لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني - الجزء الثاني - pdf تأليف محمد بن الطيب القادري

تحميل وتصفح كتاب نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني - الجزء الثاني - تأليف محمد بن الطيب القادري - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني.


الجزء : الثاني.


المؤلف : محمد بن الطيب القادري.


المحقق : محمد حجي و أحمد التوفيق.


الناشر : مكتبة الطالب - الرباط.


الطبعة : الأولى - من سنة 1977م إلى 1986م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 





مقتطف من الكتاب :


"محمد بن عبد الله معن


فمنهم الولي الكبير، الصادق الخطير: العالم العامل، العارف بالله، سيدي محمد بن عبد الله معن الأندلسي، من أكابر الصوفية الأعلام، ومن مشايخ الطريقة في البدء والتمام، وكفى في علو مقداره، ما ظهر في تلامذته من بركة أنواره، وكم انتفع بصاحب الترجمة من الأكابر، وتخرج به من الأولياء المشاهير، ملئت الدواوين بأوصافه، ومتعت الأسماع بحسن اتصافه، وقد جمع منها كتب المقصد الأحمد الذي ألفه سيدنا الجد في ولده أحمد، وكذا ممتع الأسماع في الشيخ الجزولي ومن من الأتباع للامام الكبير، المحقق الصوفي الحافظ الشهير، سيدي المهدي ابن أحمد الفاسي، وجرد ترجمته في جزء سماه عوارف المنة، في مناقب سيدي محمد بن عبد الله محيي السنة. [ وقد رأيته بخطه، وأطال في ترجمته في ممتع الأسماع بما يسع كراسة وأكثر بالكتابة المتوسطة بين التفريق والادماج. حفظ القرآن صاحب الترجمة في صباه وجوده بحرف نافع على الأستاذ أحمد بم عثمان اللمطي، والامام أبي محمد الحسن الدراوي - وتقدمت ترجمته، وتصدى لطلب العلم فكتب بخط يده كتباً، ثم أولع بالعبادة فكان يأوي هو وأخ له في الله إلى مسجد الحفارين قرب داره إذ ذاك، فنقم عليهما أهل الحومة النافلة في المسجد، ووجهوا في ذلك سؤالاً لمفتي الوقت الامام القصار، فكتب عليه : يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً. وكان يُدمن زيارة الشيخ سيدي أبي عبد الله التاودي، ومولاي عبد السلام بن مشيش، وكان يتعاطى الأسباب في التجارة ونحوها. وكان له ولوع بتنبيه الشيخ ابن عباد سريح (كذا) الحكم. وكان يخالط عمل دود القز فيتمعش بذلك أيضا، ثم اتصل بالشيخ أبي المحاسن الفاسي فوجده أسف لفراق سيدي ابراهيم الصياد بموته، فعوضه الله به فأنس به.


قال في الممتع : ولما ولد ـ أي صاحب الترجمة - عند أبي المحاسن في الطريق، جاء أهل الله إلى أبي المحاسن يهنؤونه به، ولما مات والده لم يترك إلا زوجته وولدها صاحب الترجمة، فجعل ينفق ما ورثه منه ويفرقه في جانب الشيخ، ويخف على أبي المحاسن إنفاق صاحب الترجمة عليه ويصرح بأنه يُعجبه ذلك ويقول : لأنه انفرد بإرث أبيه وأمه فلا تتطرق له شبهة في متاعه. قال في المقصد : وأنفق – أي صاحب الترجمة - جميع ما ورثه من أبيه، وكان ورث منه مالا عريضا جدا، فصرفه في جانب أبي المحاسن وفي الفقراء والمساكين، حتّى لم يبق بيده دينار ولا درهم، وجعل يأكل من عمل يده وما يتناوله من الأسباب. و سمعت من ابنه سيدي أحمد ومن غير واحد من أصحابه أنه أعطى مما ورثه من تركة أبيه اثني عشر مائة دينار ذهبا، فرقها في القراطيس على الفقراء والمساكين. قرطاسا قرطاسا، كل واحد على حسبه، فشكته أمه للشيخ سيدي يوسف، فكلمه في ذلك فقال له : يا سيدي إني نبذت الدنيا وراء ظهري وأعطيتها بالقفا. والله لا أرجع اليها ولا ألتفت اليها أبدا، فسر بذلك الشيخ وأعجبه انتهى.


ولما توفي الشيخ أبو المحاسن، وكانت مدة صحبته اياه نحو الأربع سنين، صحب وارثه وأخاه سيدي عبد الرحمان، ولازمه واختص به سنين. وكان إذا اختفى له ينقر عليه أينما كان : فسئل صاحب الترجمة عن ذلك. فقال : أعرفه بالرائحة، فإني إذا أقبلت عليه استقبلتني رائحة فأتبعها حتّى أفضي اليه. ولما مات سيدي عبد الرحمان قعد صاحب الترجمة بداره لا يجتمع مع أحد، فكان الاخوان يترددون اليه ويتلطفون له في قبوله إياهم فيقول : لا إذن عندي، وربما قال لبعضهم : ولكن أحبني فإنَّ المحبة تنفعك، ثم أزعجه الله لزيارة مولاي عبد السلام بن مشيش، فوقع له الإذن هناك، كما أخبر بذلك عن نفسه، وبقي في رجوعه في هيبة، ولا يكلم بعضهم بعضا لشدة الهيبة التي صدرت منه، فجلس في زاوية شيخه سيدي يوسف لقربها منه سنة ثمان وثلاثين، وكان سكناه بالمخفية سنة اثنين وعشرين، فأتاه الناس من كل جهة، وقال لهم اركبوا هذه الرقبة فقد هددت بالسلب إن لم أخرج إليكم، وتغرغرت الدموع في عينيه. ولما نزل به حال ارثه من شيخه صادفه ذلك وهو جنب. قال اللهم اجعلني رحمة لعبادك، وكان يشير لخدمة الجن إياه ويقول : أول ما يخدم الخصوص الجنُّ لكونه أكيس من الآدمي، فبقي في زاوية شيخه نحو ستة أشهر، تم بنى زاويته في السنة المذكورة، وبقي يدل على الله وينصح لعباد الله إلى أن قبضه الله، وكان لا يمشي الا وحده أو مع واحد فقط، ولا يتخذ في المسجد موضعا معلوما، ويسرع في مشيه، ويدمن غسل الجمعة، مواظباً على الأوراد والذكر والتلاوة ولو في المرض، وينهى عن ذكر أسماء الله لتحصيل الدنيا القذرة ويقول : إن ذلك يعود على صاحبه بالخسارة.


قال في عوارف المنة : وسمعت صاحب الترجمة يقول : قلت لسيدي عبد الرحمان إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيب عني إلى أين ؟ فقال لي : ما الذي تشاهد روحانيته أو جسمانيته ؟ فقلت : بل روحانيته، فسكت عني. قال : ثم بعد أيام سألني هل ذلك باق ؟ فقلت له : نعم يا سيدي، الصفة لا تفارق الموصوف، فأظنه قال فسر بذلك وظهر البشر في وجهه، انتهى لفظه.


ومن كراماته أن بعض أصحابه أخبره أنه سرق له ثلاثة أشباح من النحل، فقال ثلاثة بثلاثة، فإذا بالذين سرقوا الأشباح تغادروا بينهم فقتل أحدهم الآخر، ثم قتل الحاكم القاتل منهم، فكان المجموع ثلاثة دفنوا في ساعة واحدة، ونهبت دورهم، فأخرجت الأشباح الثلاثة بعينها. وكان أصحابه إذا جلسوا عنده إلى العشاء حين المطر، فإذا انصرفوا إلى أهاليهم أقلع المطر حتى يصلوا إلى منازلهم فيعود عادة جارية. وإذا تنكر لرئيس أو أمير عزل سريعا ونبذ، وإذا توجه له واهتم بأمره قام سوقه وعلا. قال سيدي المهدي : رأينا ذلك عيانا وتحققناه وكان على حالة شيخه سيدي يوسف ونسخة منه في الكمال والتمكين.


ولد – رضي الله عنه ـ حدود ثمان وسبعين – بموحدة - وتسعمائة بمثناة - ؛ وتوفي بعد طلوع الشمس بساعة يوم الأحد الثالث من جمادي الثانية سنة اثنتين وستين وألف، ووافق اليوم الثاني من مايه، وكان يؤمه في مرضه صهره الخير الدين الفاضل أبو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم بن يحيى المغنا المربي الأندلسي، وغسلته زوجته وابنته تهرق عليها الماء بعد أن غطت وجهها بساتر بايصاء منه، ودفن عند الزوال بالقباب، أعلى مطرح الجنة خارج باب الفتوح أحد أبواب فاس، وصلى عليه داخل قبة شيخه سيدي يوسف أمام قبره، أعني الجنازة، الامام ومن وسعه المكان وسائر الناس خلف القبر وخارج القبة والروضة. والامام الذي صلَّى عليه هو الشيخ الامام أبو محمد عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي. وكان مطر في موته ودفنه الا أنه خفيف، وبقيت داره مسدودة أياما حتّى جازت أيام التعزية ليلاً يجتمع بها أحد للبكاء ونحوه، وبنيت عليه قبة على شكل قبة شيخه سيدي يوسف. انتهى كلام سيدي المهدي بن أحمد بن علي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي باختصار، ومن خطه نقلته من تاليفيه الممتع والعوارف، لكن اختصرت منه لطوله. وقال في آخر كلامه ما نصه : وجدت بخط من عرف بالشيخ ما نصه : وأخبرني بعض قرابتنا في أيام موت صاحب الترجمة أنه رأى بعض معارفنا ممن مات ببلد آخر وهو مسرور، فأخبره بأنه قد غفر في تلك الليلة لجميع المومنين ببركة الشيخ سيدي محمد بن عبد الله، وسمعت من آخر نحو ذلك عن أحد ولده ممن مات قبل ذلك، فأخبره بنحو ـ ذلك انتهى. وكان - رضي الله عنه ـ إذا قال له أحد إني أحبك يقول له : أحمد الله ! رحمه الله ونفعنا به آمين."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب