لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الممارسة السحرية بالمغرب بين الكوني والمحلي والديني pdf تأليف د. عبد الهادي أعراب

 تحميل وتصفح مقالة "الممارسة السحرية بالمغرب بين الكوني والمحلي والديني" تأليف د. عبد الهادي أعراب - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن المقالة :


العنوان : الممارسة السحرية بالمغرب بين الكوني والمحلي والديني.


المؤلف : د. عبد الهادي أعراب.


المصدر : مجلة كلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة.


الناشر : جامعة شعيب الدكالي - كلية الآداب والعلوم الإنسانية.


سنة النشر : 2016.


المجلد/العدد : ع17, 16.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 






مقتطف من المقالة :


"بعيدا عن أية خصوصية ضيقة، عرفت الممارسة السحرية بالمغرب شأنه في ذلك شأن باقي البلدان الإسلامية معارضة قوية من طرف العلماء وفقهاء الدين الأرثوذوكسي، ممن كانوا يرون فيها فعلا مناقضا للتعاليم الدينية. إلا أن الحاجة الملحة إليها مجتمعيا مكنتها من أن تجد لنفسها موقع قدم صلب وأن ترتبط بمؤسسة خاصة تتمتع بقدر كبير من المشروعية الدينية التي يستلزمها السحر. يتعلق الأمر بمؤسسة «الفقيه» فقيه الشرط» (بتسكين الفاء) التي تذيب التنافر الحاصل بين مستوى الخطاب الديني العالم ومستوى الخطاب الشعبي الحاضن لتصورات الأفراد ومعتقداتهم. 


يتعلق الأمر إذن، بممارسة تجسد بعمق أعلى مستويات «ثقافة الالتباس» التي تؤطر وظائف «الفقيه»، خصوصا إذا استحضرنا الشرعية الدينية التي يمثلها داخل الفضاء القروي، بوصفه الحامل للقرآن والموجه الديني والإمام الذي يقود الناس في الصلاة. لكن بدراسة مكونات سحره وعناصر وصفاته المختلفة، نقف على الطابع الديني الذي يميز ،سحره واجدا في القرآن مادته الأساسية ودعامته الشرعية . أما النصوص الدينية التي تحرم السحر أو تصفه بالكراهة، فيتم تأويلها في اتجاه تأكيد وجوده لا نفيه. وبتحليل لغة الفقهاء وكذا زبائنه، نلمس أنه لا يتم الحديث عن سحر، بقدر ما يتم الحديث عن أحجبة أو بركة أسماء الله» أو «بركة القرآن» . هاهنا ، يتحول السحر إلى بركة وتستحيل التميمة إلى مجرد «سبوب» !


على هذا النحو، استطاع الفقيه» أن يصالح بين السحر في جانبه الوثني والإحيائي وبين المعتقد الإسلامي المرن باحتواء هذه المعتقدات وشرعنتها من داخل | الفهم الديني، خلافا لسحر الساحر أو لسحر المرأة الذي يبتعد - شكلا ومعنى- عن القداسة، لتورطه في أتون المدنس واعتماده عبارات سوقية ولا أخلاقية بالإضافة إلى مواد قذرة وأبخرة كريهة.


وحتى لما يمارس «الفقيه» نفسه، «السحر الشيطاني» فان حمله لكتاب الله، يضفي على سحره بعدا مختلفا، لا يقطع فيه صلته مع الفرائض الدينية، كالصلاة والصوم والأدعية التي تصبح إحدى أسس ممارسته السحرية. أما زبائنه فلا يرون في تمائمه السحرية أدنى شبهة دينية، بل يعتقدون في قدرتها على العلاج وحل مشكلاتهم الخاصة، لأن ما يكتبه وباللغة التي نزل بها القرآن كفيل في نظرهم لتحقيق أمانيهم وتعزيز نجاحاتهم وحمايتهم ضد كل الشرور التي يمكن أن تهدد صحتهم وسلامتهم وثرواتهم.


بعيدا عن سحر «الفقيه»، نؤكد أن ترسخ السحر كممارسة بالمجتمع المغربي، يعود إلى أزمنة قديمة، حيث استطاع أن يتعايش مع المعتقدات الإسلامية. في هذا المقام يرى Doutte أن المغاربة كمسلمين، استطاعوا رغم اعتراض دينهم على السحر، دمجه في الكتابة التي توظف أسماء الله وسور القرآن إلى جانب المربعات السحرية.


إنها صورة مزدوجة لمشهد أكثر التباسا، فإلى جانب الإقرار بالإسلام دينا، هناك إصرار أكبر على الاحتفاظ بعناصر ومكونات سحرية وما قبل إسلامية؛ فالمسلم والمغربي تحديدا، يؤمن بالتطير ويسلم به اعتقادا وعقيدة علما أنه إفراز المعتقد سحري قديم، كما أن إيمانه أيضا بالفأل ليس إلا شكلا من أشكال الاعتقاد في قوة الكلمة الاسم، وهو اعتقاد لا يرتبط فقط بالاسم الملفوظ وإنما بالاسم المكتوب أيضا، يعتبره Doutte أسا من أسس السحر. ولعل من شواهد ترسخه، أنه يرتبط بالصباح كفاتحة لليوم بأكمله، حيث يستبشر الفرد أو يتجهم سوادا، لذلك يحرص باستمرار وحذر على أن يتجنب أي طالع سيء سواء كان حيوانا أو إنسانا؛ وليس غريبا أيضا أن يفتتح يومه بتحية خاصة، يلخصها السؤال عن الصحة والأحوال مع نفي للألم : «لا بأس» (Pas de mal).


إلى جانب ذلك، يسود الاعتقاد في الأرواح والكائنات المفارقة (الجن) وبفعاليتها وقدرتها على الاتصال بالإنسان والتأثير على حياته،وتصل درجة هذا الاعتقاد السحري حدودا يتم التعامل معها بخوف شديد، لهذا كلما ذكر اسم هذه المخلوقات، إلا واتبع بالبسملة بسم الله الرحمان الرحيم»، وفي لحظات أخرى تذكر بغير اسمها أو بضمير الغائب «أولئك هاذوك» أو تحت اسم مستعار «المسلمين - المومنين - مالين المكان.. ».


وقد أشار E.Laoust إلى ظاهرة الاعتقاد في الأشياء كالأحجار مثلا، أو ما يعرف بـ «الكراكر»، سواء فيما يرتبط بقدرتها العلاجية أو السحرية. ومن أشهر الأمراض التي ترتبط الإصابة بها أو العلاج منها بالأحجار، «خوخو شعيرة»، الذي يؤكد Doutté نفسه أنه معروف في بلدان وأوساط أخرى غير المغرب، ويعتقد أنه مرض سحري يتم انتقاله من خلال الأحجار. ويرى Westermarck أن الاعتقاد السحري المرتبط بالأحجار عموما، يجد امتداده فيما أسماه عبادة الأحجار» التي عرفها المغرب قبل مجيء الإسلام وحافظ عليها المجتمع الإسلامي نفسه إلى اليوم إلى جانبها، يسود الاعتقاد السحري أيضا في الماء وقدرته على العلاج وطرد الآثار السحرية، ولعل أقدرها على فعل ذلك، ماء البحر من خلال الاستحمام بسبع موجات منه.


كثيرة إذن هي المعتقدات السحرية بالمغرب يمتزج فيها ما هو كوني بما هو محض إسلامي وما هو مقدس بما هو مدنس، وهو ذات الامتزاج الذي يجعل الممارسة السحرية بهذا البلد معقدة وملتبسة. يذكرنا هذا بقول M.Eliade: «إننا نعرف أنه لا يوجد أي حيوان أو أية شجرة مهمة لم تشارك في القداسة طيلة التاريخ» موسعا من مجال المعتقدات السحرية لتشمل تلك التي ترتبط بتفاصيل حياتنا اليومية، معتبرا إياها امتدادا لبعد قداسي، إذ يتحول السحر نفسه إلى قداسة خاصة يتجاوز فيها المقدس تعارضه الجوهري مع المدنس وتستوعب القداسة نفسها الجوانب المتسخة والمدنسة."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب