لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التشوف الى رجال التصوف و أخبار أبي العباس السبتي - ابن الزيات pdf

 كتاب التشوف الى رجال التصوف و أخبار أبي العباس السبتي - ابن الزيات - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF






معلومات عن الكتاب :


 مؤلف : ابن الزيات ابن الزيات (أبو يعقوب يوسف بن يحيى التادلي).


المحقق : أحمد التوفيق.


الناشر : منشورات كلية الاداب والعلوم الانسانية بالرباط.


الطبعة : الثانية سنة 1997 - مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء المغرب.


حجم الكتاب : 9.60 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"ومنهم أبو شعيب أيوب

ابن سعيد الصنهاجي


من أهل بلد أزمور ومن أشياخ أبي يعزى ويقال إنه من الأبدال. قدم مراكش [ بعد ] عام. أحد وأربعين وخمسمائة ومات بأزمور يوم الثلاثاء العاشر من ربيع الثاني عام أحد وستين وخمسمائة.


وكان في ابتداء أمره معلما للقرآن بقرية يليسكاون من بلد دكالة. فكان يتوكأ على عصاه واقفا لا يقعد، إلى وقت انصراف الصبيان من المكتب ثم تصدق بجميع ما اكتسب في وقت التعليم خوفا أن لا يكون وفى بما عليه من الحقوق.


 ورأى يوما بقرة له أهوت بفيها في فدان جاره. فجرى إليها وأدخل يده في فيها. فأخرج منه النبات وأمر أن ترد لداره ويجمع لها الحشيش ولا تترك تخرج إلى المرعى ثلاثة أيام وان يتصدق بلبنها في تلك الأيام. وزاره عبد الخالق بن ياسين من سبت بني دغوغ من بلد ايلان وهو بأزمور وحمل معه إليه حمل زبيب. فقال له أبو شعيب : من أين لك هذا الزبيب ؟ فقال له : هو من جنتي. فقال له : بماذا [ سقيته ] ؟ [ فقال : من ماء ساقية مشتركة آخذ نوبتي منها في السقي ] فقال له : رد زبيبك إلى دارك فاني لا آكل زبيبا يسقى بالماء المشترك. فرجع عبد الخالق إلى داره وأنفق في ساقية، انفرد بها، مائة دينار فكان يستي منها جنته.


 وحدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم عن أبي موسى عيسى بن عبد العزيز قال : أراد والي أزمور قتل جماعة من أهل بلده. فجاءه أبو شعيب شفيعا فيهم وكان أسمر اللون. فلما رآه الوالي انتهره. فلما ولى عنه أبو شعيب أصابه وجع شديد. فقيل له : إن الرجل الذي رددته هو أبو شعيب وهو من الأولياء ويخشى عليك من رده. فأمر أن يؤتى به فلما أتى به شفعه في أولائك الذين أمر بقتلهم فارتفع الوجع. وكان الوالي المذكور، إذا عزم على قتل قوم ورآه مقبلا اليه يصرفهم قبل وصول أبي شعيب اليه. وقد أمر الوالي يوما بإحضار جماعة للقتل. ففزع الناس إلى أبي شعيب. فأخذ في البكاء فقال لهم : والله ما ابتليتم بهذا إلا من أجلي ولو مت لاسترحتم مما نزل بكم.


وحدثني أحمد بن عبد الله قال : حدثني ابن صاحب الصلاة ط أن أهله أسروا بأيدي الروم من جزيرة الأندلس. قال : فقدمت مراكش لأنظر في فكهم من الأسر. ثم نهضت إلى بلد أزمور. فدخلت مسجد أبي شعيب. فوجدته جالسا ورأسه تحته فصليت بإزائه فسمعت كصوت وقع المطر على الحصير الذي هو جالس عليه ثم رفع رأسه فإذا ذلك الصوت كان صوت دموعه كانت تقطر على الحصير من شدة بكائه. فذكرت له أسر أهلي فدعا لهم بالسراح. فوالله ما كمل العام حتى جمع الله بيني وبين جميع من أسر من أهلي بمراكش وأجاب الله دعوته فيهم.


وحدثني إسماعيل بن عبد العزيز بن ياسين عن محرز بن عبد الخالق بن ياسين قال : رأيت أبا شعيب بمسجد أغمات، يأتيه المؤذن إذا أقيمت الصلاة يصيح في أذنه : قد حضرت الصلاة ! وكان ذلك المؤذن خاصا به. لئلا يصلي الناس عنه وهو عنه وهو لا يشعر يشعر بهم لغيبته في صلاته عن الإحساس بالناس. وكان إذا وقف في صلاته يطيل القيام، فلذلك سمي أيوب السارية.


وأخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن أبي حفص قال : قلت لأبي عبد الله محمد بن أبي شعيب : أخبرني بما رأيت لأبيك من الكزامات. فقال لي : صلى صلاة عيد الأضحى بأغمات وجاءنا بأزمور إثر انصراف الناس من صلاة العيد وكنا على أن نذبح كبشا لأضحيته فقال لنا اذبحوا هذا الكبش الآخر.


 وحدثني هارون بن عبد الحليم قال : حدثني خالي يحيى بن أبي ينور قال : جاءني أبو شعيب في يوم عيد بقرية [ يليسكاون ] ليسلم على أبي وكان من أشياخه. [ فاستأذنا ] (دود) له فأذن له الشيخ في الدخول. فلما سلم عليه قلت له : ألا تنزل عندنا لتصيب من أضحيتنا ؟ فاعتذر وفهمت منه أنه يبادر لذبح أضحيته بأزمور. فتقدم ومشيت في أثره ثلاث خطوات فلم أدركه وغاب عني. 

 ‏

 ‏وحدثني إسماعيل بن عبد العزيز بن ياسين عن عمه عبد الخالق بن ياسين أنه قال : ذهبت إلى زيارة أبي شعيب فوجدته بقرية [ واوزجارت ] فدخلت اليه وتحدثت معه. فسمعت زئير الأسد وهو قريب منا. فقلت له : إن هذا الأسد يزأر على دوابنا وما جاء إلا اليها. فقال : اللهم، يا من رد عنا هذا البحر، رد عنا هذا الأسد ! فانقطع صوت الأسد من ساعته ومر عنا.

 ‏

 ‏وحدثني عمر بن يحيى قال : حدثني إبراهيم بن يعقوب قال : جلسنا يوما مع أبي شعيب إلى أن قال لنا : إن الله تعالى يعطي الدنيا كما يعطي الآخرة ؛ فمن كانت له حاجة من حوائج دنياه فليذكرها لنسأل الله تعالى في قضاء حاجته. فقام رجل من الحاضرين معنا. فقال له : ادع الله أن يوسع علي الدنيا، فإني كثير العيال. فدعا له فلم نفترق من ذلك المجلس حتَّى وقف علينا سائل. فقال : أنا رجل فقير، [ ناقه ] من مرض ولي عيال فانظروا في أمري. فقال أبو شعيب : أين الرجل الذي سأل أن يوسع الله عليه ؟ فقام إليه. فقال له أبو شعيب : قم مع هذا وادفع اليه الخمسة دنانير التي عندك. فقام. معه إلى الوادي فدفع له ثلاثة دنانير [ فقط ]. وانصرف السائل فرحا ورجع الرجل إلى مجلسه وقعد معنا. ثم وقف علينا رجل تاجر من الأندلس فقال : يا أبا شعيب أنا من تجار مالقة ؛ وصلت [ بتجارة ] إلى هذا البلد ؛ فمرضت ولا أطيق السفر في البحر ولا المسير في البر وعندي خمسمائة دينار ؛ فدلني على رجل ثقة أقارضه بها قدر ما استقل من مرضي. فقال أبو شعيب : أين ذلك الرجل الذي سأل أن يوسع الله عليه ؟ فقام إليه، فقال له : ادفع ذلك المال إلى هذا الرجل. فلما قبضه قال له أبو شعيب : اذهب الآن إلى المرسى واشتر السلعة التي تجدها هنالك وسافر بها. فذهب إلى المرسى، فوجد قمحا فاشتراه وحمله في المركب. وتوجه به إلى مالقة. فباعه واشترى بثمنه تينا وغيره من السلع. فلما توسط البحر هال البحر واضطرب. فخفف أهل المركب مما عندهم ورموا في البحر جل ما عندهم خوف الغرق ؛ ثم انقلب الهواء وطاب البحر إلى أن حطوا بمرسى أزمور. فباع جميع ما كان عنده بألف ومائة دينار وجاء بالمال إلى أبي شعيب. فبعث إلى صاحبه. ثم سأل أبو شعيب ذلك الرجل عن تجارته وما جرى له في سفره. فأخبره بكل شيء وأن جملة الربح ستمائة دينار. فتغير وجه أبي شعيب وقال له : لعلك لم تدفع للسائل الخمسة دنانير كلها التي أمرتك بدفعها له. فقال له : نعم، إنما دفعت له ثلاثة فقط وقلت : أمسك الدينارين لعيالي لأني لم يكن عندي غيرهما. فقال له أبو شعيب : ما أضعفك بيقين ! لو دفعت له الخمسة دنانير كلها لحصل لك في ربحك خاصة خمسمائة دينار، ولكنك نقصت فنقص لك. فدفع إلى التاجر رأس ماله خمسمائة دينار وأخذ الربح الذي هو ستمائة دينار فقسمه بينهما بالسوية وأعطى كل واحد منهما ثلاثمائة دينار.


وحدثني عبد الرحمن بن علي الصنهاجي قال : حدثني علي بن أبي عبد الخالق عبد العظيم بن أبي عبد الله بن أمغار عن أبيه قال : دخل أبو شعيب على أبي وأنا حاضر وكانت عادته إذا دخل بمكان لا يقعد حتى يصلي ركعتين وكانت عندنا حصر كثيرة فلم يسألنا عن الحصير الطاهر منها ومد يده إلى حصير فبسطه وصلى عليه. فقال أبي : انظر إلى فراسة أبي شعيب كيف اهتدى إلى الحصير الطاهر منها ولم يحتج إلى السؤال.


وحدثني عبد الرحمن بن يوسف بن أبي حفص عن أبيه أن أبا حفص ذهب أبي شعيب في حاجة لأبي عبد الله بن أمغار فوصلا إلى عدوة وادي أزمور ثم رجعا. فقال أبو حفص لأبي شعيب : أرانا لم نعبر الوادي في ذهابنا ولا في إيابنا. فقال له أبو شعيب : ما دعاك إلى السؤال عن هذا ؟ إذا انتهى أحد إلى حاجته فلا فائدة في السؤال."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب