لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب زمن "لمحلات" السلطانية؛ الجيش المغربي وأحداث قبائل المغرب ما بين 1860 و 1912 م pdf تأليف لويس أرنو

 تحميل وتصفح كتاب زمن "لمحلات" السلطانية؛ الجيش المغربي وأحداث قبائل المغرب ما بين 1860 و 1912 م - تأليف لويس أرنو - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : زمن "لمحلات" السلطانية؛ الجيش المغربي وأحداث قبائل المغرب ما بين 1860 و 1912 م.


المؤلف : لويس أرنو.


ترجمة : محمد ناجي بن عمر.


الناشر : أفريقيا الشرق.


الطبعة : 2002 م.


عدد الصفحات : 226.


حجم الكتاب : 4.78 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF 






مقتطف من الكتاب :


"الريسولي : "أحد ملوك الجبال"


فلنرجع شيئا ما إلى الوراء لنعرف ماذا يجري في هذه الأثناء داخل المخزن وخارجه فبينما ظل بوحمارة مستريحا بتازة، بعد رجوع المحلة إلى أو طابوعبان، واحتلال الأفواج الشريفة لوجدة، رجع المخزن إلى فاس مستعدا لمزيد من المشاكل المرتقبة ( سنة 1904)، كان أولها وأخطرها، نقص الموارد النقدية، لأن مصاريف القصر استمرت في تصاعدها، بالإضافة إلى مصاريف مواجهة بوحمارة، ناهيك عن تكاليف المؤن والبنادق التي ترسل بالآلاف إلى وجدة وصيانة وترميم صفوف الأفواج العسكرية.


ولكي يقوي السلطان مداخيل خزينته فقد قرر فرض ضريبة جديدة تسمى : «الترتيب» وكانت قد قررت قبل ( غشت - شتنبر (1901) لكنها لم تستخلص بعد والضرائب كما تعلم، قد حدد القرآن ،مقدارها ولا أدري لماذا يراد أن يغير النظام الذي سار عليه أجدادنا وأقره الرسول (صلعم)، وجاءت هذه الضرائب أخيرا لتعوض : الزكاة والعشور ( العشر). وبأمر من المخزن فرضت رسوم استوحاها السلطان من الأنجليز، على الجميع، وعلى كل شيء : الأغنام والحمير والخيول والبغال والجمال والزياتين، والثمور وكل الأشجار المثمرة وغير المثمرة، والأراضي والأحجار، حيث كانت تدفع عنها مبالغ مقدما. ولم يستثن سوى هواء التنفس وماء الشرب، ولم يفكر في الدجاج والبيض أيضا ! وقد تساوي في الأداء الغني الذي يملك قطعان الجمال والفقير الذي لا يملك سوى حمار وبعض الخرفان، كما تساوى فيها أيضا الباشوات والشرفاء والأولياء وذوي البركات وغيرهم، لقد خضع لها وأداها الجميع. لكن، وفي واقع الأمر، فإن هؤلاء القواد والشرفاء والأولياء، قد ظلوا على مر الزمن معفيين من أداء الضرائب، ووجدوا هذا الإجراء والقرار الجديد غير عادل وغير شرعي وملزم فرفض الأقوياء منهم الخضوع وأمروا قبائلهم بالتمرد ضد ضريبة الترتيب وحمل السلاح إذا اقتضى الأمر على «القاعدة» العادة. مما جعل العدول والأمناء المكلفين بالإستخلاص يتراجعون عن مطالبتهم بالأذاء.


وقد كان هذا الإجراء، ورد الفعل مضهرا آخر من مظاهر ضعف السلطة وعدم التحكم في الأمور، فتوالت الإضطرابات والتمردات من كل القبائل وكان أول أعداء المخزن في هذه الفترة : القواد الذين عينهم، لأنهم لم يعودوا يتقاضون رواتبهم. وكان من عادتهم حينما يعطون مستحقات الترتيب إلى المخزن يأخذون ) دوروان : ( دورو ( لكل ( فنبض بالتالي مصدر ثروتهم.


ولم يعد يحصل الشيخ التازي وزير المالية على أي شيء من القبائل، ولم يعد يرى من حل سوى الإقتراض من الأجانب، فاقترض المخزن هذه السنة أيضا مبالغ هامة من النقود الملايين من فرنسا. واستدعي ماك لان - الذي كان قد بقي في طنجة منذ الأيام العصيبة التي مر منها صديقه المنبهي - إلى فاس وعادت له حيويته كما كان من قبل.


 وكان الناس كلهم، متدمرون فالوزراء لازالوا هم نفس الوجوه ( سي فضول غرنيط وسي عبد الكريم بن سليمان وسي عبد السلام التازي ) وزير المالية يوليوز 1904)، وسي محمد الكباص، لا يقومون بأي شيء، أو بالأحرى لا يستطيعون القيام بأي شيء، من أجل أن يرجع هذا الشعب إلى قبضة السلطان الذي استمر في الإنغماس في ملذاته، وكان لابد من مولاي حسن جديد في العرش، لكن ابنه لا يشبهه. فلا فائدة من الكلام ! فالمقدر مقدر ولا هروب منه.

 ‏

واستمر بوحمارة في تهييج وشحذ كل راغب في المغامرة والعصيان والتمرد، خاصة أنهم كانوا يقولون : المخزن ضعيف جدا كطفل صغير، فلابد من مدافع، ثم إن بوحمارة لازال يفرض قانونه وسلطته في تازة فلم لانفعل مثله؟ فتحركت القبائل في تمرد تحت قيادة بعض الفوضويين الراغبين في تكوين ثرواتهم مستغلين هذه التمردات والإضطرابات. فكانت القصبات تسقط في أيديهم هنا وهناك، والمزارع تجتاح، وكان القواد الذين حدثتك عنهم يرجعون إلى أراضيهم بعد أن فروا من البرانس واتسول ليجدوها قد اجتاحتها عصابات النهابين واللصوص الذين يتحركون ناهبين بين القصبات عندما علموا بأن حماة وقواد هذه القصبات قد التحقوا بمحلة السلطان، فكانوا يعبرون كل الشاوية ودكالة والرحامنة وكل الحوز، فأصبحت الأسواق خالية تماما ولم يعد أحد يستطيع أن يؤمن غداء يومه أو غده.


وبعد مرور أشهر من دخول السلطان إلى فاس كان مضطرا لبعث محلة إلى الشاوية من 3000 فارس من الوداية والشراردة تحت قيادة عمه عبد المالك. الذي أرجع الأمور إلى نصابها في المنطقة، وعسكر قرب الدار البيضاء بعين مازي.


لكن كان يوجد بناحية الفحص ( ضواحي طنجة )، والعنجرة، رجل أكثر ذكاء وقوة من باقي اللصوص والمتمردين بدأ يثير اهتمام ليس فقط المخزن، بل المسيحيين أيضا ويسمى مولاي أحمد الريسوني أي من ريسانة ) بترقيق الراء أو تفخيمها)، وهي قبيلة صغيرة من بداوة بين طنجة والقصر الكبير، فقد كان هذا الريسوني أو الريسولي كما يحلو لك، ولازال حيا ورغم كبر سنه لازال يقلق الإسبان متعلما شريفا من زاوية تازروت، ازداد بزينات عند بني عروس وكان أخواله من بني مساور ، فهو رجل جبلي فعلا قوي وعنيف وصارم في مقاومته، إنه فعلا جبلي حقيقي لم يستطع المخزن إخضاعه قط، فقد كان يرغب منذ صغره في المعارضة، وحكم الآخرين وتجميع كل جبالة حوله. وبما أنه كان فقيرا فإنه كان يحصل على النقود من هجوماته وإغارته على كل من يمر عبر الطريق الواقعة تحت نفوذه، أي القوافل الذاهبة إلى طنجة، أو القطعان المتجهة نحو القصر الكبير. فتنامت قوته بهذه المنطقة مما جعل مولاي الحسن يبعث ضده بعدة محلات وكان دائما ما يرده إلى الصواب، وأعتقد أن باحماد كان منتبها إليه ومحتاطا منه كثيرا، خاصة أنه يظل دائما طليقا حرا، يتمرد كل مرة رأى فيها أن المحلة لم تعد تهدده. لكن في أحد الأيام رأى السلطان أن قاطع الطريق هذا قد أصبحت قوته مهددة للعرش وخطيرة، فقبض عليه صدفة في سوق طنجة واقتاده إلى سجن جزيرة الصويرة، حيث يسجن معارضو الدولة. وفي الوقت الذي كانت فيه كل أنظار المغرب متجهة نحو بوحمارة، أصبح الريسولي حرا طليقا، بعد أن أدى دون شك الغرامة وخلع عنه قيود السجن ) ورجع نحو الفحص ليستأنف تحركاته ونشاطه من جديد فكان من أتباعه حوالي مائة رجل من العنجرة مكونين حرسه الخاص : طويلي القامة أقوياء ،أصلاب حذرين متيقضين، شديدي وسريعي رد الفعل، يستجيبون بكل طواعية ودون مناقشة لأوامره يرتدون جلاليب سود داكنة مسلحين بطريقة جيدة. كما كان له عدة جواسيس في كل مكان تقريبا يحملون إليه أخبار العائلات والأسر التي فيها معارضين له، أو من يريد أن يكون من معارضيه، وبمجرد عودته إلى الجبل التف الأهالي بقوة حول هذا القائد العائد من سجن المخزن، والذي يريهم آثار القيود على قدميه. وقد كان يراقب كل شيء من موقعه المرتفع بتازروت حيث يعلم وقت وقوع الأحداث أو أن هذه القافلة، أو ذلك الشريف، أو غريبا ما يتنقل نحو فاس في هذه المهمة يوم كذا ومن أجل كذا بكل دقة. فهو متحكم إذن في كل تحركاتهم ويظن أنهم في قبضته فلم يعد المخزن يخفيه وليس من السهل قطع جناحيه كما يقال، فهو صلب قوي كالجدار، فقد كان يتحرك على جواده بقوة وسرعة حتى إنه لا يعلم أين يوجد هل هو في تزنيت أم في تازروت مقرا إقامته المفضلين، وكانت لحيته كتة تغطي وجهه، ونظراته حادة تجعلك تنجز ما يطلبه منك وبانحناء. وكان قائد حرسه هو خليفته ابن منصور.


هذا هو الرجل الذي يثير اهتمام المخزن في الغرب، والذي يريد أن يلعب دورا أهم من دور بوحمارة مادام أن الفوضى والضعف هما السائدين بفاس، وكانت هناك محلة شريفة بقيادة مولاي عبد السلام الأمراني معسكرة على مشارف، طنجة، لكنها غير مخيفة وقوية بالشكل الكافي، خاصة قد تأثرت بكثرة فرار الجنود وانتشار النهب والسرقة في صفوفها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب