لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الزمان التاريخي؛ من التاريخ الكلي الى التواريخ الفعلية PDF تأليف سالم يفوت

كتاب الزمان التاريخي؛ من التاريخ الكلي إلى التواريخ الفعلية من تأليف سالم يفوت - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


العنوان : الزمان التاريخي؛ من التاريخ الكلي الى التواريخ الفعلية.


المؤلف : سالم يفوت.


الناشر : دار الطليعة - بيروت.


حجم الكتاب : 7.98 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).

 






مقتطف من الكتاب :


"التاريخ البنيوي عند بروديل


من بين المفكرين المعاصرين الذين ركزوا اهتمامهم على القضايا المتعلقة بوتيرة الزمان التاريخي وإيقاعاته في ارتباطها بالشروط النوعية والبنيوية، المؤرخ الفرنسي فرتان بروديل ( ۱۹۰۰ - ١٩٨٥) الذي جعل من الزمان بعداً من أبعاد المكان واحداثياً له. وبذلك تجاوز التأريخ التقليدي وحوله إلى جغرافية وعلم اجتماع واقتصاد في الآن نفسه، أي علماً معقداً يتركب من فروع معرفية متداخلة. فالتاريخ في تصوره ليس مجرد تاریخ اقتصادي واجتماعي، بل هو هذا وذاك وشيء آخر غيرهما: انه كذلك جغرافي وسكاني وثقافي وسياسي وديني وعسكري الخ... صحيح أن بروديل يعتبر الاقتصاد علماً استثنائياً، قدم عدداً كبيراً من النظريات إلى حد أنه يزودنا بشبكة من القواعد التي يسهل استخدامها صحيح كذلك أنه يؤكد على وقائع الحياة الاقتصادية والحركات الطويلة والبنيات... وعلى أننا حين تبلغ البنيان نمسك بالزمن الطويل لكنه يصير في ذات الوقت على أن علم الاقتصاد، كما يستفيد منه، ليس علماً موضوعه الاقتصاد العالمي، أي السوق العالمية، بل هو اقتصاد - عالم ما بعينه أي الاقتصاد ضمن تشكيلة بعينها كالبحر المتوسط، وهو ما فعله في كتابه الشهير البحر الأبيض المتوسط والعالم المتوسطي على عهد فيليب الثاني والذي صدر سنة ١٩٤٩.


يحتل الاقتصاد - العالم حيزاً جغرافياً بعينه، وله حدود تفسره، تتنوع، وان ببطء ما ويؤمن بروديل بأن العالم كان في مجموعة، قبل أن يعرفه انسان أوروبا بمدة طويلة. ومنذ العصر الوسيط، ان لم نقل منذ العصور القديمة. منقسماً إلى عوالم أو مناطق اقتصادية، تتفاوت درجة تمركزها، كما تتفاوت من حيث تماسكها، أي أنه كان منقسماً إلى عدة عوالم اقتصادية متعايشة.


انطلاقا من ذلك وعن السؤال المألوف هل للتاريخ معنى؟ يعبر بروديل عن ايمانه، أساساً، بتقدم الناس بالذكاء وبالاخلاق، لكن التاريخ يسير قدماً مثل المسيرات الاسبانية. كلما خطونا خطوتين إلى الأمام، خطونا خطوة أو خطوتين إلى الوراء. وكلما بلغ تقدم ما تمامه، طرح مشاكل جديدة. ان ازدهار الحياة المادية، مثلاً، يرافقه تصاعد الجريمة. وهناك فوق ذلك، المعنى والمعنى المضاد. وكلاهما ينتميان إلى البنيات الدينامية للتاريخ. ليس هناك الاله وحده ثمة الشيطان أيضاً.


ان التاريخ هو مجموع التواريخ الممكنة؛ أي مجموعة من المهن ووجهات النظر المنتمية إلى الأمس واليوم والغد ان الخطأ الوحيد في رأيي يكمن في اختيارنا لأحد هذه التواريخ دون سواه. وكان هذا، وقد يكون هو الخطأ التاريخاني وانا لنعلم أنه لن يكون من اليسير اقناع المؤرخين بذلك. بل، وأقل منهم، العلوم الاجتماعية المتشبثة بإعادتنا إلى التاريخ، كما كان بالأمس وسيلزمنا كثير من الوقت والجهد حتى يتم قبول هذه التغييرات والتجديدات حتى الاسم القديم للتاريخ.


يتمحور الافق التأريخي عند بروديل حول موضوعة الحضارة ويمكن اعتبار الهاجس المحرك لمجموع أعماله هو الرغبة في فهم ما هو تاريخي فهماً شمولياً، أو بعبارة أفضل، محاولة تعميم المنهج التاريخي تعميماً غايته جعل الحضارة موضوع التاريخ وجعل منهجه يقوم على بناء ذلك الموضوع. وتعني الحضارة، في سياق منهج بروديل الجديد، مجموعة تاريخية يشملها نمط واحد من الحياة المادية والروحية والسمة الأولى للحضارة هي أنها حقيقة واقعية ذات مدة مفرطة في الطول. وسمتها الثانية هي انها مرتبطة أوثق الارتباط بمكانها الجغرافي.


تغدو الحضارة من هذا الجانب محددة ومشروطة بمكانها، كما يغدو زمانها التاريخي محدداً بالمكان وتابعاً له. لكنها، وفي ذات الوقت، من حيث هي حقيقة واقعية مدتها موغلة في الطول، تصدر الأحداث ذات الفترات القصيرة المدة. فهي بمثابة الوسط الجغرافي - التاريخي الذي يطبع بطابعه

الأحداث التي تجري داخله. فالحضارة هي . محطة التاريخ وموضوعه انها قطب الرحى في تفسيره مادام المؤرخ قادراً على أن يفسر من خلالها الأحداث ذات الفترات القصيرة المدة. وعليه فإن زمان الحضارة زمان متوسط باعتباره حصيلة وجماع مدة موغلة في الطول، وأخرى موغلة في

القصر.


يتحدث بروديل أحياناً عن جدل التاريخ، ويعني به تفاعل مستويات ثلاثة داخل التاريخ وهي: المستوى الجغرافي والاجتماعي والفردي. يقول: انتهى بنا الأمر إلى تفكيك التاريخ الى مستويات متداخلة (...) فميزنا داخل الزمان التاريخي بين زمان جغرافي وزمان اجتماعي وزمان فردي (...) وهو تمييز مدرسي تبسيطي محض، يصلح للعرض والتوضيح. وهذا ما يسمح لي بألا أتردد في السعي بينها.


يعتبر هذا المفهوم للزمان التاريخي ثورة حقيقية على أنصار التأريخ التقليدي الذين ينظرون للزمان التاريخي على أنه ديمومة رتيبة متجانسة الايقاع ووحيدة الاتجاه.


ان ما يؤكد عليه بروديل هو أن التاريخ متعدد الاتجاهات ولا يسير دوماً قدماً إلى الأمام، بل يتراجع كذلك أن التاريخ جدل المدة: بفضله يكون دراسة لما هو اجتماعي أي لكل ما يمت بصلة للمجتمع دراسة للماضي وكذا للحاضر، باعتبار الماضي والحاضر لا ينفصلان.


ان جدل المدد الثلاث ( جدل المستويات الثلاثة للواقعة التاريخية) هو ما يهم المؤرخ بالدرجة الأولى. ويحيل لفظ «الجدل» المستخدم ها هنا على سبيل المجاز والاستعارة إلى نمط تركيب يعكس تداخل المدد الثلاث وتفاعلها فيما بينها والحقيقة أن بروديل لم يحدد بصراحة العلاقة بينها؛ إلا أن اغراءها الفلسفي كصورة هو الذي جعله يستثمرها دون أن يشعر بحاجة ما إلى تدقيقها فهو ما ينفك يتحدث عن تمازج الفترة الطويلة المدة، والظرفية والحدث وتشابكها. وما يفتاً يشبه ارتباطها بالطيف الضوئي."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب