لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التقنية في العالم القديم PDF تأليف هنري هودجز

 كتاب التقنية في العالم القديم - تأليف هنري هودجز - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : التقنية في العالم القديم.


تأليف : هنري هودجز.


 ترجمة وتحقيق : رندة قاقيش.


مراجعة : محمود أبو طالب


 الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر.


سنة النشر : 1995.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"إن تطوّر أي نظام نقدي يعبر عن حاله، فمن الواضح أن حجم تجارة اليونان والبلدان الأخرى في الشرق الأدنى كانت في ازدياد، وكانت تجارة بلاد اليونان وتجارة سورية تنقل عبر البحار. لذلك قد نتوقع وجود تماثل إلى حد ما بين سفن اليونانيين والفينيقيين، إلا أن الحال لم يكن كذلك، والاختلافات نفسها تخبرنا الكثير عن موقف هذين الشعبين المختلفين، فنحو ۷۰۰ ق. م.. كان سكان الساحل السوري قد أحدثوا تغيراً واحداً كبير الأهمية يتعلق بمكان جلوس المجذفين على ظهر السفن. وقبل ذلك كان هناك صف واحد من المجذفين وكانت المجاذيف توضع فوق حافة السفينة بينما تقوم ألواح مثبتة على جانبي السفينة بحماية المجذفين، وبمرور الوقت أصبحت تلك الألواح جزءاً من هيكل السفينة الذي أصبح يضم كوات في جانبي السفينة تتدلى المجاذيف من خلالها. كما أنَّ جانبي السفينة تم مدهما للأعلى وأصبح التجذيف يتم من خلال الكوات. إلا أنَّ السيّىء في ذلك النظام هو تحكم طول المركب بعدد المجذفين. لقد وجد الفينيقيون، على أية حال، أنه بإمكانهم زيادة عدد المجذفين وذلك بوضع صف ثانٍ من البحارة على مستوى أعلى قليلا ومتجهين للداخل بالنسبة لمكان البحارة الذين يجذفون عبر الكوات، وكانت مجاذيف الصف الثاني من البحارة تمتد فوق الحافتين الممدودتين للسفينة. لقد ضاعف ذلك النظام عدد المجذفين دون زيادة طول السفينة، ويشك المرء في أن هذا النظام كان حصيلة تطور معين تطلب أن تكون قاعدة السفينة عبارة عن قطعة خشبية واحدة طويلة. إن عدد المجاذيف في هذا النوع من السفن الشراعية لم يتجاوز العشرين حتى بوجود المقاعد المزدوجة ويمكن معرفة ذلك من الصور الكثيرة لتلك السفن. أما الجزء العلوي من السفن فكان ثقيلاً إلى حد غير معقول خاصة في حالة استخدام السفن في الحروب كالحاجة لرفع سطح السفينة لعلو معين ليستطيع رماة السهام وغيرهم من الرجال المسلحين التصويب على الأعداء. هذا، ويبدو أنَّ سفناً كتلك، ذات عدد محدود جداً من المجذفين وذات حمل ثقيل في الجزء العلوي لم تكن قادرة على الإبحار في الطقس السيء. بعكس ذلك فقد أصبحت السفن اليونانية التي تعود للفترة نفسها مفرطة في الطول، منخفضة، وكانت تُرسم مراراً وفيها إثني عشر أو ثلاثة عشر رجلاً يقومون بالتجذيف على الجانبين، بحيث تبرز المجاذيف فوق حافة السفينة المنخفضة. وغالباً ما يظهر فوق حافة السفينة إطار خشبي خفيف، نراه على الأخص في الرسومات المبكرة على شكل حاجز مشبك. ذلك الإطار يبدو عديم الفائدة إذ أنه لا يوفر حماية من الطقس وعلى أية حال لا نراه مغطى بمظلة على الإطلاق رغم أن أجزاء أخرى من السفينة حيث استخدمت مظلة تم رسمها بوضوح. هذا وتخبرنا المصادر الأدبية أنَّ اليونانيين بنوا في ذلك الوقت سفينة ذات خمسين مجذافـاً (Penteconter) لذلك يبدو من المحتمل أن السفن التي نراها مرسومة ولها إثنا عشر أو ثلاثة عشر مجذافاً على كل جانب كان يُسيّرها عادة نصف طاقم البحارة فقط، بينما الجزء الثاني من طاقم البحارة يكون في حالة استراحة. أما في أوقات الشدة، وعند الحاجة للسرعة القصوى لفترات زمنية قصيرة، كان الفريق المستريح من البحارة، والجالس على الصف الثاني من المقاعد كما في السفن الفينيقية، يقوم باستعمال مجاذيف طويلة نوعاً ما ومثبتة فوق الحاجز الخشبي مما يجعل بالتالي عدد المجاذيف المستعملة مضاعفاً ويؤدّي إلى رفع العدد الكلي للمجاذيف إلى خمسين مجذافاً وبعكس السفن الفينيقية، كانت هذه السفن قادرة على مقاومة التيار القوي في مضيق الدردنيل وبالتالي دخول البحر الأسود. ومن المهم أن نلاحظ أنه في تلك الفترة وما تلاها بدأت التجارة اليونانية مع سواحل البحر الأسود تأخذ دوراً أساسياً في اقتصاد بلاد اليونان.


في تلك الفترة كان العبيد يُستخدمون للتجذيف في السفن الفينيقية ولم يهتم أسيادهم بكونهم مقيدين. أما السفن اليونانية، فبعكس ذلك، كان يقودها رجال أحرار، وكانت ظروف عملهم موضع جدل، وهو أمر برع فيه اليونانيون وحتى اليوم، وعند ظهور أول صور للسفن ذات صفين من المقاعد، أي نحو ٥٠٠ ق. م كانت العبودية قد أصبحت مظهراً أساسياً للاقتصاد اليوناني رغم أن الرجال الذين كانوا يقومون بالتجذيف كانوا رجالاً أحراراً.


ونعود الآن لمتابعة مجرى الأحداث في المناطق الداخلية من الشرق الأدنى،، فنحو سنة ٦٢٥ ق. م. تمكن البابليون من دحر أعدائهم الآشوريين في الشمال هذا، وقد نستغرب هزيمة الآشوريين المسلحين بأسلحة ثقيلة، من قبل جيرانهم الذين كانوا على ما يبدو أقل قوة. إلا أنَّ النصر لم يتحقق كله بفضل البابليين إذ ساعدهم إلى حد كبير الوافدون الجدد للمنطقة، وهم اتحاد من رجال القبائل، المسلحين بأسلحة خفيفة لكنهم كانوا فرساناً متفوقين، شكلوا نواة الخيالة سريعي الحركة، وقد وجد الآشوريون أنفسهم غير قادرين على مقاومتهم. ومن بين هؤلاء برز الميديون فيما بعد في تاريخ هذا الجزء من العالم. إلا أن ذلك التغيير في الحكام لم يؤثر كثيراً، فقد استمرت بابل في حمل تقاليد آشور وقد كان اليهود من بين الأقوام التي أسرت وكان عدد كبير منهم من الحرفيين وعلى أية حال فإن الامبراطورية البابلية لم تعمر طويلاً، إذ بقيت أكثر بقليل من قرن من الزمان ففي سنة ٥٣٨ ق. م. تم التغلب على الحكام البابليين وظهر فريق ثان من رجال القبائل وهم الفرس، وكانوا فرساناً محترفين أيضاً، تحالفوا مع الميديين واكتسحوا جميع أجزاء بلاد ما بين النهرين، والمرتفعات الإيرانية. هكذا فقد خضعت بلاد ما بين النهرين، بلاد فارس وجزء كبير من تركيا الحالية لحكم مجموعة واحدة من الحكام.


من السهل جداً التقليل من قيمة المشاركة التي قدمها الفرس للتقدم التقني. فقد أصبحوا كالآشوريين في معالجتهم للأمور، وأداروا امبراطوريتهم بنفس الأسلوب السياسي الذي اتبعه الآشوريون والبابليون قبلهم. وكانت الأراضي التي سيطروا عليها متسعة المساحة امتدت في النهاية من البنجاب إلى البحر الأبيض المتوسط، وربما بسبب ذلك قدم الفرس مساهمة كبيرة لمصلحة الجنس البشري فقد طوروا نظام اتصال يعتمد على الطرق التي تحافظ عليها السلطة المركزية. وقد كان لتلك الطرق محطات على مسافات منتظمة، وبفضل ذلك كان بإمكان الفرق المناوبة من الفرسان نقل الرسائل لمسافات بعيدة في فترات زمنية قليلة. وقد تم رصف العديد. تلك الطرق أما في المناطق الجبلية فقد كانت هناك أجزاء طويلة غير مرصوفة. لقد اشتركت تلك الطرق على أية حال بميزة واحدة وهي ضرورة المحافظة عليها في حالة تسمح بتنقل الفرسان عليها بسرعة. وإذا ما قيست تلك الطرق بمقاييس عصرنا فلن تبدو كإنجاز عظيم لكنها كانت مع ذلك تطوراً عظيماً عن السبل الفرعية والمسالك الوعرة التي أرضت الحكام السابقين في تلك المناطق."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب