لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الذاكرة، التاريخ، النسيان pdf للمؤلف بول ريكور

كتاب الذاكرة، التاريخ، النسيان للمؤلف بول ريكور - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : الذاكرة، التاريخ، النسيان.

 

المؤلف : بول ريكور.


حجم الملف : 16.35 ميجا بايت. 


عدد الصفحات : 769.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 






مقتطف من الكتاب :


"التأويل في التاريخ


إن التحديد الداخلي الأخير الذي يخضع له تفكير التاريخ بمشروعه الخاص حول الحقيقة والصدق يتعلق بفكرة التأويل التي سنعيّن مفهومها بدقة في ما بعد. قد نستغرب الحديث المتأخر عن موضع التأويل في خطابنا الخاص هذا: ألم يكن في المستطاع أن يُظهر المواقع والأمكنة التي ظهر فيها التمثيل، أي في إطار إبستيمولوجيا عملية كتابة التاريخ؟ لقد قمنا هنا بخيار دلالي آخر، يبدو لنا أنه يبين بطريقة أفضل اتساع مفهوم التأويل بالفعل، فبدل أن يشكل شأنه شأن التمثيل مرحلة ـ حتى وإن لم تكن زمانية - لعملية كتابة التاريخ، ينتمي التأويل بالأحرى إلى تأمل ثان بكل مجرى هذه العملية، فهو يجمع كل المراحل مشدداً بذلك على استحالة التفكير الشمولي للمعرفة التاريخية عن ذاتها وصحة مشروع الحقيقة في التاريخ ضمن حدود فضاء صحته.


لم يجر الاعتراف إلى الآن بكل اتساع مفهوم التأويل في صيغة اعتبرها کشکل ضعيف من التفكير العائد إلى ذاته والموضوع عادةً تحت عنوان «الذاتية مقابل الموضوعية في التاريخ. لا يعني هذا أن هذه المقاربة تفتقد التبرير؛ إلا. أنها تظل عرضةً لتهمة النفسانوية أو السوسيولوجانية، وذلك للعجز عن وضع عمل التأويل في قلب كل مرحلة من مراحل كتابة التاريخ بالفعل، فإن ما تدل عليه التسمية القانونية الذاتية مقابل الموضوعية هو من جهة أولى التزام المؤرخ الشخصي بسيرورة المعرفة؛ ومن جهة ثانية التزامه الاجتماعي أو بتعبير أدق التزامه المؤسساتي. ويشكّل هذا الالتزام المزدوج للمؤرخ مجرد نتيجة طبيعية للبعد البينذاتي للمعرفة التاريخية بما هي منطقة من معرفة الغير، وبتعبير أدق فإن أناس الماضي يجمعون الغيرية المزدوجة غيرية الغريب وغيرية الكائن الماضي، ويضيف ديلتاي إليها الغيرية الإضافية الآتية من توسط التسجيل الذي يحدد التأويل من بين صيغ الفهم : غيرية الغريب وغيرية الأشياء الماضية وغيرية التسجيل تتضافر كي تثبت المعرفة التاريخية ضمن ميدان علوم الروح إن حجة ديلتاي وهي إلى حد معين حجة ماكس فيبر وكارل ياسبرس قد وجدت لها صدى عند مؤرخين محترفين مثل ريمون آرون وهنري - إرينيه مارو.


إن أطروحة ريمون آرون الرئيسة لنيل الدكتوراه كانت بعنوان مدخل إلى فلسفة التاريخ وقد حملت كعنوان فرعي: مقالة حول حدود الموضوعية التاريخية. ولقد استقبلت أحياناً كثيرة بارتياب بسبب بعض صيغها الاستفزازية. وهكذا فإن القسم الأول المكرَّس لمفاهيم الفهم والدلالة ينتهي بـ «تحلل الموضوع» («مدخل.... ص 120. يغطي هذا التعبير قولاً معتدلاً: «ليست هناك من حقيقة واقعية تاريخية معدة سلفاً قبل العلم ليس علينا سوى إعادة إنتاجها بأمانة. إن الحقيقة الواقعية التاريخية ولأنها إنسانية كانت مبهمة ولا تنضب. إن كان المؤلف قد أشار إلى التزام المؤرخ الشخصي والاجتماعي والمؤسساتي في عملية الفهم فإن الجهد الضروري للانفصال للذهاب نحو الموضوعية» (المصدر نفسه قد أخذ كذلك بعين الاعتبار هذا الديالكتيك للانفصال والتملك يميل أقل إلى تكريس عدم يقينية التأويل وأكثر إلى تكريس حرية العقل (التي يشترك فيها المؤرخ كما المبدع) وهو يبين الغاية الأصيلة للعلم التاريخي. وهذا الأخير، مثله مثل كل تفكر، وهو عملي بقدر ما هو نظري». (المصدر السابق، ص121). يعود ريمون آرون في ختام القسم الثاني إلى حدود الفهم (المصدر السابق، ص153)


فيجهد كي يتخطى مفهوم كلمة فهم كما يعتقد أنه يعثر عليه عند ياسبرس وفيبر. وهو يفتش عن توازن عن معنيين آخرين متناقضين ومتكاملين، للتعبير عينه. فمن ناحية، يتضمن الفهم موضعة للوقائع النفسانية، والحال هذه «أي تضحيات تحملها هذه الموضعة؟» (المصدر نفسه. ومن ناحية ثانية، فإن الفهم يلزم دوماً المؤول. وهذا الأخير لا يمكن إطلاقاً أن يُقارن بالفيزيائي، فهو يظل إنساناً إلى جانب كونه عالماً. لا أن وهو يريد يصبح عالماً محضاً، لأن الفهم، يستهدف في ما وراء المعرفة تملك الماضي. (المصدر السابق، ص154). هنا يوضع التشدد على الموضعة غير المكتملة، المرتبطة بالشروط العيانية للتواصل الوجداني». (المصدر نفسه. ويجرُّ القسم الأخير المعنون التاريخ والحقيقة التفكر إلى الحدود القصوى للنسبية التاريخية باتجاه أنطولوجيا تخص الوجود التاريخي، وتقودنا إلى ما وراء الإطار المرسوم في اتجاه تصور فلسفي للوجود المتحقق. إن الحدود القصوى للموضوعية هي في الواقع حدود خطاب علمي بالنسبة إلى قول فلسفي : الإنسان،تاريخي، إن الجزء الأخير من الكتاب لا يتوقف عن تكرار هذا التأكيد. لا يمكن أن نقول إن الأمر سيان بالنسبة إلى بقية بحثنا، حين نرى المؤلف يشدّد في نهاية المطاف على إزالة سمة القضاء والقدر défatalisation عن الضرورة التاريخية، وذلك باسم الحرية التي تبقى مشروعاً قائماً: «إن التاريخ حر، لأنه ليس مكتوباً سلفاً ولا متعيَّناً مثل الطبيعة أو القضاء والقدر، بل هو ما لا يُتوقع مثله مثل الإنسان لأجل ذاته المصدر السابق ص 323). وفي النهاية، فإن إنسان القرار، المواطن الملتزم أو المشاهد المنفصل، هو الذي يلفظ، بصفة استعادية خاتمة كتاب مكرَّس لحدود الموضوعية التاريخية: «إن الوجود الإنساني ديالكتيكي، أي أنه درامي لأنه يمارس نشاطه في عالم غير متماسك، ويلتزم على الرغم من الديمومة ويبحث عن حقيقة تهرب دوماً ولا يملك أي ضمانة سوى علم متشظ عصي على تفكير شكلاني صوري المصدر السابق، ص 350).


 إن المصنف الموازي للكتاب السابق والذي وضعه هنري ـ إرينيه مارو يحمل العنوان في المعرفة التاريخية،، وهو يشكّل بالضبط بعد أطروحة ريمون آرون المحاولة الوحيدة للتفكير في التاريخ التي قام بها مؤرخ محترف قبل لوروا لادوري (Le Roy Ladurie في كتابه فلاحو اللانغدوك وبول فين في كتابه كيف يكتب التاريخ (1972)؛ وبالطبع قبل ميشال دو سيرتو على الأقل في الطبعات الأولى). لقد حددت المعرفة التاريخية أنها معرفة ماضي البشر) في المعرفة التاريخية»، ص29)، وبتعبير أدق معرفة الماضي المتأتية علمياً، ولهذا فهي تستدعي الترابط بين الذاتية وبين الموضوعية لأنها تربط بفضل مبادرة المؤرخ، ماضي الرجال الغابرين وحاضر رجال اليوم. ولا يُعد تدخل المؤرخ تطفلاً لأنه جزء مكون لطريقة المعرفة التاريخية مثل هذا القول مُعادٍ تماماً للوضعانية ويستهدف سنيوبوس وصيغته التي عزلت ربما بطريقة اعتباطية : ليس التاريخ سوى ترتيب للوثائق. (المصدر السابق، ص56) مارو يحتج قائلاً إن المؤرخ هو أولاً ذلك الذي يستنطق الوثائق ويولد فنه كعلم تأويلي ويستمر كفهم وهذا الأخير هو في جوهره تأويل للإشارات. ويهدف إلى لقاء الآخر» وإلى «التبادل الوجداني». وهكذا يصبح فهم الغير النجم المرشد للمؤرخ، على حساب epokhé) الأنا في عملية نسيان حقيقي للذات. وبهذا المعنى فإن التورط الذاتي يشكل في آن واحد الشرط والحد للمعرفة التاريخية إن المساهمة الخاصة لمارو بالنسبة إلى ديلتاي وآرون تظل تشديده على الصداقة التي تجعلنا من طبيعة واحدة مع الآخر الغير». المصدر السابق، ص93). ليس هناك من حقيقة من دون صداقة. إننا نلمس هنا السمة الأغسطينية وقد طبعت موهبة مؤرخ كبير إن الفلسفة النقدية للتاريخ تفتح الطريق أمام فلسفة أخلاقية للمعرفة التاريخية.."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب