لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ الفلسفة الغربية (الكتاب الثاني): الفلسفة الكاثوليكية pdf تأليف برتراند راسل

 تحميل وتصفح كتاب تاريخ الفلسفة الغربية (الكتاب الثاني): الفلسفة الكاثوليكية - تأليف برتراند راسل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ الفلسفة الغربية: الفلسفة الكاثوليكية.


الجزء : الثاني.


تأليف : برتراند راسل.


ترجمة : زكي نجيب محمود.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


مراجعة : أحمد أمين.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 






مقتطف من الكتاب :


"الثقافة والفلسفة عند المسلمين


اختلفت الهجمات التي هوجمت بها الإمبراطورية الشرقية وأفريقيا وإسبانيا؛ عن تلك الهجمات التي هاجم بها البرابرة الشماليون بلاد الغرب، وذلك في وجهين؛ الأول: هو أن الإمبراطورية الشرقية لبثت قائمةً حتى سنة ١٤٥٣م، أي لبثت قائمة بعد الهجوم عليها أكثر مما لبثته الإمبراطورية الغربية بألف سنة تقريبًا. والثاني: هو أن الهجمات الرئيسية على الإمبراطورية الشرقية قام بها مسلمون، لم ينقلبوا مسيحيين بعد الغزو، بل طوَّروا مدنيَّة هامة خاصة بهم.


ويبدأ العصر الإسلامي بالهجرة١ سنة ٦٢٢ ميلادية، ومات محمد بعدها بعشر سنوات، فبدأت الفتوحات العربية بعد موته مباشرة، وسارت بسرعة خارقة لكل مألوف؛ أمَّا في الشرق، فقد غُزيت سوريا سنة ٦٣٤م، وخضعت خضوعًا تامًّا في مدى عامين. وغُزيت فارس سنة ٦٣٧م، وتم فتحها سنة ٦٥٠م. وغُزيت الهند سنة ٦٦٤م. وحوصرت القسطنطينية سنة ٦٦٩م (ثم حوصرت مرة أخرى في ٧١٦-٧١٧م). وأما حركة الفتوحات في الغرب فلم تكن مباغتة على هذا النحو بعينه الذي حدث في الشرق؛ ففُتحت مصر سنة ٦٤٢م، ولم تُفتح قرطاجنة إلا سنة ٦٩٧م. واستولوا على إسبانيا سنة ٧١١-٧١٢م، إلا ركنًا صغيرًا منها في الشمال الغربي. وجاءت واقعة تور سنة ٧٣٢م فكانت بمثابة الختام لحركة التوسع ناحية الغرب (ما عدا في صقلية وجنوبي إيطاليا)، وهي الموقعة التي هُزم فيها المسلمون، وكانت بعد موت النبي بمائة عام كاملة (أما الأتراك العثمانيون، الذين وفِّقوا أخيرًا إلى فتح القسطنطينية، فينتمون إلى فترة متأخرة عن الفترة التي نحن الآن بصدد الحديث فيها).


وعملت ظروف مختلفة على تيسير هذا التوسع؛ ففارس والإمبراطورية الشرقية كانتا منهوكتين بحروبهما الطويلة. وكان السوريون نسطوريين في كثرتهم الغالبة، فعانوا من اضطهاد الكاثوليك، وأمَّا المسلمون فقد أفسحوا صدورهم تسامحًا لكل المذاهب المسيحية، مقابل جزية تُفرض على معتنقيها. وكذلك رحَّب «موحدو طبيعة المسيح» في مصر بالغزاة، وكان هؤلاء «الموحدون لطبيعة المسيح» يؤلفون الجزء الأكبر من أهل البلاد. وفي أفريقيا تحالَف العرب مع البربر الذين لم يكن الرومان قد أفلحوا قط في إخضاعهم إخضاعًا كاملًا، وتعاوَن العرب والبربر معًا على غزو إسبانيا، وساعدهم على ذلك اليهود الذين كانوا قد ذاقوا المر من اضطهاد الفيسيقوطيين.


كانت ديانة «النبي» توحيدًا، بسيطًا، ليس فيه التعقيد الذي تراه في عقيدتَي «الثالوث» و«التجسيد»، ولم يزعم «النبي» لنفسه أنه إلهي، ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية نيابة عنه. وقد أعاد تحريم ما كان اليهود قد حرَّموه من قبل، وأعني به نحت التماثيل، كما حرَّم كذلك شرب الخمر. وجعل واجبًا على المؤمنين أن يفتحوا من العالم ما وَسِعهم فتْحه في سبيل الإسلام، على ألا يُسمح خلال ذلك باضطهاد المسيحيين أو اليهود أو الزرادشتيين — وهم «أهل الكتاب» كما يسميهم القرآن — أي أولئك الذين اتبعوا تعاليم كتاب من الكتب المنزَّلة.


كانت شبه الجزيرة العربية أرضًا صحراوية في معظم أجزائها، وأخذت تزداد شيئًا بعد شيء في عجزها عن تهيئة سبيل العيش لسكانها؛ فكانت أولى فتوحات العرب مجرد إغارات للنهب، ولم تنقلب الفتوحات احتلالًا دائمًا إلا بعد أن تبيَّنوا بالخبرة ضعف أعدائهم. وما هو إلا أن وجد هؤلاء الناس، خلال ما يقرب من عشرين عامًا، وقد اعتادوا كل صنوف الصعاب التي يلاقيها الإنسان في العيش الشَّظِف على حدود الصحراء؛ ما هو إلا أن وجدوا أنفسهم فجأة سادة على بعض المناطق، التي هي أغنى مناطق العالم، وفي أيديهم وسائل التمتع بكل ضروب الترف وكل ألوان التهذيب، التي كانت قِوام حضارة من الحضارات القديمة؛ فكانوا أقوى من معظم برابرة الشمال في مقاومة الإغراء الناجم عن هذا التحول. ولما كانوا قد ظفروا بإمبراطوريتهم بغير كثير من شديد القتال؛ فلم يقع من التدمير إلا قليل، وظلت الحكومة المدنية قائمة كما كانت، لا يكاد يصيبها شيء من التغيير؛ إذ كانت الحكومة المدنية في فارس وفي الإمبراطورية البيزنطية، على درجة عالية من التنظيم، ولم يفهم رجال القبائل من العرب — أولَ الأمر — شيئًا على الإطلاق من دقائق تلك الحكومة، فاضطُروا بطبيعة الحال أن يقبلوا معونة الرجال المدرَّبين الذين وجدوا مقاليد الأمور في أيديهم، ولم يُبدِ معظم هؤلاء الرجال شيئًا من النفور من القيام بمناصبهم تحت سادتهم الجدد، بل إن التغير في السادة قد يسَّر عليهم مهامَّهم؛ لأن الضريبة قد خفَّت بدرجة كبيرة جدًّا، أضف إلى ذلك أن الشطر الأعظم من أهالي البلاد قد تركوا المسيحية واعتنقوا الإسلام، تخلصًا من دفع الجزية.


كانت الإمبراطورية العربية مَلكية مطلقة تحت إمرة الخليفة، الذي كان خلَفًا ﻟ «النبي»، وورث عنه كثيرًا من قداسته. وكانت الخلافة انتخابية اسمًا، لكنها سرعان ما أصبحت وراثية؛ فأسَّس الأسرةَ المالكة الأولى — أسرة الأمويين الذين دام حكمهم حتى سنة ٧٥٠م — رجالٌ آمنوا بمحمد لغايات سياسية خالصة، ولبثت تلك الأسرة دائمًا معارِضة للفريق الأكثر تزمتًا في الدين من بين فريق المؤمنين؛ فلم يكن العرب سلالة تتصف بالإمعان في التدين، على الرغم من أنهم فتحوا جزءًا كبيرًا من العالم باسم دين جديد؛ فالدافع لهم على فتوحاتهم هو النهب والثراء أكثر منه العقيدة الدينية، وما يسَّر لنفرٍ قليل من المقاتلين حكمَ مجموعات كبيرة من السكان في بلاد أرقى مدنيةً، وتَدين بغير دينهم، حُكمًا لم يلاقوا فيه صعوبة كبيرة إلا نقصُ التعصب الديني فيهم."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب