لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية pdf تأليف هنري كوربان

 تحميل وتصفح كتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية - تأليف هنري كوربان - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ الفلسفة الإسلامية.


مؤلف : هنري كوربان.


الناشر : عويدات للنشر والطباعة.


عدد الصفحات : 377.


حجم الملف : 10.7 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 






مقتطف من الكتاب :


"تطور مدرسة الأشعري


1 - أنشأ المدرسة الاشعرية في منتصف القرن العاشر الميلادي ( الرابع للهجرة ( تلامذة الاشعري واليه ينسب اسم هذه المدرسة فيقال الاشعرية والأشاعرة. وقد ظلت الاشعرية طيلة عدة قرون العقيدة المهيمنة في الاسلام السني كما اصبح الأشاعرة انفسهم اهل السنة.


أحاط بالأشعري في أواخر أيامه عدد من التلاميذ الذين أخذوا بحياته المثالية وأفكاره الناضحة بالقيم الدينية وجهده لإنقاذ العقيدة من الأخطار المحدقة بها. فقد وجدوا فيه ملجأ يقيهم تطرف المتمسكين بحرفية النص من اهل الحديث وتطرف العقليين من اهل الاعتزال. وهكذا بدأت الأشعرية تتبلور ولما يتوفى ابو الحسن بعد.


ولكن الأشعرية ما كادت توطد دعائم وجودها وتتخذ طابعاً متميزاً بجانب المدارس الاخرى حتى غدت هدفاً لهجمات عديدة. فالمعتزلة لم ينسوا ما كانوا يضمرونه للاشعري وهو تلميذهم الذي انقلب عليهم. فأخذوا على الأشاعرة تملقهم للعامة واتهموهم بالانتهازية وانهم انما يسعون لتوحيد المذاهب المختلفة في مذهبهم الجديد. وكذلك لم يرق لأهل الحديث هذا المذهب الجديد فقاموا، وعلى رأسهم الحنابلة، يعجبون من حال الاشعري الذي ادعى انه انما يحاول ان يتملص من شرك الاعتزال فاذا به لا يجد الشجاعة للعودة بكل بساطة ووضوح الى مورد النبع، اي الى النص المنزل والطريقة الحنيفة، كما اتشبعت في الاسلام السني.


وثمة حدث آخر ساهم في تعقيد الأمور. ففي نفس الوقت الذي بدأ فيه الاشعري يتلمس المشاكل التي تهدد الدين الاسلامي ويحاول ان يجد لها الحلول المناسبة، ظهر مفكر آخر، نشأ ايضاً بين اهل السنة، هو ابو منصور الماتريدي ( الذي توفي في سمرقند، في شرق العالم الاسلامي آنذاك عام ٣٣٣ هـ / ٩٤٤ م ). وكان الماتريدي بدوره يشعر بالمشاكل المحدقة ويهدف الى تسويتها. ونظر تلامذته الى مساعي الاشاعرة على انها اصلاح جزئي مبتور وأخذوا عليهم موقفهم المحافظ ومحاولتهم للتوفيق بين مذاهب متناقضة واذا كانت الاشعرية موقفاً وسطاً موفقاً فقد حاول تلامذة الماتريدي أن يحلوا القضية جذرياً ويصلحوا التصدع الذي اصاب المذهب السني برمته.


٢ - بالرغم من كل ما واجهه الاشاعرة من حملات فقد توسعت مدرستهم وانتشرت وقد ساعدها الوقت حتى اصبحت لسان حال السنة في القسم الاكبر من العالم الاسلامي آنذاك، إلا أن الاشعرية جابهت في منتصف القرن الحادي عشر ( السادس للهجرة ( بعض المصاعب فتوقف نشاطها نوعاً. فقد غدا الأمراء الفرس من دولة بني بويه اسياد السلطة في الدولة العباسية واذ كان هؤلاء من الشيعة فقد اقاموا نوعاً من التوفيق بين الفكر المعتزلي وبعض النواحي من الفكر الشيعي. ولكن ما كاد الأمراء السلجوقيون الأتراك، وهم ذوو ميول سنية، يستولون على السلطة حتى تبدل الموقف واستعادت الأشعرية مكانتها في المجتمع الاسلامي بل انها تمتعت بعطف السلطة الحاكمة لا سيما في ايام الوزير السلجوقي المعروف «نظام الملك، ( توفي عام ١٠٩٣ م ٤٨٥ ه. وهذا ما يفسر لنا سبب المقاومة العنيفة التي قام اسماعيليو الموت ).


 أسس نظام الملك جامعتين كبيرتين في بغداد ونيشابور حيث كانت تدرس فيهما الأشعرية التي غدت بالتالي المذهب الرسمي للدولة العباسية. وفي ذلك الوقت أصبح دعاتها هم انفسهم الناطقون بلسان المذهب السني. ولما قوي نفوذهم شرع الأشاعرة يهاجمون الفرق والمذاهب التي لا تتفق ومذهبهم ه الحنيف، ؛ وذلك ليس فقط على الصعيد الفكري البحت، بل على الصعيد السياسي ايضاً وذلك بقولهم ان خصومهم انما يحملون افكاراً تغذيها دولة او حكم معارض للخليفة العباسي وما الحملة التي شنها الغزالي على الباطنية الاسماعيلية وعلى الفلاسفة الا جزء من كل يستهدف في الوقت نفسه الحكم الفاطمي في مصر الذي كان يذود عن الفلاسفة ويتبنى المذهب الباطني.


٣ - وفي حدود القرن الثالث عشر للميلاد ( السابع للهجرة ) لاقت الأشعرية خصمين شديدين هما ( ابن تيمية )، وتلميذه ( ابن القيم الجوزي ) وكلاهما من دمشق. فإبن تيمية، وهو مؤسس الحركة « السلفية، التي امتدت عبر عدة قرون، اخذ على الاشاعرة عقم الاصلاح الذي نادوا به، ونادى بإصلاح جذري للسنة يقوم على اعطاء القيمة المطلقة للنص الحرفي كما ورد اثناء التزيل وعلى الرجوع الى احاديث الصحابة. ( ويستثنى من هذه الأحاديث مجمل الاحاديث الفقهية التي تروى عن أئمة الشيعة ). وبالرغم من بلاغة «ابن تيمية و انتقاداته اللاذعة حافظت الاشعرية على مكانتها المتفوقة في الاسلام السني حتى ايامنا هذه. وإن الروح التجديدية في الاسلام السني مهما كانت عناصرها مختلفة ( كالمعتزلة، والسلفية مثلا ) لم تستطع بالتقائها جميعاً في الوجدان الاسلامي الا ان تعزز المذهب الاشعري وتؤكد تفوقه.


٤ - انجبت الاشعرية رجالاً بارزين نذكر منهم القاضي «ابوبكر الباقلاني» ( المتوفي عام ۱۰١٣م / ٤٠٣ هـ ) صاحب كتاب ( التوحيد، وهو اول محاولة لصبغ الاشعرية بصبغة مذهبية. ( ابو اسحق الاسفرائيني ) ( المتوفي عام ١٠٢٧ م / ٤١٨ هـ ) و ( عبد القادر بن طاهر البغدادي » ( توفي عام ۱۰۳۷ م / ٤٢٩ هـ) و (ابو جعفر احمد بن محمد السمعاني» (توفي سنة ١٠٥٢ م/ ٥٤٤٤) صاحب كتاب الارشاد الذي يعد الصيغة النهائية للمذهب الاشعري. و الامام ابو حامد الغزالي (المتوفي عام ۱۱۱۱ م / ٥٠٥ ه) و «ابن تومرت» ( توفي عام ١٠٣٠ م / ٥٢٤ هـ ) و ( الشهرستاني، ( المتوفي عام ١٠٥٣ م / ٥٤٨ هـ ) وه فخر الدين الرازي، ( توفي عام ١٢١٠ م / ٦٠٦ هـ ) و د عضد الدين يحيى » ( توفي عام ١٣٥٥ م / ٧٥٦ ه ) و ٧٥٦ هـ ) و ( الجرجاني ) د (توفي ١٤١٣ م / ٥٨١٦) و ( السنوسي، ( توفي عام ١٤٩٠ م / ٨٩٥ ٥ ).


لقد اشرنا الى ان الاشعرية لم تنتصر فقط على كل الهجمات التي تعرضت لها بل انها نجحت في توطيد دعائمها في الاسلام السني وخاصة في الشرق الادنى. وهي لم تصب هذا النجاح عرضاً واتفاقاً. واذا كانت العوامل الخارجية ( من سياسية وغيرها ) قد ساعدت على ازدهارها في وقت من الاوقات فان الفضل في ذلك الازدهار يعود مبدئياً الى ان المذهب الأشعري قد نادى بحلول حاسمة، ولو ظاهرياً، لمشكلتين من كبار المشاكل. هاتان المشكلتان، على عكس ما سبق عرضه في هذا الكتاب، هما من المشاكل التي تعرض للفكري و الظاهري.. المشكلة الأولى تتعلق بالنظام الكوني، وفي هذا المجال قدم الاشاعرة حلهم ) الذري، الذي غداه كلاسيكيا، والمشكلة الثانية تتعلق بعلم النفس الديني وعلاقته بالفرد الانساني."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب