لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب موجز تاريخ كل شيء تقريبا - بيل برايسون pdf

 كتاب موجز تاريخ كل شيء تقريبا - بيل برايسون - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : موجز تاريخ كل شيء تقريبا.


المؤلف : بيل برايسون.


نقله إلى العربية : أسامة محمد إسبر


الطبعة العربية : الأولى 1435هـ - 2014م


حجم الكتاب : 33.24 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من الكتاب :


"الزمن الجليدي


رأيت حلماً، لم يكن كله حلماً

انطفأت الشمس المشعة، وتجولت

النجوم...


بايرون، «الظلمة»


في عام 1815، وفي جزيرة سومباوا في إندونيسيا انفجر جبل كان جميلاً وهادئاً لوقت طويل يدعى تامبورا بشكل هائل، وقتل مئة ألف شخص هو والتسونامي المترافق معه. لم يسبق أن رأى أحد عنفاً كهذا كان انفجار تامبورا أكبر من أي شيء سبق أن جربه أي إنسان حي. كم. كان أكبر انفجار بركاني طيلة عشرة آلاف عام. كان أكبر بمئة وخمسين مرة من جبل سينت هيلينز، ومعادلاً لستين ألف قنبلة نووية من وزن التي استخدمت في هيروشيما.


لم تنتقل الأنباء بسرعة في تلك الأيام. وفي لندن نشرت التايمز قصة قصيرة وفي الحقيقة رسالة من تاجر بعد سبعة أشهر من الحدث. وفي ذلك الوقت كانت تأثيرات تامبورا قد شُعر بها سابقاً. انتشر مئتان وأربعون كيلومتراً مكعباً من الرماد المدخن والغبار والرمل الناعم في الجو حاجباً أشعة الشمس ومبرداً الأرض. كانت الغروبات ملونة بشكل غير معتاد ولكنها غير واضحة، وهذا تأثير التقطه الفنان ج.م.دبليو، تيرنر، الذي ما كان من الممكن أن يكون أسعد من ذلك، ولكن العالم عاش تحت حجاب غسقي مزعج. كانت هذه العتمة المهلكة هي التي ألهمت بايرون كي يكتب تلك الأبيات المقتبسة أعلاه.


لم يأت الربيع أبداً ولم يأت الصيف بالدفء : 1816 صار يعرف بالعام الذي دون صيف. لم تنم المحاصيل في كل مكان. وفي أيرلندة ترافقت المجاعة مع مرض التيفوئيد الذي قتل خمسة وستين ألف شخص. وفي نيو إنجلاند، صار يُعرف العام بشكل مشهور 1800 والتجمد حتى الموت. وتواصل الصقيع الصباحي حتى حزيران ولم تنم تقريباً أي بذرة مزروعة. وبسبب نقص العلف نفقت الحيوانات أو كان يجب أن تذبح قبل الأوان. كان عاماً مقيتاً في كل شيء، ومن المؤكد أنه كان أسوأ عام للمزارعين في الأزمنة الحديثة. ومع ذلك لم تنخفض الحرارة في العالم أقل من 1 درجة مئوية. إن منظم حرارة الأرض - كما يعرف العلماء - أداة حساسة بشكل مفرط.


كان القرن التاسع عشر بارداً. ذلك أن أوروبة وأمريكة الشمالية كانتا تمران طيلة مئتي عام في عصر جليدي قصير، كما صار يعرف، مما سمح بحوادث الشتاء جميعها كعروض الجليد على نهر التايمز، وسباقات التزحلق على طول القنوات الهولندية التي هي : مستحيلة الآن تقريباً. بتعبير آخر، كانت مدة لم يستوعب برودتها البشر. وهكذا ربما يمكننا أن نعذر علماء الجيولوجيا في القرن التاسع عشر لكونهم بطيئين في إدراك أن العالم الذي عاشوا فيه، كان في الحقيقة معتدلاً بالمقارنة مع الحقب السابقة، وأن كثيراً من الأرض التي حولهم صاغتها كتل الجليد الضخمة الساحقة البرد الذي يستطيع أن يدمر حتى العروض الجليدية. 


كانوا يعرفون أن هناك شيئاً غريباً حيال الماضي، كان المشهد الأوروبي منقطاً بشذوذات غير قابلة للشرح كعظام الرنة القطبية، التي عُثر عليها في الجنوب الفرنسي الدافئ، والصخور الضخمة المعلّقة في أماكن غير مرجحة، وكانوا دائماً يأتون بشروح مبتكرة، ولكن غير قابلة للتصديق على نحو كبير. وكان هناك عالم طبيعة فرنسي يدعى دي لوك، حاول أن يشرح كيف أن جلاميد الغرانيت استقرت عالياً على الجوانب الكلسية لجبال جورا، مقترحاً أن الهواء المضغوط في الكهوف أطلقها إلى هناك، مثل فلينات من بندقية هواء. إن المصطلح الذي يُستخدم لجلمود نازح هو ضالّ، ولكن في القرن التاسع عشر كان التعبير يبدو كأنه ينطبق على النظريات أكثر مما ينطبق على الصخور.


اقترح عالم الجيولوجيا البريطاني العظيم آرثر هالام أنه لو أن جيمس هتون - أبو الجيولوجيا في القرن الثامن عشر - زار سويسرة لرأى على الفور أهمية الأودية المنحوتة، والتثلمات المصقولة، والخطوط الشاطئية المعبرة حيث رميت الصخور، والمفاتيح الأخرى كثيرة التي تشير إلى مرور كساء جليدي. ولسوء الحظ لم يكن هتون مولعاً بالأسفار ولكن بالرغم من أنه لم يكن تحت تصرفه شيء أفضل من قصص مستعملة، رفض هتون حالاً فكرة أن الطوفانات نقلت الجلاميد الضخمة إلى ارتفاع ألف متر على جانبي الجبال، وأشار إلى أن كل مياه العالم لن تجعل جلموداً يطفو وكان أول من قال بالتحات الجليدي الواسع الانتشار. ولسوء الحظ لم ينتبه أحد إلى أفكاره، وواصل معظم علماء الطبيعة مدة نصف قرن آخر إصرارهم على أن الأخاديد التي على الصخور يمكن أن تُعزى إلى مرور العربات أو خدش أحذية يوجد مسامير في نعالها.


أما الفلاحون المحليون - الذين لم تلوثهم الأرثوذكسية العلمية - فقد كانوا يعرفون بشكل أفضل. روى عالم الطبيعة جان دي شار بنتييه Jean de Charpentier قصة كيف كان يسير في عام 1834 في ممر ريفي ضيق مع حطاب سويسري، حين بدأا الحديث عن الصخور التي إلى جانب الطريق. أخبره الحطاب في الحقيقة أن الجلاميد أتت من جريمسيل، وهي منطقة غرانيتية تبعد قليلاً. وحين سألته كيف يظن أن هذه الصخور وصلت إلى موقعها، أجاب دون تردد: إن مجلدة جريمسيل نقلتها إلى جانبي الوادي؛ لأن تلك المجلدة امتدت في الماضي بعيداً حتى مدينة برن.


كان شاربنتييه مسروراً؛ لأنه وصل بنفسه إلى وجهة نظر كهذه؛ ولكن حين أثار الفكرة في الاجتماعات العلمية، رفضت. وكان من أقرب أصدقاء شاربنتييه عالم طبيعة سويسري آخر يدعى لويس آجاسیز Louis Agassiz، الذي صار بعد قليل من الارتياب مناصراً للنظرية بشكل ملائم في النهاية.


درس أجاسيز على يد كوفييه Cuvier في باريس، ثم شغل منصب أستاذ التاريخ الطبيعي في كلية نيوشاتيل في سويسرة. وكان من أصدقاء أجاسيز الآخرين عالم النبات كارل شيمبر Karl Schimper الذي كان في الحقيقة أول من نحت مصطلح «العصر الجليدي» (وهو بالألمانية Eiszeit ) في عام 1837، وأول من اقترح أن هناك أدلة كافية لإظهار أن الجليد تراكم مرة بشكل سميك ليس فوق جبال الألب السويسرية فحسب وإنما أيضاً فوق أوروبة وآسية وأمريكة الشمالية. كانت تلك نظرية راديكالية. أعار أجاسيز ملاحظاته، ثم ندم على ذلك كثيراً؛ لأن أجاسيز هو الذي حصل على الجدارة لما شعر به شيمبر، وكان نظريته بشكل شرعي وصار شاربنتييه في النهاية عدواً لدوداً بشكل مشابه لصديقه القديم. إن ألكسندر فون همبولت، الذي كان صديقاً آخر، ربما كان يفكر بأجاسيز حين قال: إن هناك ثلاث مراحل في الاكتشاف العلمي : أولاً، ينكر الناس أنه صحيح؛ ثم ينكرون أنه مهم؛ ثم في النهاية يكرمون الأشخاص الخطأ.


على أي حال، جعل أجاسيز الميدان ميدانه. ففي بحثه لفهم دينامية التحات الجليدي ذهب إلى الأمكنة جميعها. هبط عميقاً في الصدوع الخطرة وتسلق إلى قمم الألب الأكثر وعورة، وفي غالب الأحيان غير مدرك على ما يبدو أنه كان هو وفريقه أول من تسلّقها. وتقريباً في الأمكنة جميعها صادف أجاسيز تردداً لا يستسلم في قبول نظرياته. وحثه همبولت على أن يعود إلى مجال خبرته الحقيقي وهو أحافير الأسماك، ويتخلى عن هوسه الجنوني بالجليد، ولكن أجاسيز كان رجلاً استحوذت عليه الفكرة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب