنا أن نعود إلى تصورات الدولة الشرعية الحقة، ويمكن حينذاك أن نستخرج منها بشيء من التأويل معلومات تزيد معرف فتنا للواقع دقة وعمقاً. ثم هناك ظاهرة أهم مما سبق وهي أن تلك المؤلفات الشرعية، التي تحدّثنا عن الدولة كما يجب أن تكون، لا عن الدولة كما هي في الواقع، قد أثرت مدة قرون في نفسانية الفرد بوسائل شتى : بالتربية العائلية في البيت بالتعليم المنظم في المساجد، بالتهذيب الذهني والخُلقي في الزوايا.. تلك التربية المتوارثة، جيلاً بعد جيل، تنشر فكرة خاصة عن علاقة الحاكم بالمحكوم، أي عن السياسة والدولة، وهي تتوغل وتنتشر باستمرار رغم، بل عبر، التقلبات السياسية المتوالية تتعاقب الدول، ولذلك السبب بالذات، تتوحد النظرة إلى الدولة فينتج عنها سلوك فردي عام يؤثر في السياسة ذاتها ويعود أحد الأسباب الرئيسية للشكل الذي تظهر به الدولة، للجهاز الذي تتجسد فيه.


هكذا نصل إلى الهدف الذي نسعى إليه. إنّ وصف واقع الدولة الإسلامية، حتى لو كان سهلاً، لا يفي وحده بالغرض، إذ لا بد من إدراك المادة الخام التي بها وعليها تجري السياسة، أي نفسانية الفرد، فكرته عن الحكم والدولة كل هذا ناشئ عن تربية لا تقوم بها الدولة وحدها، بل لا تقوم حتى بقسمها الأكبر. المسؤولون عنها هم الأب في البيت والإمام في المسجد والشيخ في الزاوية، وهؤلاء متأثرون بالمؤلفات الشرعية بتخيلات الدولة النموذجية، بما نسميه الطوبويات الإسلامية. عندما نقابل وصف الواقع التاريخي بتطلعات الطوبى، عندئذ ندرك تجربة الفرد العربي في مجال السياسة عبر تاريخه الطويل.


لا يمكن أن نتطرّق إلى مسألة الدولة الإسلامية في نطاق التاريخ الوقائعي وحده أو في نطاق الطوبَى وحدها. الطوبى انعكاس للواقع المعاش كما يُستشَفٌ لنا من خلال التاريخ المدوّن. لذلك، الواقع يفسر الطوبى، والطوبَى تضيء الواقع. ومن مقارنة الاثنين نستخلص التجربة التي تتجسَّد في سلوك فردي ينم عن تربية ما.


قلنا إن وصف الدولة الإسلامية صعب إن لم يكن مستحيلاً. والصعوبة لا تأتي من قلة المعلومات والمصادر بقدر ما تأتي من عملية تكون الدولة ذاتها. نشأت بكيفية طبيعية في المجتمع القبلي العربي. عرف العرب ملوكاً عدة قرون قبل مبعث النبي محمد. إنّ المؤرخين يهتمون كثيراً بالنظام المشيخي الذي كان قائماً في مكة، لأن النبي بعث في قريش، ولأن قريشاً كانت تحتل مكانة خاصة في الجزيرة. بَيْد أنّ هذه الوضعية لا يجب أن تنسينا أن العرب، على العموم، عرفوا النظام الملكي في مناطق أخرى، وفي اليمن بخاصة. بعبارة أخرى، مرّ العرب بنفس التطور الذي عرفته مجتمعات أخرى في نظام العائلة والملكية والسلطة السياسية، والذي وصفه أنجلس وبنى عليه نظريته.


كان العرب إذن يعرفون دولة طبيعية دنيوية دهرية، هدفها في ذاتها، بمعنى أنها كانت تتوخى الشهرة والمال والقهر. ولنا في حوادث بداية الدعوة المحمدية أدلّة على تصور زعماء قريش لأهداف المجتمع إذ قالوا لمحمد أتريد ملكاً؟ ظهر الإسلام في هذه الوضعية حاملاً أهدافاً مخالفة لتلك التجربة. مهما يقال عن العادات الجاهلية التي حافظ عليها الشرع الإسلامي، فإنّ الشيء المهم هو التناقض التام بين الأهداف والأهداف تؤثر بالضرورة في نظرة الأفراد إلى السياسة والدولة وبالتالي في سلوكهم إزاء السلطة. قد تشابه ظاهرياً دولة المدينة (يثرب) القيادة القبلية، لكن الهدف من الحكم يميز في كل حال بين النظامين لا نستطيع أن نقول حتى إنّ دولة المدينة زعامة قبلية مدعمة بدعوة دينية لأن الدعوة مناقضة للزعامة المذكورة.."


رابط تحميل الكتاب 


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب