لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المغرب زمن الحماية - pdf

 كتاب المغرب زمن الحماية - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المغرب زمن الحماية.


المصدر : مجلة المناهل.


عدد : 89 - 90.


الناشر : وزارة الثقافة المغربية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"مجال للتاريخ : تاريخ المجال


فتح عبد الأحد السبتي، من خلال ظاهرة الزطاطة، مسلكا للبحث في تاريخ المجال. وفي واقع الأمر، انتقل بنا الباحث، عبر فصول الكتاب، ونصوصه من تاريخ المجال إلى مجال التاريخ ومن مجال التاريخ إلى تاريخ المجال. وبتعبير آخر، إذا كان صاحب الكتاب قد اتخذ من أمن الطرق قضية أساسية لتناول تاريخ المجال تاريخ التراب الجغرافي بالمغرب في بعده الاقتصادي والاجتماعي والثقافي قبل دخول البنيات الاستعمارية الحديثة فإنه جعل من أمن الطرق، على نحو جدلي ،بين، موضوعا خصبا للتاريخ، ونافذة واسعة لفهم هذا التاريخ.


ولا يفوتنا، ونحن نتحدث عن إشكالية الكتاب هذه، أن نشير إلى فكرة صاحب "مجلة التركيب التاريخي ، هنري بير Henri Ber) وهو يقدم كتاب مؤسس الحوليات المؤرخ لوسيان فيفر Lucien ere) الأرض والتطور البشري، مقدمة جغرافية للتاريخ الصادر لأول مرة عام 1922، عندما قال أن موضوعا معقدا من هذا الطراز ، يبحث في تاريخ المجال، يستلزم من الباحث أن يكون جغرافيا مؤرخا أو بالأحرى مؤرخا جغرافيا، بل وحتى عالم اجتماع، لأنه من دون شك، عندما يجعل المؤرخ من حقله المعرفي تصورا عريضا وعميقا، عندما يسعى إلى الجمع بين خيوط الفعل البشري، الخارجية والداخلية، مع الحفاظ على خصوصية دراسته، فإنه يرغب في توسیع عملية الفهم للوصول إلى فعالية كاملة. وتناول مثل هذا ، على ندرته من شأنه أن يجعل من العلاقات بين الإنسان والمجال إشكالية هامة جدا".


إن المجال مفهوم جغرافي بالدرجة الأولى. لكن العلوم الاجتماعية والسياسية تناولته تناولا أساسيا لفهم بنيات المجتمع وأطره الثقافية والقانونية. وفي حقل التاريخ يظهر المجال كعنصر محدد في عملية بناء الدولة من حيث التشكل الترابي وتغير عناصر هذا التشكل عبر الزمن. وتبقى قضية المسالك ومحاور مرور البشر من تجار وحجاج وجند، ومشاكل حركة المرور هذه، من أهم العناصر المساهمة في بناء المجال، ومن ثم في بناء شكل السلطة فالطرق كما يقول "لوسيان فيفر" تُنشأ الدول أو تحافظ عليها "7. كما يمنح التاريخ في مستواه التدويني، أفقا آخر لإدراك المجال من خلال مفهوم الهوية وارتباطاتها بالتكييفات السياسية والثقافية على النحو الذي تظهره الأدبيات الإسطوغرافية.


وبناء على هذه الأفكار ، يبرز المجال المغربي في علاقته بالفعل البشري، اجتماعيا وسياسيا وثقافيا، في المظاهر الآتية :


- وجود علاقة وطيدة بين نشأة الدولة المركزية من جهة، ومراقبة شبكات المسالك من جهة ثانية وهي علاقة تماثل بين طرق التجار وطرق الجند. ويتضح هذا الأمر منذ العصر الوسيط، وبالذات منذ الدولة المرابطية التي اتبعت في حركتها المحور التجاري المعروف ب "طريق اللمتوني" المنطلق من الجنوب، مرورا بالدول التي تعاقبت على حكم المغرب فيما بعد، والتي تمحورت شبكات مسالكها في فاس التي التقت فيها الطرق الآتية من تلمسان وسجلماسة ومراكش، وفي مراكش التي التقت فيها الطرق الآتية من فاس وسجلماسة ورباط الفتح، وانتهاء بالقرن التاسع عشر الذي استمر فيه موقع فاس ومراكش كقطبين رئيسيين، لكن مع "تغييرات واضحة في تفاصيل الشبكة الطرقية" منها تزايد أهمية المسالك المحاذية للساحل الأطلسي.


- وجود تحولات مجالية، رصدها عبد الأحد السبتي في الزمن، مركزا على المرحلة المرينية ودورها في التشكل الترابي للمغرب، وذلك بإبراز مجموعة من العناصر التاريخية : الدينية (هوية دينية مختلفة عن إيديولوجية الخلافة المشرقية)، والسياسية (تكون كيان سياسي قريب من نموذج الدولة المركزية بالعلاقة مع الانشطار الثلاثي للمغرب الكبير)، والإسطوغرافية إعادة تركيب الماضي بالاستناد إلى اللحظة الإدريسية كمرحلة تأسيس للدولة المغربية).


- وجود ثنائية جغرافية ذات جذور تاريخية تعود إلى العصر الوسيط، وتتمثل في منطقة الغرب الشمال، ومنطقة الحوز / الجنوب. الأولى تمتد من "أم الربيع إلى وجدة مرورا بالسهول الأطلسية وسهل سايس، والثانية تمتد من "أم الربيع إلى أقصى سوس". وهذه الثنائية تبقى مُحددة على مستويات مختلفة، سياسية من حيث الصراع حول السلطة بين العصبيات أو بين الأمراء، وثقافية من حيث طقوس زيارة تهنئة السلطان التي كان يقوم بها العمال في المناسبات الكبرى كما تظهر هذه الثنائية المجالية من حيث الممارسة السياسية على مستوى التقاطب بين مدينتي فاس ومراكش كرستها "مؤسسة الأمير الخليفة " في القرن التاسع عشر، إذ جرت العادة بين السلطان والأمير إذا كان الأول بمراكش نهض الثاني لتحمل المسؤولية بمكناس وفاس والعكس.

وجود مفارقة جغرافية تتمثل في ظاهرة الطرف القريب من المركز، والبعيد مجاليا عن موقع الهامش". وهي ظاهرة تهم مجموعة من القبائل، كما تهم عواصم البلاد المتعددة، أي عواصم الغرب : فاس ومكناس والرباط، وعاصمة الحوز : مراكش. ويتعلق الأمر، مثلا، بقبيلة غياثة القريبة من فاس وقبيلة بني مطير القريبة من فاس ومكناس وقبائل زمور وزعير والسهول القريبة من الرباط وسلا، وقبيلة الرحامنة القريبة من مراكش .


وتكمن أهمية الجهد المنهجي لعبد الأحد السبتي في تقديم شبكة من النصوص الرحلية والإخبارية والمناقبية والفقهية، كحلقة أساسية في البحث، بحيث استأثرت بأربعة فصول من أصل خمسة. وتظهر هذه النصوص التي تتقاطع فيما بينها كـ "أصوات تنتمي إلى بيئات وسياقات معينة، وتحركها رهانات وقيم وتصورات"، أطرت المجتمع ووجهت سلوكياته وممارساته، كـ "وسائط تنقل إلينا أصداء الأحداث والأفعال". وقد عمل عبد السبتي، الذي سبق له أن تناول موضوعات أخرى، مثل المدينة، والشاي، من زاوية الكتابة عبر شبكة من النصوص، على إعادة استشكال هذه الأخيرة من حيث الترتيب والقراءة والتأويل وهذا الاختيار المنهجي، لا يخلو من تعقيد بالنسبة للقارئ بالقياس إلى تعدد النصوص واختلاف مرجعياتها وتنوع زمنياتها . لكن القارئ المتأني يستكشف أن ما يقترحه صاحب الكتاب هو " إعادة تركيب الصورة باعتبارها جزءاً من الواقعة الاجتماعية"، لأن" الصورة والمخيال يساهمان في تشكيل الظاهرة الاجتماعية . "وهذا ما حاول تبیانه من خلال موضوع فعالية" الرموز (ص312).


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب