لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ الفلسفة الغربية (الكتاب الأول): الفلسفة القديمة pdf تأليف برتراند راسل

 تحميل وتصفح كتاب تاريخ الفلسفة الغربية (الكتاب الأول): الفلسفة القديمة - تأليف برتراند راسل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ الفلسفة الغربية: الفلسفة القديمة.


الجزء : الأول.


تأليف : برتراند راسل.


ترجمة : زكي نجيب محمود.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


مراجعة : أحمد أمين.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 






مقتطف من الكتاب :


"الإمبراطورية الرومانية والثقافة


أثَّرت الإمبراطورية الرومانية في تاريخ الثقافة بوسائل مختلفة منفصل بعضها عن بعض إلى حدٍّ ما.


فأولًا: أثر روما المباشر على الفكر الهلينستي، وليس ذلك بالأثر المهم ولا هو بالأثر العميق.


وثانيًا: أثر اليونان والشرق على النصف الغربي من الإمبراطورية، وقد كان أثرًا عميقًا ودائمًا؛ لأنه شمل الديانة المسيحية بين عناصره.


وثالثًا: أهمية السلم الروماني الطويل في نشر الثقافة، وفي تعويد الناس على فكرةٍ مدنية واحدة مرتبطة بحكومةٍ واحدة.


ورابعًا: نقل المدنية الهلينستية إلى المسلمين؛ ومن ثَم في نهاية الأمر إلى أوروبا الغربية.


وقبل تناولنا هذه الوسائل التي أثرت بها روما، يجدر بنا أن نلخص حوادث التاريخ السياسي تلخيصًا شديدًا.

فقد لبث الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط بعيدًا عن غزوات الإسكندر، وكانت السيادة في هذا الجزء، في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، لدولتين قويتين من الدول ذات المدينة الواحدة، وهما قرطاجنة وسرقصة، واستطاعت روما في الحروب البونية الأولى والثانية (٢٦٤–٢٤١، ٢١٨–٢٠١ق.م.) أن تغزو سرقصة، وأن تجعل من قرطاجنة دولة لا خطر لها على الإطلاق. وحدث في غضون القرن الثاني أن غزت روما الحكومة الملكية المقدونية، ولو أن مصر لبثت بعد ذلك أمدًا دولةً تابعة حتى موت كليوباترا (٣٠ق.م.) وتم غزو إسبانيا كحادثةٍ عارضة أثناء الحرب مع هانيبال، وغزا قيصر فرنسا في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، ثم غُزيت إنجلترا بعد ذلك بمائة عام تقريبًا، وأصبحت حدود الإمبراطور في مهد مجدها، هي الراين والدانوب في أوروبا، والفرات في آسيا، والصحراء في شماليِّ أفريقيا.


ولعل الاستعمار الروماني قد بلغ غاية كماله في شمالي أفريقيا (وذلك أمرٌ هام في تاريخ المسيحية؛ لأن شمالي أفريقيا هو موطن القديس قبريان والقديس أوغسطين)؛ فهنالك تحولت أراضٍ فسيحة لم تكن توزع قبل العصور الرومانية وبعدها إلى بقاعٍ خصيبة، وقامت فيها مدنٌ عامرة بسكانها، ولبثت الإمبراطورية الرومانية ثابتة الدعائم تنعم بالسلم أمدًا يزيد على مائتَي عام، منذ تولى أوغسطس الحكم (٣٠ق.م.) إلى أن نزلت كوارث القرن الثالث.


وفي غضون تلك الفترة من الزمان، طرأت تطورات هامة على دستور الدولة الرومانية؛ فقد كانت روما في أول الأمر دولة صغيرة ذات مدينة واحدة، ليست تختلف عن أمثالها من دول اليونان اختلافًا كبيرًا، خصوصًا ما كان منها — مثل إسبرطة — غير معتمد على التجارة الخارجية، وحلت جمهورية أرستقراطية محل طائفة من الملوك يشبهون ملوك اليونان في عصر هومر، ثم أخذت العناصر الديمقراطية تتسرب تدريجًا، بينما بقيت العناصر الأرستقراطية على قوتها متمثلة في مجلس الشيوخ، ونتج عن ذلك كله خليط قال عنه بانيتيوس الرواقي (الذي قام بوليبيوس وشيشرون بنشر آرائه) إنه تآلف مثالي اجتمعت فيه عناصر الملكية والأرستقراطية والديمقراطية، لكن جاء الغزو الحربي فقلب هذا التوازن الذي لم تكن فيه عوامل الدوام؛ إذ ترتب على الغزو أن ازداد ثراء طبقة أعضاء الشيوخ ازديادًا هائلًا، كما ازداد ثراء «الفرسان» بدرجةٍ أقل من ذلك قليلًا. و«الفرسان» اسمٌ كان يطلق على الجزء الأعلى من الطبقة الوسطى، وتحولت الزراعة في إيطاليا فبعد أن كانت في أيدي مزارعين صغار يزرعون الغلال بكدح أيديهم وأيدي عائلاتهم، أصبح الأمر ضيعات فسيحة تملكها الأرستقراطية الرومانية، حيث يقوم العبيد بزراعة الكرم والزيتون، فكانت نتيجة هذا التحول أن أصبح مجلس الشيوخ مطلق السلطان في حقيقة الأمر، ثم استُخدم هذا السلطان المطلق في غير حياء لزيادة ثروات الأفراد، دون اعتبار لمصالح الدولة أو رفاهية أبنائها.


وقامت حركةٌ ديمقراطية، بدأها الجراشيون the Gracchi في النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد، فانتهت إلى سلسلة من الحروب الأهلية، ثم أدَّت في الختام — كما حدث كثيرًا في اليونان — إلى قيام حكومة من الطغاة؛ فإنه لمما يستوقف النظر أن نرى نفس الأطوار التي كانت تحدث في اليونان في نطاقٍ ضيق، تعود إلى الحدوث في مثل هذا النطاق الفسيح، وجاء أوغسطس، وارث يوليوس قيصر ومتبنَّاه، فحكم من ٣٠ق.م. إلى ١٤ ميلادية، وقضى قضاءً أخيرًا على الحرب الأهلية، كما قضى (إذا استثنينا حالاتٍ قليلة) على حروب الغزو في الخارج، وتمتع العالم القديم بالسلم والأمن لأول مرة منذ بداية الحضارة اليونانية.

كان النظام السياسي عند اليونان قد فسد بعاملين؛ الأول: مطالبة كل مدينة لنفسها بالسيادة المطلقة. والثاني: ما نشأ بين الأغنياء والفقراء داخل كل مدينة من صراعٍ دامٍ مرير. أما العامل الأول فلم يعد بذي خطر على العالم بعد غزو قرطاجنة والممالك الهلينستية؛ إذ لم يعد في الإمكان مقاومة روما مقاومةً ذات خطر فعلي. وأما العامل الثاني فقد ظل قائمًا؛ فقد كنت ترى إبان الحروب الأهلية قائدًا يعلن نفسه حاميًا لمجلس الشيوخ، وآخر يعلن نفسه حاميًا للشعب، وكان النصر في مثل هذه الحالة يُكتب للقائد الذي يُجزل العطاء للجنود؛ ذلك أن الجنود لم يكفِهم أن يتقاضَوا الرواتب وأن يستولوا على الغنائم المنهوبة في الحرب، بل أرادوا كذلك أن يُمنحوا هِبات من الأراضي؛ وعلى ذلك كانت كل حربٍ أهلية تنتهي بطرد كثيرين من مُلاك الأراضي الذين كانوا يُعتبرون — بالاسم لا بالفعل — مستأجرين لتلك الأراضي من الدولة، كان هؤلاء يُطردون طردًا مشروعًا من الوجهة الشكلية، ليحل محلهم أعوان القائد المنتصر؛ وكانت نفقات الحرب، وهي قائمة، تُدبَّر بقتل الأغنياء ومصادرة أملاكهم. ولم يكن من اليسير إزالة هذا النظام رغم فظاعته، حتى جاء أوغسطس آخر الأمر، وكم كانت دهشة الناس جميعًا إذ رأوه يظفر لنفسه بنصرٍ شامل لم يدع فرصةً لمنافسٍ يتحداه بُغيةَ الحد من سلطانه.


ولما تبين العالم الروماني أن عصر الحرب الأهلية قد زال، عرَته الدهشة على نحوٍ أشاع البِشر في الناس جميعًا، اللهم إلا حزبًا صغيرًا من أعضاء الشيوخ؛ فإذا استثنيت هؤلاء، ووجدت الناس جميعًا قد أحسوا بعبء قد انزاح عن صدورهم، حين رأوا روما قد استطاعت أخيرًا — في عهد أوغسطس — أن تستكمل أسباب الاستقرار والنظام، التي لبث اليونان والمقدونيون يلتمسونها لأنفسهم في غير طائل، والتي أخفقت روما قبل أوغسطس في تحقيقها. ويقول «روستوفتسف Rostovtseff» إن روما الجمهورية لم تأتِ إلى اليونان «بشيءٍ جديد، سوى الفقر والإفلاس وعرقلة كل نشاطٍ سياسي ينهض به أصحابه بغير سندٍ من روما».١

كان حكم أوغسطس عهدًا سعيدًا للإمبراطورية الرومانية؛ فقد نُظمت إدارة الأقاليم آخر الأمر على نحوٍ يكفل مصالح السكان بعض الشيء، بعد أن كانت قائمة على أساس الاستغلال الخالص؛ لذلك لم يقتصر الأمر على تأليه أوغسطس رسميًّا بعد موته، بل رفعه الناس في كثير من مدن الأقاليم إلى مرتبة الآلهة مدفوعين إلى ذلك بشعورهم، وأثنى عليه الشعراء، ووجدت طبقة التجار أن انتشار السلم نافع لتجارتهم، بل إن مجلس الشيوخ نفسه — الذي التزم أوغسطس في معاملته كل أساليب الاحترام الشكلية الظاهرية — لم يدع فرصةً سانحة تمضي دون أن يخلع عليه أسباب التشريف والتكريم أشكالًا وألوانًا."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب