لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب العقلانية المعاصرة بين النقد والحقيقة PDF تأليف سالم يفوت

كتاب العقلانية المعاصرة بين النقد والحقيقة - تأليف سالم يفوت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : العقلانية المعاصرة بين النقد والحقيقة.


الكاتب : سالم يفوت.


الناشر : دار الطليعة للطباعة والنشر.

 

سنة النشر : 1989.


عدد الصفحات : 176.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"العلماء والفلسفة


عندما نتحدث عن حضور العلم في الفلسفة، وبحث الفيلسوف في علم عصره عما يدعم نسقه الفلسفي،ويبرره مما يجعل هذا الاخير يستجيب لذلك العلم ويحتوي،نتائجه عندما نتحدث عن ذلك، يكون لكلامنا معنى، ولا نشعر بأي احراج في الاقرار بتلك الحقيقة. اما عندما يتعلق الامر بالحديث عن العلماء والفلسفة عن حضور الفلسفة في العلم وذهن العلماء، فان حديثنا قد يفقد معناه،ووضوحه ويغدو الأمر في حاجة الى تأكيد وتوضيح. وهذه مسألة سبق لمفكر في القرن التاسع عشر هو فريدريك انجلز، ان اكد عليها بحديثه عن حضور الايديلوجيا داخل العلم حضور الفلسفة داخل العلم حتى في الوقت الذي يحاول فيه العلماء استنكارها انها تبقى حاضرة حضورا عميقا في ممارستهم النظرية وفي فهمهم - كعلماء - لهذه الممارسة. كما انتبه اليها عالم معاصر ذو باع طويل في الفلسفة، هو لوي دوبروي حينما ركز في مقاله و هنري بوانكري و نظريات الفيزياء على ان للعلماء فلسفة لا بالمعنى الضيق والاحترافي، لانهم عادة ما يرتابون منها ويداخلهم الشك في جدواها فيبدون شيئا من النفور من ادعاءاتها واحلامها بيد ان هناك طائفة منهم كثيرا ما تميل الى طرح افكار عامة حول العلوم تتعلق بتقدم العلم وآفاق تحوله بل كثيرا ما يهتم بعض العلماء بدراسة نشاط العقل في البحث العلمي ودوره في مسلسل المعرفة العلمية.


وما سنحاوله هنا، هو بالضبط وضع معالم لنظرية في فلسفة العلماء، قاصدين بهذه الاخيرة مجموع الافكار والمفاهيم التي يكونونها، وغالبا ما يكون ذلك بصورة عفوية غير منسقة عن ممارستهم النظرية للعلم، عن ما يمارسونه في المختبر، مما يجعلها فلسفة تلقائية، لا تتخذ صورة مذهب فلسفي متكامل او نسق مفاهيم مغلق بل صورة آراء في العلم وقضاياه وازماته ان كانت هناك ازمات - دون ان يفقدوا الاعتقاد بأن آراءهم تلك تنبع من داخل العلم، ولا تأتي من خارجه ما سنحاوله هنا، هو اعطاء خطاطة نظرية لموقف العلماء من الممارسة النظرية للعلم، أي مجموع الافكار التي تهم ممارستهم العلمية، اذ حتى في الوقت الذي يجاهر فيه بعض العلماء بارادتهم الاكيدة، ورغبتهم الصارمة في ألا يتحلى مشروعهم العلمي بالصفة الفلسفية وفي ان يكون اساس اصالة افكارهم المتعلقة بممارستهم العلم لا فلسفية، حسب ما يقولون فان ضرورات شتى نظرية وغير نظرية، تفرض على نظريتهم للممارسة النظرية ان تكون في منطقة جذب ايديلوجي، تفرض عليهم، في محاولتهم فهم ممارستهم النظرية تبني اشكالية غالبا ما تكون اشكالية لاعلمية. وبذا يقعون في الفلسفة » من حيث لا يدرون الا انها مع الاسف تكون فلسفة لا تستجيب للعلم ولا توافقه مما يبقي هوة سحيقة بينها وبينه.


وفيما استعمل بهذا الصدد عبارة « فلسفة تلقائية او عفوية، فاني استعير اللفظ من التوسير الذي استعلمه للافصاح والتعبير عن هذا اللون التفلسف اللاواعي، الذي يمارسه العلماء، رغم نيتهم العلنية في من البقاء بعيدا عن تأثير الفلسفة، بل احيانا في الهروب منها لسد كل باب يمكن ان تتسرب منه عدواها الى العلم (ارنست ماخ مثلا والوضعية الجديدة).


وحتى اوضح ما اريد،قوله سأقوم بطرح بعض القضايا، كي تكون منطلقا في تناول الموضوع والقاء اضواء كاشفة عليه، وعلى زاوية النظر التي من خلالها انظر اليه.


لنقل مباشرة ان الفلسفة في مفهومها الصحيح هي في آخر المطاف فعالية أو استراتيجية كما يرى التوسير. لما كان الأمر كذلك، كانت مهمة الفلسفة هي النقد. لذا لا بد من تعريفها بنتائجها.


وبناء على هذا نستعيد التعريف الذي يعطيه التوسير للفلسفة حينما يعتبر مهمتها ان تكون نظرية للممارسة النظرية، أي نظرية من بين مراميها الاساسية اقامة نظرية علم على أسس علمية حقة خصوصا في الابستملوجيا ونظرية العلم ذلك المعقل الذي تحاول ان تتحصن فيه نزعة من اهم النزعات اللاعقلانية في التفكير العلمي المعاصر :  الا وهيالنزعة الوضعية. الفلسفة حسب هذا التحديد، سوف تمدنا بشروط امكان فهم الممارسة النظرية للعلم وبالتالي ستكون دراسة للشروط التي يطرح العالم مسائله المختبرية والنظرية وفقاً لها، قصد تفويت الفرصة على تيارات الارث الفلسفي الميتافيزيقي، او حتى التي قد تجهر احيانا بمعاداتها للميتافيزيقا كالتيار الوضعي تفويت الفرصة عليها لانها لا تنظر الى العلم الا على انه ترجمة للواقع ونسخ له. وبذلك تحيل الواقع الى واقع منجز والعلم الى فكر منجز. وهذا تمثل ذو امتدادات ايديلوجية، يريد انطلاقا من سلطات غريبة عن العلم لها اصل ومصدر في المجتمع وطبقاته، طمس الحقائق باضفاء طابع (الحقيقة العلمية، على تنافضات واقعية، على واقع في حاجة الى تحويل."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب