لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

آليات إنتاج الولاية والصلاح: بحث في الرمز والمعنى pdf تأليف د. عبد الرحيم العطري

 تحميل وتصفح مقالة "آليات إنتاج الولاية والصلاح: بحث في الرمز والمعنى" تأليف د. عبد الرحيم العطري - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن المقال :


العنوان : آليات إنتاج الولاية والصلاح: بحث في الرمز والمعنى.


تأليف : د. عبد الرحيم العطري.


المصدر : أعمال ندوة : التصوف وخطابات المثقف.


الناشر : اتحاد كتاب المغرب ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية.


سنة النشر : 2014.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من المقال :


"إن الانشغال بالمقدس الأوليائي له ما يبرره واقعيا فبالرغم من كل التحولات التي عرفها المجتمع المغربي، فإن الاعتقاد في بركة الأولياء، مترسخ بقوة في المخيال، وناتئ جدا في المجال، ومؤثر أيضا في بناء وتسويغ كثير من الاستراتيجيات الفردية والجماعية، وعليه فإن ما يلوح في مظان هذا الكتاب، يأتي ممهورا بتوقيع الملاحظ المراقب، لما يعتمل في ديناميات هذا الحقل، دونما إعلان ممكن للتعاطف أو الرفض للممارسات والخطابات التي تلوح أحيانا "ميتا واقعية".


ليست مهمتنا البحث عن عقلنة ممكنة لهذه الممارسات، ولا التأكد من وجاهتها أو محدوديتها، وأساسا في جوانب الكرامة وما يتصل بها من انخراق عادة وإبراء وتيسير ومباركة. ذلك أن الانهمام بحقل الإنتاج والتدبير الرمزي لحياة المجتمع يندرج في إطار فهم يعتبر أن رهانات الصراع والتدافع الاجتماعي ليست دائما، وبالضرورة، اقتصادية، فهناك جانب مهم من الحياة الرمزية يكون محور صراع وتنافس شديدين، فعلاقات القوة لا تشتغل بعيدا عن علاقات المعنى. وإن السؤال عن الكيفيات التي يعاش بها المقدس ويُستثمر ويُستنزل يعد ضروريا لإدراك وتمثل مفهومه، فالتجربة التي تختبر فيها العلاقة بين المقدس والدنيوي، تصير مدخلا لفهم الأبعاد الاجتماعية لتدبير علاقات القوة والمعنى.


يندرج البحث في الأوليائية ضمن مطمح فكري منفتح، يمتح من نمط تفكير علائقي mode de penser relationnel هدفه الرئيس إنجاز قراءة ممكنة للزمن الضرائحي، كتاريخ وجغرافيا وثقافة متجذرة، ليس بهدف إعادة إنتاج إجابات جاهزة ونمطية، وإنما من أجل توسيع دوائر النقاش حول المقدس، والحفر العميق في امتداداته وممارساته، بعيدا عن أي نظرة تحقيرية أو احتفائية للتدين الشعبي.


فالجذبة مثلا، كممارسة شعبية تتم في إطار الأضرحة والمواسم، كانت في الغالب مثار انتقادات تحقيرية، بل ومحط نقاش إفتائي ضمن قارة الإسلام السلفي أساسا، بل اعتبرت أيضا في بعض الكتابات المحلية والأجنبية ممارسات همجية متخلفة"، فيما الأمر بالنسبة للباحث السوسيولوجي/ الأنثروبولوجي، يبدو مختلفا عن هذه الأحكام"، فالجذبة اشتغال طقوسي ورمزي على الجسد والروح، يراد منه التحرير والتطهير، تبعا للمعتقد المتحكم في إنتاج الممارسة. كما أنها إنطاق للجسد وتبيان ممكن للغته، ما يوجب البحث في مدلولات اللغة وفك شفراتها المعلنة والمضمرة.


ففي كل الممارسات الضرائحية يلوح الرمز وتتكثف الدلالة وتنكشف وتتحجب المعاني وكأننا في جغرافيا لا نهائية من الأيقونات والاستعارات، التي تتطلب نفسا عميقا للقراءة والموضعة، يجعلنا نتذكر ما قاله موريس غودلييه يوما، وهو أن على الأنثروبولوجي أن يبلل قميصه عرقا « anthropologue doit mouiller sa chemise من فرط التعب بحثا عن المعنى.


غالبا ما يقترن الحديث عن الضرائحية بالشعوذة وتدوير كثير من الصور النمطية الشيء الذي يلغي إمكانية التفكير في أبعاد هذه الممارسات ومدلولالتها الأنثروبولوجية، من هنا يتقدم الكتاب، بتواضع كبير، مقترحا الفهم أولا، للاقتراب من الوقائع بعيدا عن الصور النمطية التي تحيط بها. وعليه فالانكتاب ليس بحثا في تقويض" إيديولوجيا الإسلام الشعبي، ولا يقدم متنه على سبيل الاشتباك المعرفي مع دفوعات أي نمط من أنماط التدين المتنافسة في تدواليات الحقل الديني، فالغاية تتجاوز الاشتباك مع الإسلامات الأخرى المشككة في بركة الأولياء، والمكفرة أحيانا لمن يخطب ودها ويرجو "خدمتها" ويهفو إلى "بركتها". كما أن العمل، وهذا هو الأهم، لا يحاول تبرير هذا المسلك الاعتقادي، إنه بحث في الديناميات النفسية والاجتماعية والرموز والطقوس الأنثروبولوجية التي تتواصل في نسق الولاية والصلاح.


و منه يصير كل اشتغال على المقدس، حائزا لفائق الأهمية في مجتمعات تتكثف فيها الرموز والطقوس، وتتواشج فيها علاقات المعنى بعلاقات القوة إلى الدرجة التي يغدو فيها صعبا إدراك الخيط الرفيع القائم بين الثنائيات والأضداد، فالرموز داخل مجتمعات الندرة وانبناءات المقدس، حاسمة ومؤثرة في صناعة الوضعيات الاجتماعية فالرموز تتوفر فيها حد التخمة ، فكل فعل، مهما بدا بسيطا أو مركبا، في هذه المجتمعات إلا ويكثف رمزية ما تصنع معنى ما يُقرأ وتُفك شفراته، ويقود بالتالي إلى إنتاج وقائع وتمثلات ما.


فهل يمكن اعتبار ظاهرة الصلاح كرد فعل ديني يسائل ما هو سياسي ؟ وهل يمكن التعاطي معها كتموقفات من السائد محليا على مستوى التدبير السلطوي؟ فهل الصلاح جواب على اللاصلاح أو بالأحرى اللا إنصلاح “؟


إن الولي الصالح يقدم نفسه مشروعه كبديل ثقافي / سياسي، لما ينتكب في الواقع، إنه يقترح نموذجا آخر، يكون في الغالب مضادا لما يقترحه السياسي، فهو منتم بالضرورة إلى سجل العلماء الذي يواجه ضديا سجل السلطة، كما أنه يحيل على السماوي والأخروي في مقابل الدنيوي.."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب