لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب أسواق فاس في العصر المريني (646 - 869هـ / 1248 - 1465م) PDF تأليف د. هالة عبد الرزاق

 كتاب أسواق فاس في العصر المريني (646 - 869هـ / 1248 - 1465م) - تأليف د. هالة عبد الرزاق - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : أسواق فاس في العصر المريني (646 - 869هـ / 1248 - 1465م).


المؤلف : د. هالة عبد الرزاق.


الناشر : مكتبة الثقافة الدينية.


عدد الصفحات : 298 ص.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"الوضع الاجتماعي للعاملين في الأسواق


تفاوتت أوضاع العاملين في أسواق مدينة فاس في طرق المعيشة اليومية إضافة إلى أوضاعهم الاجتماعية، بسبب الثراء الذي تحقق لبعضهم على حساب البعض الآخر. ويأتي على رأس الطبقات العاملة في أسواق هذه المدينة طبقة التجار وخاصة كبار التجار وهم تجار الجملة الذين ينتقلون بسلعهم بين مناطق الإنتاج ومناطق الاستهلاك وتجاوزت تجارتهم آلاف الدنانير وكان لهم أعوان من الخدم والعبيد.


ويرجع ثراء هؤلاء التجار إلى أنهم كانوا على اتصال دائم بالتجار الأوربيين وقد حققوا أرباح هائلة من هذه التجارة وامتد نشاطهم إلى بلاد السودان الغربي فقاموا بتنظيم القوافل التجارية التى تحمل المنتجات الفاسية إلى أسواق السودان الغربي، ويحملون سلع تلك الأسواق إلى أسواق مدينة فاس.


أما داخل مدينة فاس فقد امتلكوا أعدادا كبيرة جدا من الحوانيت، وأعان تشجيع سلاطين الدولة المرينية هؤلاء التجار في تحقيق الثراء الكبير فقد استفادوا مــن جــو الأمن والأمان الذي ساد في هذه المدينة والطرق التجارية وحققوا ثروات كبيرة.


وعاش هؤلاء التجار في مستوى اجتماعي راقي فكانت منازلهم ومستوى حياتهم المعيشية اقل بقليل من مستوى الطبقة الحاكمة من الأمراء والحكام من حيث سعة العيش وتعدد مظاهر الترف. وقد اختلفت ثروة هؤلاء التجار من تاجر إلى آخر فكان للفقيه التاجر محمد بن محمد بن محمد الورغمى ثروة كبيرة فكانت تركته حين توفى تقدر بثمانية عشر الفا ذهبا ما بين حلى ودراهم وطعام وكتب، وأن دل هذا فهو يدل على الثراء الذي وصل اليه هؤلاء التجار.


أما صغار التجار فكانوا يكترون حوانيت صغيرة فى اسواق مدينة فاس، ويؤدون كرائها شهريا او سنويا. وهؤلاء التجار كانوا يعانون من تدنى مستوى معيشتهم واتخذ أكثرهم الحوانيت مقرا للسكن. فقد كانوا يأتون في نهاية السلم الاجتماعي بمدينة فاس ولقد ضمت مدينة فاس عدد ۹۲۸۰ حانوتا وقيسارتان وكانت أغلبية هذه الحوانيت مخصصة لصغار التجار.


ويعد تجار التجزئة من صغار التجار وانقسم تجار التجزئة الى فئتين الأولى منها كانت تبيع المنتجات الثمينة كالاقمشة الرفيعة والاحذية والحلى فى اماكن ثابتة كقيسارية فاس، والفئة الأخرى كانت تبيع المنتجات الاستهلاك اليومية من المواد الغذائية كالحبوب والفاكهة.


وبجانب تجار الجملة والتجزئة وجد التجار الجائلين الذين لايستقروا في مكان واحد وكان عدد كبير منهم يربحون أموالا تكفى لمعيشتهم.



وجد في أسواق مدينة فاس الوسطاء والعاملين في التجارة بجانب التجار وهم الدلالين والسماسرة والحمالين ومرافقي القوافل والمكلفين بالحراسة، وهؤلاء كانوا أكثر العاملين في المجال التجارى بالاسواق فقرا. والجدير بالذكر أن السماسرة والدلالين كانوا لا يحظون باحترام من الجمهور. وقد عمل عدد من الصناع في أسواق مدينة فاس خاصة أن عددا كبيرا من السكان عملوا كصناع بالحرف المتنوعة وكان لكل حرفة سوق معين باسواق مدينة فاس كصناعة النسيج فكانت قيسارية فاس تضم ٣٠٩٤ دارا للنسيج و ١١٦ دكانا للصباغة وطبخ الغزل وقد ضمت القيسارية أيضا عدد كبير من الحرف كالحدادين والنجارين والدباغين وصانعوا أعمال البناء. فالعمال الذين يعملون كإجراء كانوا يتسمون بقلة الدخل ويعيشون عيشة فقر أما أصحاب الورش الصناعية والقائمون عليها كانوا يعيشون في مستوى عالي لقد اعتمد العاملون في الأسواق على المأكولات الشعبية والفاكهة والتي تضم الاجاصى والرومان وذلك لرخص أسعارها واعتمدوا أيضا على الحبوب وخاصة الشعير والخبز واللبن وثردة الفول بالسمن.


والمرى وهو ادام يصنع من الشعير أو القمح ويصنعه العاملون من العسل المحروق والخبز المحروق. وثريد بازن وهو ما يعرف بالبركوس، فهو نوع من أنواع الكسكسو ويعتبر من اهم الوجبات التي يعتمد عليها اغلب سكان المغرب عامة ومدينة فاس خاصة. وهذا النوع استخدموا فيه الكرنب واللفت والجزر والخس والفول الاخضر والقرع والباذنجان والكسكسو الفتياني والأسفريا. وطعام الفرس (المخلل) والبلاجة واللمتونية والسنبوسك. والتارفست والكعك ويضاف إلى ذلك الألبان ومشتقاتها التي كان لها دور كبير في غذاء العاملين في الأسواق حيث اعتمدوا عليها في حياتهم اليومية، فالجبن والمجبنات وخاصة من البان البقر والاغنام كان يأكلها العامة في أسواق مدينة فاس. فالوزان يوضح انه كان يباع في اسواق مدينة فاس كميات كثيرة من الألبان يوميا.


لم يكن لباس العاملين بالأسواق يختلف كثيرا عن لباس الخاصة من اهل فاس، فنجده لا يختلف الا من حيث اتقان النسيج والخياطة فالعاملون كانوا يلبسون منسوجات من الصوف الخشن ويتخذون منها العمائم وغالبا يلبسونها دون خياطة.


وكانت البرانس لبس العامة وهى قلنسوة طويلة ارجوانية اللون، وكان العاملون يرتدون البرانس المصنوعة من الصوف. وبجانب ذلك وجدت العمائم وهي تيجان العرب وتختلف من حيث المكانة الاجتماعية لحامليها ومعها الطليسان على العمامة.


والطليسان هو الغفارة وعبارة عن رداء طويل وعرضه قصير يلقى على الكتفين واستخدمه العامة والعاملون بالأسواق على شكل مدور ومثلث ومربع.


ووجد المآزر وهو لباس يغطى القسم الادنى من البدن من الوسط حتى منتصف الساقين وكان يصنع من الكتان وكانت السراويل وهى من الالبسة الشعبية المشتركة بين الرجال والنساء. وقد صنعت القلانس او القلنسوة وهى من البسة الرأس المحببة من لبــد مستطيلة.


ومن ملابس العاملين في الأسواق الشاشية التي كانت تنسج من الصوف أو شعر الماعز والقميص وقد دخل فاس عن طريق الصناع الاندلسيين الوافدين وقد صنع من الصوف والقطن وكان شكل القميص بسيط وقد لبسه صائدى الاسماك بمدينة فاس والتشامير وصنعت من الصوف والقشابة من الصوف والقطن والجبة التي صنعت من الصوف  ووجدت العباءة وهى لباس الفقراء وهى قصيرة من الصوف. فكانت طبقة الحمالين والصيادين والسقايين والعمال يعشون حياة بسيطة ويلبسون أرذل الثياب، كالأردية الصوفية البسيطة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب