لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التحضر من خلال فكر ابن خلدون: قراءة في الاجتماع الخلدوني PDF تأليف د. اليوسفي المولدي

 مقالة "التحضر من خلال فكر ابن خلدون: قراءة في الاجتماع الخلدوني" تأليف د. اليوسفي المولدي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن المقالة :


العنوان : التحضر من خلال فكر ابن خلدون: قراءة في الاجتماع الخلدوني.


المؤلف : د. اليوسفي المولدي.


المصدر : مجلة مقابسات.


الناشر : جامعة تونس المنار - المعهد العالي للعلوم الإنسانية.


عدد الصفحات : 39 ص.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 



 



مقتطف من المقالة :


"التحضر موضوع علم الاجتماع


فالتحضر ثمرة مجهود إنساني يسعى لإيجاد المدينة وهذا ما يستشف من صيغة «تحضّر / تفعّل " أي طلب الفعل ومن هنا كان التحضر موضوعا لمبحثين مختلفين.


الأول يبحث في التخطيط للمدن، أي يعتبر التحضّر في هذا السياق فن تشييد المدن. وتعتبره فرنسواز شواي علما مستقلا وتجعل من المهندس المعماري الأسباني الدفونصو سرد أول من أوجد نظرية في هذا المجال. إلا أنه موضوع علوم متعددة. فالجغرافيون يهتمون بقضية التحضر كمسألة تهيئة فضاء المدن وهي بذلك تكون عندهم مجموعة رؤى ونظم تهدف تهيئة الفضاء الحضري حسب ما تقتضيه جمالية المحيط وما تفرضه الظروف الاجتماعية. ويهتم القانونيون (القانون) (الإداري في المجال بمجموعة قوانين ولوائح تخص استعمال الأرض واستغلالها لتهيئة الفضاء الجغرافي للمدن ومحيطها. وفي الهندسة التحضر هو نظرية خط المدن ويعد ذلك مهندسون مختصون في رسم التخاطيط وتطبيقها تماشيا مع برامج تهيئة فضاء المدن. والتحضر عند السلطة هو التهيئة العمرانية (الأشغال التمدينية) أي كل الأشغال المتعلقة بتهيئة المدن والقرى ومن معانيها أيضا ما يتعلق بتهيئة المناطق ذات الطابع الريفي لتصبح مركزا سكنيا ذات طابع مديني. وكذلك التحول التحضيري الذي يدك أسس حي ما لتحويله من طابع إلى آخر أو تحويل مجموعة سكنية من مكان لآخر تماشيا مع أحد القرارات السياسية التي تكون السلطة قد اتخذته.


و يدرس المبحث الثاني نشأة المدن والتفاعلات بين الفاعلين الاجتماعيين المؤدية لبروزها ولأن هذا يتصل بفعل الإنسان في الإطار العمراني عموما فإنه يدخل في مجال علم العمران.


 تعتبر المدارس الاجتماعية الحديثة التحضر موضوع اهتمام أو اختصاص في العلوم الإنسانية حديثا حداثة التوسع العمراني الذي تعرفه مجتمعات اليوم وهو كمفهوم علم اجتماعي يعتبر دالا على حالة عمرانية تتسم بتحول عميق. فالحالة العمرانية تتسم بقوة أو ضعف درجة التحول الذي يعكسه الواقع الاجتماعي. فلئن اتفق جل المنظرين الاجتماعيين على أن المجتمع الإنساني متغير بطبعه فإنهم يقرون أيضا بأن حركية التغير هذه يشتد نسقها ويضعف حسب متغیرات متعددة منها الداخلي ومنها الخارجي الحالة العمرانية متحركة عندما يعرف أعوان التغيير عوامل التغيير تنشط في مجالها الاجتماعي وقد تعرف تجمدا إذا ما اتسمت بضعف نسق حركة عوامل التغيير وطبعت بالتماثلية ورفض كل تجديد ونشاط اعوان التغيير و تدخل عوامل التغيير هذه أو تجمدها لا ينتج عن قرار يُتخذ وإنما هي حالة، يصفها كلود لفيس ستروس (أنتروبولوجي (فرنسي) بالحارة عندما تنشط فيها حركة عوامل التغيير وبالبرودة عندما تضعف تلك العوامل، تنتج عن عدة متغيرات سنتعرض لها. وعوامل التغيير الخارجية تنشط في مجال الحالة الاجتماعية تثاقفا أو انثقافا. كما أن نشاطها يكون موجها للداخل أو للخارج.

 ‏

تطور علم الاجتماع أساسا نتيجة سرعة نسق تغير الحالة العمرانية التي عرفتها المجتمعات الغربية بمفعول قوة عوامل التغيير الجديدة التي أشعلت حرارتها بالمفهوم الذي ذكرناه عن ك لفيستروس والتصاق علم الاجتماع بواقع المجتمع جعله يتمتع من حيث اهتماماته بحماية من السقوط في المباحث الافتراضية والمجادلات والتأملات التجريدية. لذلك لا تطرح عادة قضية ما كمبحث لعلم الاجتماع إلا أن تكون لها أبعاد اجتماعية تمس صميم الحياة الاجتماعية لذلك نقول أن التحضر كقضية علم اجتماعية قد يختلف عما يطرحه القانون أو الاقتصاد في دراستهما لنفس القضية. طبعا لا ننفي بهذا مسألة تكامل كل العلوم الإنسانية وإنما نقصد التأكيد على خصوصية طرق ودوافع دراسة المسألة عند كل واحد من الاختصاصات.


تقول فرانسواز شوا أن لفظ التحضر (urbanisme) يعود في اللغة الفرنسية إلى سنة 1910 ويدلل على اختصاص جديد ولد من المتطلبات الخصوصية للمجتمع الصناعي. لذلك تعتبر التحضر علم تنظيم فضائي للمدن، يتضمن وجه مزدوج نظري وتطبيقي.


لكننا نرى أن التحضر الذي تتحدث عنه فرنسواز شوا ليس هو القراءة الاجتماعية فنحن نعتبر التحضر فرعا من فروع علم الاجتماع ولد في مدرسة التحول الكبير، وهي التحاليل الاجتماعية التي درست التحول الذي عرفته أوروبا مع تطور المجتمع الصناعي إذ عرفت تلك الفترة تحولات عميقة يعتبرها بیار برنبوم دافع تطور علم الاجتماع ولئن ربط برنبوم هذا التطور لعلم الاجتماع بالثورة الفرنسية وهي مسألة قابلة للجدل ذلك أن التحولات عرفتها كل أوروبا والتي تأثرت لا محالة بتلك الثورة فإن العامل الأساسي للتحولات التي طبعت أوروبا هو التطور الصناعي وما انجر عنه من تفكك أسس الإقطاع وتحول اجتماعي دك الأسس البنيوية للمجتمع وألغى وظائف وخلق أخرى ونمى عالم رموز واضمحل آخر في المجتمع الغربي وتجسد هذا التحول، خاصة في نمو التحضر إذ تفيد التقديرات، يقول الدكتور اسحاق يعقوب القطب، بأن أقل من من سكان العالم كانوا يعيشون في المناطق الحضرية حوالي عام (1800)، وفي عام (1920) ارتفعت هذه النسبة إلى (14%) طبعا ما كان لهذا التحول أن لا يُحدث زلزلة في المجتمع على جميع مستوياته. وقد اهتم بذلك علماء اجتماع مثل الالماني فاردينان طونيز والفرنسي إيميل دير كايم، أما الجانب المتصل بتقنية التنظيم الفضائي للمدن فإننا وإن كنا نقر بأهميته وأهمية ما ينجزه، تخطيط المدينة، كظاهرة اجتماعيه لكننا لا نجده من حيث هو معرفة من صلب مواضيع علم الاجتماع وإنما هو من اهتمام المهندسين والقانونيين...


يدرس المبحث العلمي للظاهرة لا في لحظة تحولها وإنما في لحظة تجليها، أي لحظة ولادتها لأول مرة ويتتبع تحولاتها في ما بعد. لذلك يرجع الباحثون في التحضر إلى أول ما يتبادر للذهن في هذا المجال وهو التساؤل عن كيفية بروز الحواضر ؟ ولا يبدو فرع من العلوم الإنسانية مؤهل للإجابة على هذا السؤال أكثر من علم الاجتماع لأنه يدرس الظاهرة كلية في إطارها الطبيعي (أي المجتمع) وباتصالها بمختلف العوامل الاجتماعية التي تشكل مجتمعة الظاهرة الاجتماعية.


وبالتالي يكون التحضر، كأحد فروع علم الاجتماع، مجالا لدراسة عوامل ودوافع نمو المدن والتحول الذي تشهده وانعكاسات ذلك على المجتمع. 


و هنا تبرز فائدة الدراسة الخلدونية لأن منهج ابن خلدون يدرس الظاهرة الاجتماعية في نطاق طبائع العمران وأول ما يتبادر للدارس الاجتماعي البحث عن تولد (genese) المدينة."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب