كتاب الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية - تأليف د. محمد الاخضر - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية.
المؤلف : د. محمد الاخضر.
الناشر : دار الرشاد الحديثة.
الطبعة : الأولى سنة 1977م.
عدد الصفحات : 502.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"مولاي الحسن
(1894-1873 = 1311 - 1290)
ا - ملكه
يعتبر مولاي الحسن من أعظم ملوك المغرب وأجلهم قدرا. بويع باجماع الامة، فتابع عملية التهدئة واقرار الامن التي سار عليها أسلافه من قبل، وضم الى جانبه كبار قواد الجنوب.
لم يقع لمولاي الحسن اى حادث مع فرنسا، لكن الدول الاوربية الاخرى ازدادت مطامعها في المغرب، فجاءت معاهدة مدريد سنة 1880 تسوى المسائل المتعلقة بالتجارة والحماية ) وقررت اتفاقيات دولية أخرى ما يتعلق بالمسائل العملية الخاصة بطنجة ».
ب - اعماله
لمولاي الحسن خدمات وانجازات عديدة، وبخاصة اقامة ( المكينة ) بفاس سنة 1885، بمساعدة ضباط ايطاليين.
ج - منجزاته الثقافية :
تابع مولاي الحسن عمل والده فى ميدان العلم والرقى، فأرسل بعثات طلابية الى مصر ومختلف دول أوربا، لتحصيل كل العلوم، بما في ذلك الرياضيات والفنون الحربية وتوجه عبد السلام العلمى المتقدم الذكر في بعثة الى مصر للتخصص في الطب.
وفى ميدان الطباعة، تم بفاس، عام 1304 = 1886، طبع شرح الشيخ مرتضى الزبيدي على احياء المعلوم للامام الغزالي، وكتب الخوجة الطوسى الخاصة بمبادىء هندسة اقليدس.
وكلف مولاي الحسن شيخه أبا العباس أحمد ابن الحاج بكتابة تاريخ مفصل للدولة العلوية، فألف الدر المنتخب فى خمسة عشر مجلدا، وقطعه الموت عن اكماله، كما أمر كاتبه أبا العباس أحمد بن عبد الواحد ابن المواز بتأليف كتاب فى شرعية علم الكيمياء، وأخيرا أمر بقراءة. حزب مختصر خليل بعد صلاة العصر من كل يوم، ليختم مرة في الشهر، وما تزال عادة قراءة حزب المختصر جارية حتى الآن في بعض مدن المغرب.
ب - الحياة الفكرية :
أشرنا في الفصل السابق الى الجهود التي بذلها الملوك الثلاثة للرفع من المستوى الثقافى فى البلاد، بعد أن أخذت تظهر بوادر الانحطاط. ومن بين الوسائل التي لجؤوا اليها لتحقيق الانبعاث : اصلاح التعليم، وتشجيع الكتاب ماديا ومعنويا، وطبع الكتب، وارسال البعثات الطلابية الى الخارج.
وبالاتصال المتزايد مع مظاهر التقدم والحضارة، وجد هاجس يوحى بأن هناك شيئا جديدا سيحدث ويعمل على تأجيل موعده بكل الوسائل. فاحتلال الجزائر ( 1830 )، وموقعة ايسلى ( 1844) بادرتان سيكون لهما أثر عميق على سلوك المغرب في جميع الميادين.
ففى الميدان الادبى، سيعلق على الحادثين ويستغلهما كل من الصوفية والشعراء. ويرون فيهما علامة للغضب الالهى لانتهاك حرمات الدين والاخذ بالعادات الذميمة. وبذلك كانت كتاباتهم طافحة بانتقاد اخلاق المجتمع، والحض على التشبث بالمبادىء الاساسية في الاسلام والجهاد في سبيل الله ضد الكفار المعتدين.
تظهر هذه الانتقادات، من وجهة النظر الدينية، في شكل محاربة شديدة الصرامة للبدع المخالفة للدين، المناقضة لتعاليم الاسلام. ولم تحارب الخطايا الكبائر وحدها، كشرب الخمر والتهتك والفجور، وانما شملت المحاربة أيضا عادات أخرى غير مضرة، كاستعمال الشاي والقهوة والتبغ. وقامت حملة موازية ضد الدجالين من المتصوفة المغامرين، باعتبارهم المسؤولين الرئيسيين عن انحلال الاخلاق. والواقع أن رؤساء الطرق كانوا حتى ذلك الوقت موضع ثقة، وتعاليمهم الصوفية مثالية. ومنذ مطلع القرن التاسع عشر، أصبح الصوفية موضع شك وحذر من طرف أكثر العلماء الذين أخذوا يتطلبون ضمانات أكثر فى رواية هذا التعليم.
وخير مثال لذلك : الشيخ سيدى أحمد التيجاني الذي اثارت
شخصيته مجادلة حادة بين اكنسوس من المريدين التيجانيين المتحمسين، والمشرفي من خصوم التيجانية الالداء.
ان أكبر من يمثل هذه الحركة، هو العالم الشهير الفقيه كنون الذي أثار حفيظة السلطان بمطاعنه القاسية، وذهب الى السجن مدة. وانتقل دور الرقباء في الواقع الى الكتاب الادباء، فأخذوا يحررون باسم ملوكهم مناشير يبعثون بها الى الولاة والقضاة، بل وحتى الى سكان تلك المدينة أو ذلك الاقليم، يذكرونهم بواجباتهم، ويقدمون اليهم نصائح وتوصيات، بعد أن يعنفوهم بشدة. وكثيرا ما كانت الظروف هي التي تملى تلك المكاتيب، فتأتي على اثر صدور حكم جائر، أو تجاوز حد السلطة، أو وقوع ثورة، أو حادثة فى الحدود. ومن أشهر الكتاب آنذاك اكنسوس، ومحمد بن ادريس العمراوى، وابنه ادريس. وهذه الرسائل المحررة بأسلوب مسجع مثقل بأنواع المحسنات، تكون نموذجا للترسل في هذا العصر، وتوضح فى نفس الوقت انحطاط الادب، لانه، متى انتقد الخلق والاصالة، اتجهت العناية الى تأنيق الشكل على حساب المعنى."
رابط تحميل الكتاب
